يعقد حزب العدالة والتنمية، مؤتمره الوطني الثامن، في التاسع والعاشر من شهر دجنبر الجاري. ويأتي المؤتمر في ظرفية حساسة يعيشها حزب المصباح بعد إعفاء أمينه العام عبد الإله بنكيران من تشكيل الحكومة وتعيين سعد الدين العثماني بدلا منه، والانقسام الحاصل بين أعضائه حول موضوع الولاية الثالثة.

وينظم المؤتمر في القاعة المغطاة لملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وتنطلق أشغاله يوم السبت المقبل ابتداء من الساعة العاشرة صباحا وتنتهي يوم الأحد على الساعة الثالثة زوالا، فيما يصل عدد المشاركين فيه إلى 2400 مؤتمر.

وينقسم المشاركون في المؤتمر إلى ثلاثة أنواع، المؤتمرون بالصفة أمثال أعضاء المجلس الوطني للحزب وأعضاء مكاتب الحزب وطنيا وجهويا، وبرلمانيو الحزب، ورؤساء الجماعات وأعضاء الهيئات الموازية.

الفئة الثانية، تضم الأعضاء المنتدبين من كل الجهات ويبلغ عددهم 1500 شخص، بالإضافة إلى 60 مندوبا لتمثيل مغاربة العالم، أما الفئة الثالثة فتضم المؤتمرون المضافون، وتتكون هذه الفئة غالبا من شخصيات يكون لها وزن داخل الحزب إلا أنها لا تتحمل أي مسؤولية داخل هياكله، و%5 منهم تختارهم الأمانة العام للحزب، و10% تختارهم المكاتب الجهوية للحزب.

 انتخاب مجلس وطني جديد وأمين عام جديد

ينتخب مؤتمر البيجيدي أعضاء المجلس الوطني الجديد والأمين العام. المسطرة التي يعتمدها الحزب في عملية الانتخاب دقيقة جدا، فمن أجل الحسم في عملية اختيار أعضاء المجلس الوطني، تقدم لكل عضو من أعضاء المؤتمر ورقة  تشتمل مجموعة من الأسماء يختار منها 80 اسم على الأقل و160 اسم على الأكثر، من بينهم %25 من النساء و25% من الشباب، مع مراعاة تمثيلية الجهات وتمثلية مغاربة العالم.

ومن المرتقب ان يخصص يوم السبت 9 دجنبر لانتخاب أعضاء المجلس الوطني فيما سيتم الإعلان عن النتائج يوم الأحد، ومباشرة بعد الإعلان عن نتائج انتخاب المجلس الوطني ستشكل هيئة من المجلس الوطني الجديد والمجلس الوطني القديم، وتقترح هذه اللجنة مجموعة من الأسماء لشغل منصب الأمين العام، وتعرضهم على المؤتمرين من أجل التصويت، والأسماء التي نالت %10من الأصوات تعتبر مرشحة وتمر لمرحلة التداول، وعادة تفرز في هذه المرحلة خمسة أسماء.

وبعد ذلك تعطى الكلمة لأعضاء المجلس الوطني لمدة خمس ساعات، وكل واحد يدافع عن مرشحه، ويناقش مؤهلاته ومزاياه بالإضافة إلى ربط هذه المزايا بالظرفية السياسية التي يمر منها البلد، وعندما تنتهي المناقشات تطرح الأسماء المتداولة للتصويت، بحيث أن كل واحد من المؤتمرين يختار الاسم الذي يراه مناسبا والمرشح الفائز هو الذي ينال 50% من الأصوات.

ويحسم المؤتمر الوطني في انتخاب الأمين العام فقط، ولا ينتخب أعضاء الأمانة العامة، لأن هذه الأخيرة ينتخبها المجلس الوطني باقتراح من الأمين العام الجديد.

مؤتمر بدون جلسة افتتاحية وكلفته 5 مليون درهم

المؤتمر الثامن للبيجيدي لن يشهد كباقي المؤتمرات السابقة للحزب، تنظيم جلسة افتتاحية حسب ما أورده عضو المكتب السياسي للحزب عبد الحق العربي في اتصال مع “لكم”. الوضع الذي يعيشه الحزب حسب العربي غير عادي، وبالتالي سيتم المرور مباشرة إلى عرض الورقة السياسية التي سيقدمها الأمين العام، وسيعرض من خلالها الأداء السياسي الذي قدمه الحزب منذ سنة 2012 حتى الآن، بالإضافة إلى تقديمه قراءة في الوضع السياسي الحالي.

ويضيف العربي أن ورقة أولويات الحزب سيقدمها عضو من الأمانة العامة وسيطرح فيها قراءة للوضع السياسي ، ويعرض أيضا 4 توجهات ينبغي العمل عليها من أجل تقوية الحزب.

وأوضح العربي أن كلفة المؤتمر الوطني الثامن لحزب المصباح ستصل إلى 5 ملايين درهم، وستتكون اللجنة المشرفة عليه من سلميان العمراني، ادريس الأزمي الادريسي وعبد الحق العربي، وسيرأسها جامع المعتصم.

وجدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية ينظم مؤتمراته العادية مرة كل أربع سنوات تتم فيها هيكلة الحزب من جديد بانتخاب أمين عام ومجلس وطني جديد، أما المؤتمرات الاستثنائية فإنها تنظم من أجل مناقشة والبت في قضية محددة، وعقد آخر مؤتمر استثنائي للحزب في 2016، وناقش مسألة تأجيل المؤتمر الوطني الثامن، بالنظر لتزامنه مع انتخابات 2016 التشريعية.