دقائق من الأمطار، عشية يوم الأحد، كانت كافية لتغرق بعض الأحياء والشوارع الرئيسة بمدينة فاس، مخلفة وراءها خسائر مادية، بعدما انهمرت مياه الأمطار داخل بعض المنازل السكنية.

الأمطار التي تساقطت بغزارة في فترة زمنية وجيزة كانت كافية لتغرق شوارع رئيسة، كما هو الحال بالطريق الوطنية رقم ستة، غير بعيد عن القصر الملكي، إضافة إلى حي الحديقة بواد فاس.

“لاراديف” خارج التغطية

حي الحديقة بواد فاس، أحد النقط السوداء المتضررة باستمرار من تساقط الأمطار، بسبب تواجده أسفل جبل “ثغات”، عرف غرق عدد من شوارعه، كما عاين ذلك موقع “لكم”، إلى درجة أن تسرب الماء إلى بعض الدور السكنية مخلفا وراءه دموعا وأضرار.

ومنذ بداية التساقطات وتجمع المياه بسبب احتقان قنوات الصرف الصحي، ظل المواطنون يستغيثون بالوكالة المستقلة الجماعية للماء والكهرباء بالمدينة، دون أن يجدوا من يستجيب لاستغاثتهم، وظلت هواتفهم تحاول الوصول إلى المسؤولين لكن رصيدهم من التعبئة استهلك دون أن يرد عليهم أحد.

ورغم أن المنطقة تعد من النقط السوداء إلا أنها لم تعرف أي أشغال صيانة لقنوات الصرف الصحي تجنبا لسيناريو يعيد واحدة من المآسي التي عرفتها بعض المدن المغربية خلال التساقطات المطرية الأخيرة.

لتنضاف بذلك مدينة فاس إلى قائمة المدن التي تضررت –ولو نسبيا- من غياب صيانة تدبير قنوات الصرف الصحي، وغياب الخدمة أثناء وقوع المشكل، رغم انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر غرق بعض الشوارع.

مواطنون ينجدون أنفسهم

أمام غياب الرد من “لاراديف” تحمل المواطنون مهام الوكالة، وقاموا بمساعدة بعضهم البعض، أمام صراخ من حاصرتهم المياه، واخترقت منازلهم، دون أن يجدوا حيلة سوى الصراخ والبكاء وطلب العون من الجيران، الذين ورغم صعوبة الأمر، هبوا لتقديم يد المساعدة.

واحدة من السيدات التي حاصرت المياه منزلها وغمرته عن بكرة أبيه، لم تجد وهي الوحيدة بمنزلها سوى الصراخ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعدما بلغت مياه الأمطار إلى غرفة نومها.

وفي مشهد إنساني هب العديد من الجيران بأزواجهم وأطفالهم محملين بالدلاء والوسائل البدائية لإفراغ المنزل الذي تحول إلى مسبح بسبب مياه الأمطار، ليستمر العمل لساعات، وبعد حلول الظلام.

وانتقدت الساكنة هذا الوضع الذي يتكرر باستمرار أمام اختناق المجاري وغياب الصيانة، ما يدفهم للدخول في برك الماء، والبحث عن سبل وطرق لتصريف المياه المتجمعة، لتستمر المعاناة مع ضرورة تنقية النفايات المتراكمة، حتى لا تتسبب من جديد في اختناق قنوات الصرف الصحي، في ظل غياب تام للمسؤولين.