إشتهر محمد البوساتي مع النادي القنيطري والمنتخب المغربي بأهدافه ، وزادت شهرته بين المغاربة لقدرته على تسجيل 25 هدفا في موسم واحد، جعلته يظل هدافا للبطولة لسنوات طويلة دون أن يتمكن أي لاعب مغربي أو أجنبي من كسر هذا الرقم الذي سجله.

من مدينة القنيطرة كانت إنطلاقة الهداف المرعب، الذي مرت سنوات دون أن يأخد حقه في الإعلام المغربي، رغم العطاء الذي قدمه، إلا أن المهاجم الفذ لم ينل كل مايستحق، ولم يحظى بتكريم كبير يليق بكل ماقدمه.

من أفضل ما أنجبت البطولة

يعتبر محمد البوساتي المزداد في 1955 بالقنيطرة، واحد من أفضل المهاجمين الذين أنجبتهم البطولة المغربية،وهو هداف بالفطرة ترك بصماته مع فريقه النادي القنيطري والمنتخب المغربي،بعدما إشتهر منذ صغر سنه،بقدرته على هز الشباك من مختلف الزوايا، وبطرق مختلفة، فطوال مسيرة اللاعب رفقة الفريق القنيطري الذي كان يقام له ويقعد على المستوى المحلي، أو رفقة أسود الأطلس ، ظل مستوى إبن القنيطرة مستقرا وبالأخص في الفترة مابين آواخر سبعينات القرن الماضي وبداية الثمانينات.

البوساتي كان ضمن الجيل الذي قاد المنتخب المغربي للتتويج بكأس أمم إفريقيا سنة 1976، لكنه ومثل العديد من العناصر التي جايلته لم يحظى بالكثير من الإعتمام من قبل جامعة الكرة، بتكريم في المستوى يليق بالعطاء الذي قدمه في الملاعب الوطنية التي كانت شهرته تسبق لها قبل قدومه، حيث تميز بأهداف الضربات الرأسية والتسديد المؤطر، والمرواغة وإستمر في العطاء لسنوات، مظهرا تعلقه بكرة القدم، التي لم يستفد منها ماديا، بقدر ماكسب الرجل إحترام الشارع القنيطري لحد الآن رغم إعتزاله كرة القدم لسنوات.

هداف بالفطرة

ظهرت عبقرية محمد البوساتي في كرة القدم، وسنه لايتجاوز 17، معلنا قدوم هداف كبير لا يشق له غبار في ملاعب البطولة الوطنية فيما بعد،وخلال مدة وجيزة تحول من أهم ركائز النادي القنيطري ، ولاعب مهم أثار الرعب في قلوب أقوى الحراس في تلك الفترة، من بينهم النجم زاكي بادو، والراحل حميد الهزاز، وغيرهم من الحراس الذين كانوا يضربون له ألف حساب، لأنه كان يهز الشباك ويربك كبار المدافعين ،حتى في بعض المباريات التي قد يكون سيئا فيها.

اشتهر البوساتي برأسياته الفذة والكرات الهوائية التي كان يجيدها بشكل مذهل، وشهدت مسيرته تسجيل ثلاثيات ورباعيات، ليتوج مع النادي القنيطري بـ 3 بطولات في أزهى فترات هذا النادي، كما أصبح الهداف التاريخي للبطولة المغربية دون منازع،معتمدا على العزيمة التي كان يتوفر عليها،وحرصه على الإنخراط في اللعب مع المجوعة، علما أنه كان أنانيا بحسب من جايلوه في الوقت المناسب معتمدا على مكره أمام الشباك.

مرعب الحراس

توج محمد البوساتي بلقب هداف البطولة المغربية في 3 مناسبات، ويحمل سجله أرقاما متميزة تضعه لغاية اليوم، وبعد مرور كل تلك السنوات على اعتزاله، على رأس كل هدافي البطولة على مدار تاريخها الطويل.

البوساتي هو هداف كل الأزمنة، وصاحب الرقم القياسي المسجل في موسم واحد، الذي ظل صامدا أكثر من 35 سنة، برصيد 25 هدفا، لم يقو أي مهاجم حتى الآن، على الاقتراب منه إنجازه.

ولم يتجاوز أبرز الهدافين بعد زمن البوساتي حاجز 20 هدفا، ورغم توالي السنوات لم يتمكن لا اللاعبون المغاربة ولا الأجانب من كسر رقمه، الذي ظل صامدا منذ 1982، ويقول العديد من النقاد الرياضيين المغاربة، بأنه من الصعب على لاعبي الجيل الحالي أن ينزلوا البوساتي من برجه الذي تربع عليه لسنوات طويلة كهداف لايشق له غبار أرعب كل الحراس الذين واجههم.

في إنتظار إلتفاتة

لم يحظ محمد البوساتي شأنه شأن باقي الجيل الذهبي الذي عايشه، بما يستحقه من اهتمام وتقدير، بل لم يلتفت إليه من الأساس، في أي منصب تقني، سواء للناشئين أو الكبار، مع تعاقب رؤساء مختلفين على جامعة الكرة المغربية، رغم موهبته الفذة التي لا تقارن،والتي تفوق بها على المستوى المحلي والقاري على العديد ممن جايلوه.

البعض يقول بأنه معلمة منسية حتى داخل مدينة القنيطرة، إذ اكتفى ببعض التجارب الخجولة داخل ناديه الأم، ولم يحظ بفرصته كاملة مع الفريق،واليوم هناك أصوات ترتفع وتدعو لتكريمه في حياته، أو تخصيص جائزة هداف البطولة ، وتذكار يمنح بإسمه كل موسم، عرفانا له على سنوات التألق التي قضاها في الملاعب المغربية، وعجز كل الهدافين الذين جاؤوا من ورائه على تجاوز رقم 25 هدفا الذي سجله في موسم واحد، لكن المؤكد لحدود الآن هو أن محمد البوساتي مازال مهمشا حتى في الإعلام المغربي الذي لايتذكره رغم كل مل قدمه لكرة القدم المغربية.