بداية غير موفقة تلك التي بصم عليه السيد البشير العبدلاوي عمدة طنجة الجديد، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه اصطفافه ووقوفه بجانب الفئات الشعبية “الطنجاوية ” المسحوقة، أطلق السيد العمدة العنان للسانه، واصدر تصريحات دون أن يأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية التي تعاني منها “ساكنة طنجة” جراء الفواتير السمينة التي أثقلت جيوبهم ومنذ سنوات، وتضاعفت للأسف في المدة الأخيرة حتى أصبحت لا تطاق .

العمدة المبجل خرج خرجة مثيرة وتطرح أكثر من علامة استفهام، خلال الجلسة الثانية لدورة أكتوبر لجماعة طنجة صباح الأربعاء 14 أكتوبر الجاري،حيث وصف المحتجين ضد شركة الماء والكهرباء بالمدينة، بعد أن رفع مجموعة من المواطنين داخل قاعة الاجتماع لأوراق تطالب برحيل “الغول أمانديس”، بالمشوشين على زيارة الملك، أمام اندهاش الحاضرين، وطالبهم بالكف عن الاحتجاج حتى مغادرة الملك للمدينة، بدعوى أن المشكل محلي ويجب معالجته محليا.

فبالله عليكم، هل هذا كلام يصدر عن إنسان مسؤول ؟ هل مثل هذا الكلام يمكن أن يصدر عن شخصية من المفروض أنها تمثل المواطنين  وتدافع عن مصالحهم، وترعى شؤونهم ؟ وهل يعي السيد العبدلاوي جيدا ماهية تصريحاته التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها خطيرة وغير مسؤولة، وتصب في تجاه الجهات القمعية، التي تريد لتلك العصبة المواطنة المحتجة ضد هذه الشركة المسنودة التي لم تعد تأبه بأي أحد التراجع إلى الوراء، وإيقاف تلك الأشكال النضالية السلمية ؟ وهل وقف السيد العمدةعند حجم الأرقام التي تحفل بها فواتير الماء وخاصة الكهرباء التي تضاعفت في الشهور الأخيرة ؟ 

كم آلمتني هذه البداية التي افتتح العمدة الجديد انطلاقته بها، التي لم تكن موفقة بالمطلق

كان من الفروض منك السيد العمدة، وأنت القادم من صناديق الاقتراع أن تستثمر تلك الاحتجاجات المشروعة، وأن تضع ملفها تحت إبطك وتذهب به إلى إدارة الشركة وتضعها أمام أمر الواقع، وتضع من خلالها السلطات الولائية أمام الحقيقة المرة، بل كان عليك أيها المسؤول أن تستثمر تلك الاحتجاجات السلمية وتفاتح الملك بشأنها، لإيجاد حل عاجل لهذه المعضلة التي ابتلي بها المغاربة بجهة الشمال، عوض الخروج بهاته الطريقة التي هي أقرب إلى لسان السلطات منها إلى عمدة انتدبه جزء من الشعب لرعاية شؤونهم  ومصالحهم التي أصبحت على كف عفريت بعد هذا التصريح الفاجعة.

ثم من قال لك أن معضلة “أمانديس” مشكلة محلية تحل على المستوى المحلي، إن قضية هذه الشركة أكبر مما يتصور، تحتاج منا أن نشحذ جميعا كل إمكاناتنا لمواجهتها، فإذا كان قدمها هنا بطنجة فإن يدها ورأسها هناك في الرباط وباريس، وكلنا يتذكر كيف تحرك أخطبوط الشركة المتعدد الأشكال والأنواع، والمتواجد في كل مكان إبان حراك الشباب، وإبان موقف سمير عبد المولى أثناء تواجده بقصر البلدية كعمدة لطنجة .

آن الأوان لتصطف كل المكونات المجتمعية في مواجهة هذا الغول، الذي حصد الأخضر واليابس، وجفف جيوب مغاربة الشمال، وجعل كل همهم هو تدبير أجرتهم الشهرية لأداء تلك الفواتير الضخمة، واليوم تقف كل الفئات الشعبية احتجاجا وبأشكال إبداعية متنوعة، وعلى العمدة أن يكون في صدارة هذا الاحتجاج، وإلا سيجد نفسه في فوهة المدفع الشعبي الذي لا يرحم .

كم آلمتني هذه البداية التي افتتح العمدة الجديد انطلاقته بها، التي لم تكن موفقة بالمطلق، لذلك عليك أن تنتبه لأنك بكل بساطة ستجد نفسك في وجه عاصفة الاحتجاج التي انطلقت في كل دروب المدينة، ولتحذر لأنك تلعب بمصالح الشعب، وبعدها بمصالح حزبك الذي وعد الساكنة إبان الحملة الانتخابية أن تكون قضية هذا الغول ضمن أولوية اهتماماتكم، فلتحذر يا رجل لأنه قد ترفع غدا صورك وسجدها بجانب صور ورمز الشركة التي توسعت دائرة رفضها، إذا لم تتدراك الأمر وتنصت لنبض الشارع الذي يبدو أن تحركاتهومبادراته ستطول ما دامت الشركة تواصل غطرستهاوهنجعيتها دون أن تجد حتى الآن من يقف في وجهها، فاحذر.

[email protected]