علم موقع “لكم” من أسر ضحايا قارب الموت، أنَّ قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف في آسفي، سيُباشر الاستماع إلى عائلات من ضحايا القارب يوم الخميس المقبل والذين ظهروا في شريط فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يُصارعون الموت والأمواج العاتية بعدما كانوا في طريقهم إلى جزر  الكناري الإسبانية.

وقال أقارب ضحايا القارب في تصريحات متباينة لموقع “لكم” إنَّ استدعائهم جاء على خلفية عدة شكايات تقدموا بها إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف، يتهمون فيها عددًا من الوسطاء والسماسرة بالتغرير بأبنائهم وتهجيرهم على متن القارب مقابل مبالغ مالية تصل إلى 20 ألف درهمًا للفرد.

تفاصيل هذا الشريط الذي حصل عليه موقع “لكم” والذي اثار استهجان عددًا من سكان مدينة آسفي الساحلية، تعود أطواره إلى دجنبر من عام 2020، وقد قام أحد الناجين، بنشر الشريط أمؤخرا، لكن القصة كانت أكثر فزعًا وفقًا لما ترويه عائلة أحد الأفراد ظهر في الشريط يُردد الشهادة ويبكي من شدة الهلع والخوف ومصيره معلق ما بين الحياة أو الموت، خلال حديثها لموقع “لكم”.

ووفقًا للمعطيات التي استقاها الموقع من الناجين، فإنَّ الرحلة استغرقت ثمانية أيام، وانطلقت من ساحل مدينة آسفي تحت جنح الظلام وتحديدًا من منطقة مهجورة حيث توجد العشرات من معامل التصبير المغلقة.

وتؤكد الروايات المتباينة من الناجين لموقع “لكم”، أنَّ ظروف الجوع والعطش دفعت المهاجرين الـ23 إلى الصراع فيما بينهم، حيث لم يكن الأكل الذي أخذه معهم المهاجرون كاف لسد جوعهم، مما اضطر عدد منهم إلى الاستيلاء على مأونة الغير والدخول في صراع على متن القارب.

ووفقا للمعطيات التي حصل عليها موقع “لكم” فإنَّ القارب كان يتناوب على سياقته شخصين من الذين تزعموا عملية الهجرة، غير أنَّ السائق الثاني رمى بنفسه في عرض البحر، بعدما شاهد عددا من الشبان يلفظون أنفسهم، واحدًا منهم بسكتة قلبية ومن كثرة الهلع والخوف والجوع الذي رافقهم في الرحلة.

ويمكث المهاجرين الطين تمكنوا في الوصل إلى الضفة الأخرى تحت رعاية الحرس المدني الإسباني، فيما تجري اتصالات مع الرباط، بهدف إرجاع عدد منهم إلى المغرب، وقالت مصادر إسبانية ّإن الرباط قبلت إعادة رعاياها إلى الوطن، غير أنها تفعل ذلك بشكل ضئيل.
يشار إلى أن عناصر الدرك أحبطت خلال عام 2020 أزيد من 05 محاولات للهجرة السرية، وجرى اعتقال عددًا من الوسطاء والسماسرة في الهجرة، فيما قامت قوات الأمن بدورها باعتقال عدد من الأشخاص على خلفية ملف الهجرة غير الشرعية في دجنبر 2020.

20 ألف مهاجر في عام

وحسب مصادر اسبانية قد وصل أزيد من 20 ألف مهاجر غير نظامي إلى جزر الكناري في أقل من عام واحد، مما اثار استياء مدريد، وتتراوح تكلفة الرحلة بين 15000 و 20000 درهم للشخص الواحد، بينما تختلف طرق الدفع، ووفقا لمعطيات التي استقاها موقع “لكم” فإنَّ المهاجر من مدينة آسفي وقلعة السراغنة، على سبيل المثال، يدفع مقدما المبلغ كله قبل انطلاق القارب، وفيما يقدم آخرين على اختيار دفع نصف المبلغ مقدما، والباقي إلى حين الوصول إلى الجزر الإسبانية.

وأوردت مصادر إعلامية إسبانية، أنَّ الاجواء في الفنادق والمخيمات التي يقيم فيها آلاف المهاجرين الذين وصلوا إلى جزر الكناري تسير من سيء إلى أسوأ، بعدما تسرب الخوف من الترحيل والحصار في الأرخبيل، اضافة إلى الأمطار والبرد في مراكز الإيواء مما سبب في احتجاجات داخلها.

وشهد الأسبوع الماضي مظاهرات متكررة وإعلان إضراب عن الطعام وإيذاء النفس ومحاولات انتحار، ويقول المهاجرون هناك: “إما الموت أو أوروبا” ويصفون جزر الكناري بالسجن الكبير للمهاجرين، وهذه بعض الشعارات التي يمكن قراءتها على اللافتات التي عُرضت هذه الأيام في مركزين على الأقل وفندق في غران كناريا.