“كنشوفو الوضع زوين في التلفاز لكن لم يصلنا شيء إلى حد الآن”، هكذا استهل عمر، أحد ساكنة دوار تامرنوت بمنطقة آيت عباس إقليم آزيلال، حديثه لموقع لكم.

وترزح منطقة آيت عباس تحت وطأة موجة الثلوج التي اجتاحت مختلف المناطق الجبلية بالمغرب.

وكشف محمد (رب أسرة من عشرة أفراد) في حديثه للموقع، أن المنطقة تفتقر إلى أبسط ضروريات الحياة وأن بعض البيوت لم يصلها الكهرباء إلى اليوم إضافة إلى أن الماء الذي يجري به النهر بالمنطقة غير صالح للشرب.

واسترسل محمد “الأمر يدفع أبناء المنطقة إلى جلب الماء من أماكن بعيدة، في الوقت الذي تقطع فيه الثلوج كل المسالك والشعب”. مؤكدا “أنه في كل سنة يكون الساكنة على موعد مع أسوء الظروف بسبب المناخ وضعف البنية التحتية، ما يجعلهم تحت رحمة وصول الإعانات الموسمية من المنظمات الخيرية”.

واستنكر محمد منع دخول إحدى المعونات للدوار من قبل السلطات بسبب عدم توفر أصحابها على رخصة، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات البيروقراطية تزيد من عزلة الساكنة.

ويعيش سكان دوار تامرنوت البالغ عددهم حوالي 120 شخصا في وضع مأساوي يفتقرون فيه إلى أساسيات العيش.

من جهته، قال عبد الله ذو الخمس وعشرين ربيعا، إن المنطقة تعاني من ظاهرة الهدر المدرسي بسبب غياب المدارس حيث تقع أقرب مدرسة على بعد حوالي 4 كلم عنهم.

كما أعزى عبد الله عدم تمدرسه إلى ذات السبب، متمنيا أن يكون طفله ذو الثلاث سنوات أوفر حظا منه مستقبلا.

ولم يخف عبد الله تذمره من الوضع الذي يعيشه شباب المنطقة، حيث يعاني جلهم من البطالة في مكان يصعب الاستثمار فيه فلاحيا بسبب وعورة المناخ والجغرافيا.

وكشف عبد الله أن أغلب الشباب يلجأ إلى الهجرة بحثا عن قوت يومهم بالمدن الكبرى كالدار البيضاء أو آكادير.

ونفى عبد الله استفادة المنطقة من التمثيلية التي يفوضونها للمنتخبين عبر أصواتهم، مؤكدا أن المنتخبين يغيبون لسنوات طويلة ولا يظهرون سوى مع موعد الانتخابات ليعطوا وعودا كاذبة كالعادة ثم يغيبون من جديد.

في ذات السياق قال محمد “يوجد مسؤولون.. لكن لا أحد يتحدث عنا ويبلغ مآسينا”، وأشار المتحدث أن المنطقة يتنافس فيها تسعة منتخبين، لم يسجل أن استفادة المنطقة من تمثيليتهم قط.

ولنساء المنطقة نصيبهن من قساوة العيش، تقول زوجة محمد “نخرج للاستجلاب الحطب والماء على الساعة 12 نهارا ولا نعود إلا بعد المغيب”، وتضيف “نعاني من الخصاص في اللباس والمؤونة في الوقت الذي لا يجد فيه أزواجنا فرص العمل”.

واسترسلت المتحدثة قائلة أنهن يفتقرن في المنطقة الى تواجد المستشفيات، وأن بعدها يعرض حياة الساكنة للخطر.

ويعيش سكان المغرب العميق أوضاعا مزرية في كل موسم شتاء، الأمر التي يعيد الجدل الروتيني في كل سنة، وسط كومة من الأسئلة وهالة من الغموض.