في إطار التفاعلات التي واكبت متابعة الصحفيين الفرنسيين إريك لوران وكاثرين غراسييه، أمام قضاء باريس بتهمة ابتزاز الملك محمد السادس، أجرت صحيفة “الإكسبريس” الفرنسية، الإثنين 31 غشت، مقابلة مع بيير ڤيرمان،  الباحث في تاريخ الحضارات في جامعة باريس الاولى (بانتيون سوربون)، وأحد أبرز المتخصصين في الشأن المغاربي. نورد هنا ترجمة للنص الكامل للحديث الصحفي:

يتابع الصحفيان «إريك لورون» و«كاثرين غراسييه» أمام القضاء بتهمة ابتزاز الملك محمد السادس من خلال مطالبته بثلاثة ملايين يورو مقابل عدم نشر كتاب يحتوي على معلومات خطيرة. الصحفيان يقولان إن القصر هو الذي عرض عليهما الصفقة، وأنهما سقطا في فخ. برأيك، ما مدى صدقية الرواية التي تقول أن النظام المغربي حاول تفادي نشر الكتاب؟

 طبعا، تمارس المؤسسة الملكية تعتتيما على كل المعلومات التي تخص القصر، والصحراء، والاسلام، والمصالح الاقتصادية للبلاد. ليست لدي حجج على هذا ولكن العديد من الكتاب أسروا لي أن النظام المغربي، على غرار الأنظمة المغاربية الأخرى، اقترح عليهم صفقات لثنيهم على إصدار بعض الكتب. في الحالة التي بين أيدينا اليوم، يجب أن نستحضر أن النظام ليس غبياّ وأنه لم يدخل في الصفقة عن طريق الصدفة.

هل لك أن توضح أكثر؟

إن المسألة هنا تتعلق بأمن النظام السياسي. ولاشك أنه حصل على ضمانات بعدم نشر الكتاب (اعلنت دار النشر لوسوي أنها قررت عدم نشر الكتاب)، وإلا فان المؤسسة الملكية ما كانت لتغامر بنفسها بهذا الزخم الاعلامي الذي منحته للكتاب، والذي كان سيحقق له مبيعات بالآف النسخ ويعود عليها بالضرر بالتالي. إن المؤسسة الملكية يقظة للغاية تجاه ما يقال عن المغرب في فرنسا، وهناك من يبلغ الرباط بكل شيء في حينه.

هل لفرنسا مصلحة في عدم نشر الكتاب؟

نعم، لا أحد هنا (في فرنسا) يرغب في زعزعة استقرار المغرب، الذي يعتبر حليفنا الأساسي في إفريقيا والعالم العربي. هناك علاقة صداقة قوية ومصالح اقصادية مشتركة تجمع البلدين، وعلى سبيل المثال هناك اتفاقيات تعاون جد متقدمة بين قطاعات الأمن والقضاء والجيش في فرنسا والمغرب.

ما هي الأساليب التي تستعملها الرباط لتكميم أفواه الصحف؟ 

منذ تفجيرات 2003 و2007 عملت السلطة في المغرب على استعادة القبضة التي أحجمت عنها أواخر التسعينات. واستهدفت بعض الوجوه الصحفية المشاكسة التي تتجرأ على تجاوز الخطوط الحمراء، وذلك من خلال ملاحقتها ومحاكمتها أمام القضاء. إلا انها فهمت أيضا أن حرية الصحافة تحظى باهتمام الفرنسيين والغربيين، وبالتالي يتعين عليها ان تكون أكثر دهاء وحيلة. لقدت صنعت صحافة قائمة على الدعم ومؤطرة بشكل كبير، من خلال التحكم في المستثمرين ووكالات الاشهار. وبالتالي صار بمقدورها أن تعاقب ماليا أي صحيفة لا تستطيع ان تعيش من عائدات مبيعاتها.