على بعد 50 كيلومترا شمال مدينة وجدة، تقع حامة “فزوان” (عمالة إقليم بركان) التي اشتهرت منذ ستينات القرن الماضي بمائها المعدني وتجاوزت شهرته بلاد المغرب، والذي يعتقد أنه يعالج المسالك البلوية وبعض أمراض الكلي والتعفنات، فصار ملاذا للباحثين عن الاستشفاء والسياحة العلاجية ومصدر عيش أهالي المنطقة.

يقول حميد، وهو ابن القرية، لموقع “لكم”، أن حامة فزوان صارت محجا للباحثين عن السياحة العلاجية خلال فصل الصيف والربع، مما ساهم في إنعاش الحركة التجارية بالمنطقة والترويج لبعض منتجاتها المحلية، بعد أن صارت قبلة للوافدين داخل المغرب وخارجه.

وخلال صيف هذا العام الذي تزامن مع تفشي فيروس “كوفيد-19″، اضطرت السلطات لوضع متاريس في اتجاه حامة “فزوان”، ومنع على مرتاديها استعمال مياهها من أجل الاستحمام أو تعبئة قنينات صغيرة من مياهها ما شابه بدعوى تعليمات عامل الإقليم للشرطة الإدارية التي تنتصب ببابه، بحسب ما عاينه موقع “لكم” في زيارته للموقع.

وبرأي أهالي البلدة الذين استقاهم موقع “لكم” في زيارته، يعتقدون أن مياهها المعدنية الطبيعية الساخنة علاج فعال ضد أمراض الجلد والكلي لأنه ينتمي لفئة البيكاربونية الكلسيو-منغنيزية، يلم مكونات طبيعية مفيدة صحيا وتسهم في علاج أمراض عدة، وفق توضيحاتهم.

وساهمت حامة “فزوان” في إنشاء بعض المقاهي التقليدية القروية والمحلات التجارية وفضاءات الألعاب ومنتجات الطين في بنايات مؤقتة محيطة بالحامة تروج لمنتجات محلية تسويقية معاشية من خضر وفواكه وتين بنوعيه وغيرها، فضلا عن تجارة “الحلزون” التي تشتهر بها المنطقة، حتى كادت توصف بأنها عاصمته، وفق تعبير من تحدثوا لموقع “لكم”.

وعل الرغم من أن الحامة شهرت “فزوان” البركانية، إلا أن بنياتها التحتية ومرافقها الخدماتية لم تنل حظها من تنمية الجهة الشرقية، حيث ما تزال ساكنة المنطقة التي تقارب 13 ألف أسرة تئن من خدمات الصحة والتعليم والتجهيز رغم الوعود التي تلقوها، والت لم تشفع صدى مياهها المعدنية التي تعدى الآفاق ويستقطب آلاف الباحثين عن السياحة العلاجية داخل المغرب وخارجه.