قدم مجموعة من المستثمرين المغاربة القاطنين بالخارج، شهادات صادمة حول تعرضهم لابتزاز والمحسوبية والرشوة والنصب والاحتيال، الأمر الذي تسببت في توقف مشاريعهم الاستثمارية في مجال السياحة بالمغرب.

وكشف المتضررون، خلال ندوة صحفية، نظمها الاتحاد الوطني لمقاولي المغرب، اليوم الخميس 28 نونبر الجاري بالرباط، عن حجم المعاناة مع” الفساد” التي مازالت مستمرة إلى حدود اليوم والتي دفعت البعض منهم إلى التراجع عن الاستثمار في المغرب.

وفي هذا السياق، أكدت لبنى الزناري، مستثمرة مغربية مقيمة بفرنسا، في تصريح لموقع “لكم”، أن بعد تحقيق حلم العودة للوطن وإنشاء مشروع سياحي “دار لبنى” لاستقبال السياح بمدينة ورزازات والذي  خلق فرصا للشغل من سنة 2005 حتى سنة 2010، سأتعرض للابتزاز والتضييق الذي تسبب في توقف المشروع، عقب تطاول مسؤول وقيامه بتخريب وهدم جزء من المشروع في غيابي”.

وتابعت المتحدثة نفسها،” أنه بعد عودتها من فرنسا صدمت بتخريب المشروع المذكور من طرف مسؤول  بالغرفة الفلاحة  والذي يقطن بجوارها، بمبرر أن المشروع تسبب في إزعاجه، مشيرة إلى أنها تتوفر على جميع الوثائق القانونية من طرف السلطات  المعنية حول الترخيص بإنشائه.

وكشفت المستثمرة المذكورة، أنه رغم توجهها للقضاء منذ سنة 2010 إلى اليوم، لم يتم انصافها وأن المشروع لازال متوقف، إلى جانب مراسلة عدد من المؤسسات  الحكومية  التي تعنى بشؤون المهاجرين إلا أنها لم تتفاعل أي جهة مع شكاياتها، الأمر الذي دفع زوجها المتواجد بفرنسا إلى إتخاذ  قرار عدم العودة للمغرب.

وشددت المستثمرة لبنى الزناري، على تشبثها بحقها، مؤكدة أنها لازلت تأمل في انصافها، مطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل وفتح تحقيق حول ما تعرضت له من ابتزاز من أجل ثنيها ببيع المشروع  والتخلي عن القضية.

من جانبه، كشف  المستثمر  مكور عمار المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، في حديثه لـ”لكم” أنه  تعرض هو الآخر للنصب والاحتيال خلال قدومه للمغرب سنة 2002 واختياره مدينة الصخيرات لإنشاء فنادق سياحية، مشيرا إلى أن  بداية المعاناة مع النصب، بعد شرائه لأرض بالمدينة المذكورة قامت الموثقة بتلاعبات في تسجيل المبلغ الحقيقي، إلى جانب تلاعب بالإمضاء واستغلت حسن النية ، حيث فوجئ بعدم وجود اسمه في الوثائق، مضيفا “قبل أن ادخل في ردهات المحاكم لتصحيح الأمر”.

وتابع المتحدث نفسه، أنه استثمر مبلغ 2 مليار سنتيم في المشروع، مؤكدا أن إنهاء المشروع يتطلب 10مليار سنتيم، مشيرا إلى أن أشغال البناء توقفت بسبب ما أسماه “الابتزاز والرشوة”، بقوله” في كل خطوة يطلب مني مسؤولين”كبار”  الرشوة بمبالغ خيالية  ومنهم من طلب إهدائه شقق وأنا لا يمكنني القيام بذلك وأكدت الأمر لهم”، قبل أن يضيف متسائلا” كيف يطلب مني هؤلاء  المبالغ وأنا الذي ذرفت الدموع عندما قال  الملك الحسن الثاني مرحبا باليهود المغاربة في بلدهم”،  مشيرا إلى أن” خطاب الراحل الملك الحسن الثاني الموجه لليهود المغاربة هو الذي دفعه إلى العودة إلى المغرب والتفكير في الاستثمار فيه”.

من جهة أخرى، أكد  المستثمر ذاته، أنه  ابنه التقى الملك محمد السادس بالولايات المتحدة الأمريكية وتحدث معه حول تعرض له والده من عرقلة مشاريع استثمارية بمدينة الصخيرات، مضيفا” وطلب الملك من ابني  تقديم طلب للقائه للحديث عن الموضوع ، إلا أنني لم أتلق أي تفاعل مع طلبي الذي قدمته للقصر الملكي”، على حد قوله.

ووجه مكور عمار، اتهامات قوية للمسؤولين بمدينة الصخيرات، مطالبا الجهات المسؤولة بالتدخل وضع حد لمعاناته مع “ابتزاز والرشوة” والسماح له باتمام مشروعه ا لذي اعتبره “مشروعا مهما للسياح”.

من جهتها، قالت سلطانة  البلغيتي مستثمرة من بلجيكا، في تصريح لـ”لكم”، أنه قامت بتحويل مبلغ  مالي مهم إلى المغرب من أجل الاسثتمار إلا أنها واجهت عراقيل على مستوى الوثائق، الأمر الذي دفعها إلى التراجع والمطالبة باسترجاع المبلغ .