“لن أذهب للتصويت الآن .. لازال الوقت مبكرا، يجب علي أولا أن أفتح المحل من أجل رزق الأولاد .. ربما سأتوجه لمكتب التصويت قبل دقائق من موعد صلاة الجمعة”، هكذا أوضح عبد الرحمان، الذي يملك محلا لبيع المواد الغذائية، بالقرب من مسجد العمرة الكائن بحي يعقوب المنصور، الذي لازالت بعض أزقته غارقة في أوراق الحملات الانتخابية، التي “تخلص منها أصحاب حملات بعض الأحزاب وسط الصياح والصفير دقائق قبل منتصف الليل”، يقول أحد الشباب بالقرب من “مدرسة الداخلة”، المركز الانتخابي، الذي بدأ يقصده عدد من سكان الحي بشكل ملحوظ ابتداءً من الساعة العاشرة صباحا.

الهدوء يعم فناء مدرسة الداخلة، التي يقف على بوابتها رجلي شرطة وأشخاص يتبادلون أطراف الحديث عن الانتخابات وتوقعاتهم للنتائج التي “ستخلق المفاجئة هذه السنة”. عدد من المواطنين يحاولون قراءة أسمائهم على السبورات التي عُلقت عليها لوائح المصوتين. “رقم المكتب الذي سأصوت في هو 36 .. سأصوت الآن حتى أعود للعمل”، يقول إبراهيم، الذي يشتغل سائقاً لسيارة الأجرة، هذا الأخير فضل إجراء عملية التصويت في أولى ساعات انطلاق العملية الانتخابية “تفاديا للازدحام” الذي تعرفه المكاتب مع اقتراب صلاة الجمعة وكذلك بعد انتهائها.

“سأصوت على (فلان) فهو ابن الحي، نعرفه جيدا .. وقريب للعائلة”، يؤكد أحد سكان الحي في حديث لموقع “لكم”، مضيفاً : “الصراحة ما كنتش ناوي نصوت هاذ العام .. المرشحون يخدمون مصالحهم ولا يهتمون بالمواطن المسكين، الذي يعتبرونه فقط صوتا .. لكن هذا الشخص أعرفه جيدا وسأصوت له”.

خديجة، ربة بيت في الخمسينيات من عمرها، والتي قصدت مركز الانتخابات الكائن بـ”مدرسة الداخلة”، أوضحت أنها صوتت في حدود الساعة التاسعة صباحا، “باش يبقى النهار قدامي حيت عندي بزاف ديال الشغالات خاصني نقضيها فالسوق وحتى فالدار”، تضيف هذه السيدة : “منحت صوتي لمن يستحقه ويبدو صادقا في كلامه .. وآمل أن يعطوا الأولوية لمصالح المواطنين قبل مصالحهم الشخصية”.

وتتنافس 36 لائحة على سبعة مقاعد مخصصة لمدينة الرباط خلال الانتخابات التشريعية، تتوزع على 18 لائحة لدائرة الرباط المحيط تتنافس على أربعة مقاعد، و18 لائحة بدائرة الرباط شالة تتنافس على ثلاثة مقاعد.