قال الوزير والقيادي السابق في حزب “الاتحاد الاشتراكي محمد الأشعري، إنه بغض النظر عن الخلفيات السياسية لكل مبادرة كيف كانت ومنها حملة المقاطعة، فإنها تعبير عن حق المغاربة في الاحتجاج واتخاذ الوسائل التي يرونها ضرورية للدفاع عن مطالبهم المشروعة، ويجب أنه يقبل هذا النوع من الاحتجاج بحرص على الحفاظ على حقوق الناس.

وأضاف الأشعري في تصريح ل “لكم”، “لا أفهم كيف يلجأ بعض المعينين بالمقاطعة إلى وصف المحتجين بالخونة، الشيء الذي ينم عن احتقار كبير للشعب ولتعبيراته التلقائية المشروعة”.

وأشار الأشعري، أن حملة المقاطعة شكل احتجاجي ينم عن فكرة سياسية عميقة وواضحة، هي أن كثيرا ممن راكموا الثروة في بلادنا أصبحوا  يرون ضرورة قصوى لتتويج نجاحاتهم المالية عبر سيطرة وهيمنة سياسية مباشرة، وهذا أمر مرفوض من الناحية الأخلاقية والسياسية.

وأوضح الأشعري، أنه من الضروري على المسؤولين قراءة ما في هذه الحملة من رسائل سياسية تعبر عن امتعاض عام موجود في مجتمعنا، وعن شعور بأن الأمور لا تسير كما يجب أن تسير.

وأكد الأشعري، على أن الأدبيات التقليدية للتمثيل السياسي في بلدنا لم تعد قادرة على إحلال الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية، وفي العمق هذا الاحتجاج تعبير عن الشعور بالحاجة إلى العدالة لأن دائرة الفقر والتهميش والفوارق الطبقية توسعت، وبلدنا فيه أغنياء بدون حدود.

وشدد الأشعري على أن المجتمع السياسي غائب عن قيادة الحركات الاحتجاجية، وذلك بسبب تخريب الحقل السياسي، لكن هذا شيء والحركات الاحتجاجية شيء آخر، لأنه من المفروض أن تكون الحركات الاحتجاجية حاضرة حتى ولو كانت الأحزاب والنقابات قوية، لأن قوتها لا تعفي المجتمع المدني من الدفاع عن حقوقه.

وأشار الأشعري، أنه لا يجب أن يكون هناك تخوف من الحركات والأشكال الاحتجاجية لأنها تعكس حيوية محمودة داخل المجتمع المغربي.