ظن المفترون على حراك الريف أن حبل الكذب غير قابل للقضم والتقطيع وأنساهم اتباعهم للظن  حقيقة الأمر وبذلك تاهوا وانساقوا في دوامات متتالية  يرجون من ورائها إخماد فتيل الاحتجاج ومحاولة إظهار لأحداث  على عكس ما هي عليها في  واقع الحال . لا يمكن للمرء إلا ان يشفق لحال هؤلاء المفترون ولما يتكبدونه من التعب والعناء لعل افتراءاتهم تجد لها أذانا صاغية وعقولا تتقبلها .

 أكذوبة الانفصال ورغم ما نضّدوا لها من لوجستيكات إعلامية وحشود لمْرايْقيّه الذين استخدموا كروابط للاتصال لتشييع بهتانهم ،كان مآلها أن شُرخت في منتصف الطريق ولا أحد صدقها بعد ذلك اتضح أن الاعتقالات والهراوات لم تُجْد نفعا ولا حدّتْ من حركية الاحتجاج ، حتى أولئك الذين نصبوا أنفسهم محللين سياسيين لم تستطع حلحلاتهم المغلّفة بالزيف والكذب أن تنال من  ساكنة الريف وحراكها مقدار عقلة الأصبع،   ومنهم من فضل أن يدخل سوق رأسه ويتكمّش بعد أن نال من السخرية والاستهزاء ما يندى له الجبين  وأدرك أن التحلحيل والتحليل أمران لا يستقيمان .

داخت الحلّوفة إذن بالمفترين ، فجلسوا يتداولون في الأمر  ويتساءلون ، وينما هم في حيرتهم شاردون إذ خطرت ببال كبيرهم فكرة حسبها فرصة تستحق أن تُغتنم قدر الإمكان بعد أن باءت كل الخطط  الأخرى بالفشل وأخفقت في تحقيق مآربها . لقد رأى في  فصل الصيف فرصة لا يمكن تضييعها و دعامته في خطته الجديدة هذه هو جمال الطبيعة التي تتمتع بها مدينة الحسيمة والتي  تجلب الناظرين والمصطافين ، ولكن من ياترى سيستخدم في الترويج لخطته هذه .

 أشفق لحال من تم إقحامهم من الفنانين بهذا الشكل أو ذاك في هذه المسرحية البايخة والعسيرة على الهضم،  لاشك أن الموفودين من الفنانين  يدركون بحسهم الفني أن تقمص الأدوار ليست بالعمل الهين ، وأنها أصعب مرحلة تصادف الفنان في عمله .

تم التّنْياشُ هذه المرة على  معشر الفنانين ، فتم عندئذ حشرهم في متاهات ومسخرة لا لون ولا طعم لها ،وإنما  هي برهان واستدلال على تلْفة القائمين على أمر هذا البلد ، لقد ظنوا أن ما بثته قناة دار البريهي وعين السبع في النشرات الإخبارية من مشاهد لفنانين وهم يلتقطون السيلفي تلو الآخر سيساهم في حل أزمة الريف وأن ما يصرحون به أمام الكاميرات كفيل بثني العزائم عن الاحتجاج والخروج إلى الشارع ، ويوهم عامة الشعب المغربي بان الرخاء والنعمة تعم منطقة الحسيمة ،  وبالتالي سيُفشّ بالون الاحتجاجات.

 أشفق لحال من تم إقحامهم من الفنانين بهذا الشكل أو ذاك في هذه المسرحية البايخة والعسيرة على الهضم،  لاشك أن الموفودين من الفنانين  يدركون بحسهم الفني أن تقمص الأدوار ليست بالعمل الهين ، وأنها أصعب مرحلة تصادف الفنان في عمله .

فهل استطاع هؤلاء الفنانين أن يتقمصوا الدور الذي اُسند  إليهم خلال هذه المهمة التي أنيطت بهم في مدينة الحسيمة ؟!

لن تحل السلفيات في شواطئ الحسيمة قضية أكبر من الطيارة المدفوعة الثمن التي أقلت هؤلاء الفنانين ، سينتهي الصيف وينسى المشاهدون الكرام وجوه وأسماء الفنانين وسيلفياتهم ، وماذا بعد ؟