الدفاع عن قضية الصحراء المغربية من موقع قوة، أمر يحتاج إلى قرار سياسي شجاع، لإحداث تغيير جذري واستراتيجي في مقاربة ملف الصحراء، وذلك من خلال تعزيز مسلسل تنمية الأقاليم والمناطق الصحراوية، ووضع استراتيجية جديدة للإعمار فيها، ووضع حد لكل الممارسات الريعة التي تدخل قضية الصحراء في مجال المساومات الرخيصة، بما يتماشى مع الرأي الذي عبر عنه ملك البلاد بلغة واضحة ” إما أن تكون مغربيا أو لاتكون“،  وتوسيع هامش الحقوق والحريات وتمنيع الجبهة الوطنية الداخلية، وتعزيز إجراءات الثقة من خلال إطلاق سراح معتقلي الحراكات الاجتماعية، حتى يتم قطع الطريق على خصوم الوحدة الترابية، الذين يستعملون ورقة حقوق الإنسان، لتبخيس مقترح الحكم الذاتي الذي يتسم بالجدية والواقعية.

من هذا المنطلق، أقول لهؤلاء الأنذال، الذين يختبؤون وراء حواسيبهم، في أمريكا، وفرنسا، وألمانيا، وغيرها من البلدان، لدس السموم في المجتمع المغربي من خلال ترويج خطاب مناصر لجبهة البوليساريو، قضية الصحراء ليست قضية نظام سياسي فحسب، بل هي قضية أمة مغربية، لها تاريخ عريق، نعي جيدا أنه يشكل عقدة دفينة لمن لا تاريخ لهم!

إذا كان البعض، يعتبر أن الدولة غير ديمقراطية، وسلطوية، ولها ماض أسود في مجال حقوق الإنسان، فهذه الخطابات المسمومة، لن تنطلي إلا على الاغبياء، لأن خلفيتها المستترة، هي ترويج أفكار مسمومة، مفادها أن البوليساريو ترفض مشروع الحكم الذاتي لكي لا تتعايش مع نظام فاسد، وكأن قيادة البوليساريو قيادة شريفة وحرة، ومخيمات البؤس والعار، واحات للديمقراطية وحقوق الإنسان، أو أن الصحراويون يعيشون في بيداء الجزائر القاحلة، حياة الترف والنعيم، وليس حياة الذل والمهانة، والاستغلال، والتجارة في البشر!

إذا أصبحتم عملاء للنظام الجزائري الحاقد، وهذا كلام موجه لبعض الانتهازيين من مغاربة المهجر، الذين تحولوا إلى أبواق لخصوم الوحدة الترابية للمملكة، فإن الشعب المغربي، قادر بذكائه الفطري، على استيعاب خلفيات خطابكم المسموم، والرد عليكم بما يليق، لأن بلادنا عزيزة وإن جارت!

 نعم لدينا مشاكل في المغرب مثل باقي بلدان العالم لا نخجل من تسليط الضوء عليها، ولدينا أعطاب بالجملة في عدة مجالات، وليس لدينا تقسيم عادل لثروات بلادنا  التي تسيطر عليها أقلية أوليغارشية، ولدينا معتقلين في السجون، ولكن، إذا كنتم تعتقدون أنه بتوظيفكم لمثل هذه الأوراق، تستطيعون تغيير قناعات المغاربة حول مغربية الصحراء، وتفتيت اللحمة الوطنية، فأنتم واهمون، ولا تعرفون المعدن الحقيقي لحفدة عبد الكريم الخطابي، وموحى وحمو الزياني، والحنصالي، وعسو أوبسلام، والهيبة ماء العينين، والمهدي بن بركة، وعبد الرحيم بوعبيد، والقائمة تطول!

الوطني الصادق، لن يقبل بالتخلى على شبر  واحد من تراب وطنه، لمجرد أن السلطة مستبدة، أو فاسدة، أو أن الثروة محتكرة من طرف أقلية بورجوازية، أو ما شابه ذلك من الكليشيهات!

مدرسة عبد الرحيم بوعبيد التي ننتمي لها فكريا، علمتنا متى نقول نعم، ومتى نقول لا، واليوم في ظل ما يمر منه الوطن من ظروف استثنائية بكل المقاييس، لن نتردد في قول كلمة حق للتاريخ، ولن نخشى في ذلك لومة لائم.

الوطن فوق الجميع، وأكبر من الجميع، وأغلى من كل شيء، ومن يقبل بوضع وطنه في المزاد العلني، فمصيره بكل تأكيد هو مزبلة التاريخ، مادام اننا نعرف من هي جبهة البوليساريو، ومن هي الجهة التي ترعاها، وبأي حسابات؟