في تجربة جديدة، تتدارس جماعة الدار البيضاء مشروعا يتعلق بسيارات متحركة تخصص لطهي وبيع الأطعمة، في أماكن مختلفة بالمدينة، ويهدف هذا المشروع حسب الجماعة إلى العناية بالمدينة وتنظيمها، ومحاربة العشوائية.

وأكد عبد الكريم الهويشري رئيس مقاطعة البرنوصي، في تصريح لموقع “لكم” أن هذا المشروع “سيُفتح للمنافسة، وسيكون على شاكلة المشاريع الموجودة في الدول الأجنبية، إذ ستجهز السيارات بالتجهيزات اللازمة لتقديم خدمة التغذية”، مضيفا أن “الدار البيضاء باتت اليوم في تحول لا يمكن معه القبول بأشخاص يجرون عربات لا تراعي شروط الصحة والسلامة، وفي وضعية يرثى لها، يقدمون للناس الأكل، فالمدينة ينبغي أن تدخل للتحضر، لتشبه دولا أخرى نجد فيها عربات أنيقة مجهزة، والعاملون بها يقدمون للناس الأكلات الخفيفة بهندام محترم”.

وأشار عضو المجلس الجماعي إلى “وجود الكثير من الأماكن التي عليها الطلب، وستخضع الاستفادة منها للمنافسة، بتقديم كل راغب لاستثمار بدل “الشوهة” الموجودة في المدينة، وستحدد الجماعة من خلال الدراسة الأماكن التي ستقدم بها هذه العربات خدمتها، على أن تكون الأماكن محددة ومضبوطة، بحيث لا تعرقل الفضاءات والسير العام، كما تفعل العشوائية الآن”.

وأضاف الهويشري أن “هذه العربات ستكون في الأماكن التي لا توجد بها المحلات، مثل الشاطئ، والساحات العمومية، أو بقرب الكليات، حيث إن غياب محلات للقيام بهذه الخدمة يفتح الباب أمام العشوائية لتقوم بها”، مؤكدا “أن الجماعة ستكون على دراية بأماكن العربات، إذ سيتم تحديد مكان كل منها في الرخص المسلمة، ولا يمكنها أن تحيد عنه، وستخضع مراقبة العربات المتحركة لنفس المراقبة التي تخضع لها المحلات الثابتة، وستنضبط للشروط الصحية والسلامة، كما ستخضع للمراقبة من قبل مكتب حفظ الصحة بالجماعة”.

وسيكون هذا المشروع، حسب المتحدث “مفتوحا في وجه الجميع، أشخاصا ذاتيين أو معنويين، ويمكن لكل راغب أن يتقدم بالشروط التقنية والمهنية الخاصة به، وقدراته المالية، على أن تحدد له الجماعة مواصفات السيارة من حيث الطول والعلو والتجهيزات الواجب توفرها، تماما مثل “الكارافان”؛ شيء راق، وستقدم السيارات خدمتها خلال اليوم وتنصرف في المساء”.

وختم رئيس مقاطعة البرنوصي بالإشارة إلى أنه قد تم تأجيل مناقشة هذا المشروع من دورة المجلس اليوم الأربعاء، بسبب الخلاف حول إعطائه صبغة اجتماعية أو تجارية، مضيفا أنه “لا يمكن لشخص لا يتوفر على الموارد المادية أن يقتني سيارة بعشرات الملايين، والصبغة الاجتماعية تتطلب تقديم الدعم”، إضافة إلى أنه “في بعض الأحيان تراخيص الجماعة ذات الطبيعة الاجتماعية يتم فيها البيع والشراء من قبل المرخص، حيث يقوم بالمساومة”.