حوار الثقافات وإشكاليّات الهويّات والتعايش والتسامح والاندماج
مع انطلاق الإحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة 2969 بالعاصمة الإسماعيلية الفيحاء، وفى سائر المناطق، والنواحي ،والأصقاع، والأرباض، والمدن، والحواضر، والقرى، والمداشر،والجهات المغربية المترامية الأطراف، جدير بنا أن نذكّر ب”إعلان مكناس لحوار الثقافات” الذي كان قد جاءت مبادرته ضمن فعاليات الإحتفاء بالسنة الأمازيغية الفارطة 2968 وتتويجاً لأشغال ندوة (حوار الثقافات وأسئلة الهوية) حيث أجمع المشاركون فى هذه التظاهرات فى ذلك الإبّان على ضرورة إصدار إعلان مرجعي لما تمّ التوافق عليه، والتراضي بشأنه ضمن رؤية تعتبر حوار الثقافات غاية لا مناص منها، وحاجة مجتمعية أكيدة، ومطلباً حقوقياً ، وضرورة حضارية للمجتمع الواحد، وللمجتمعات المتقاطعة والمتباينة ثقافياً. كما اتفق المشاركون على اعتبار هذا الاعلان أرضية صلبة لمشروع طموح يستهدف الإرتقاء بالتجارب البشرية التي ترى فى الحوار نقيضاً للتصادم، ومانعاً للتعصّب، ورافضاً للتنابذ والتباعد، وداعماً لإقرار حقّ الاختلاف، ورافضاً للهويّات المنغلقة، والتأكيد على أنّ الخلاف فى الرّأي لم يفسد قطّ للودّ قضيّة، بل إنه يزيده غنىً وثراءً. هذه البادرة الطموحة تمّ صياغتها فى مجال معالجة قضايا الهويّات وحوار الثقافات تحت إشراف وتنسيق “مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسّلم”.
آراء أخرى
الشعور الديني والنزعة القومية
لتسليط الأضواء على الطابع الاشكالي المتناقض الذي يقوم على طرفيْ نقيض “للهويّة” وفهم أبعادها وتفسير مقاصدها ، نذكّر هنا بما كان قد شاع بين أوساط الاخوان المسلمين إبّان الخمسينيات من القرن الفارط وهو قولهم: مسلم من الباكستان ولا مسيحي في لبنان ! والمقصود بهذا الإيهام أنّ المسلم الباكستاني أقرب إليهم من المسيحي اللبناني. إلاّ أنه كان قد شاع بالمقابل بعد ذلك لدى المسلمين الحداثييّن،أو العلمانييّن، أو القومييّن شعار معاكس للسّابق لتصحيح هذا الشطط وهو : مسيحي لبناني ولا مسلم باكستاني ! لأن المسيحي اللبناني يشاطرهم نفس اللغة الأم، والنزعة القومية،ونفس المعاناة والهموم، والشعور بالانتماء، أمّا المسلم الباكستاني فإنهم فى حاجة إلى مترجم وسيط للتحدّث إليه ،والتفاهم والتحاور معه. وهكذا نلاحظ أنّ إشكالية الهويّة حتى وان كانت نابعة من مبعث دينيّ أو عقائدي فإنها تتّسم بالتعقيد أكثر ممّا يخيّل لنا ، وهي بالتالي تطرح نصب أعيننا أحكاماً مغايرة تماماً عندما نعيش في عصر الحداثة، والتنوير،والإنفتاح، وتتباين فى حالة إذا ما كنّا منضوين تحت سلطة وسطوة عقلية القرون الوسطىَ البائدة .
التعالي والتعصّب الأعمىَ
يرفض “اعلان مكناس” الغلوّ والإنبهار بأفكار التعالي الثقافي، ويقصي مقولات التعصّب الأعمى ويلحّ مقابل ذلك على التعايش بين جميع الثقافات التي يعتبرها ملكاً للانسانية جمعاء،وهو يدعو الى تعميق حوار الثقافات ،وتبني القيم الأخلاقية للمجتمع،ونشر حقوق الإنسان وتأصيل مبادئ الديمقراطية والعدالة،ويدعو النخب المستنيرة من المثقفين إلى ضرورة إعادة إصلاح المجال الديني، وتبني سياسات الانفتاح العقلاني، ويدعو الإعلان إلى إعادة قراءة التاريخ بمنظار علماني متفتح لا ينحاز لفئةٍ أو لطائفةٍ أو لعرقٍ دون آخر. كما يدعو الى التأكيد على مراعاة التعدّد والتنوّع الثقافي فى ظل رؤى ديمقراطية عادلة . ولكي لا يظلّ الإعلان مجرّد عروض لنوايا حسنة نظرية فإنه يؤكّد على أهمية حثّ الجهات الرسمية على تفعيله، وتعميمه من طرف مؤسّسات تربوية، وإعلامية، وسياسية، وحقوقية، وثقافية ،وتربوية، وسواها . وهو مشروع ثقافي تربوي وطني ودولي من حيث الأبعاد، يتوخّىَ الاستجابة لغايات مجتمعية لتأكيد مدى أهمية جدوى الحوار باعتباره الآلية الأنجع لتدبير الاختلاف ضمن مستويات إجرائية وطنية وجهوية وإقليمية لإعادة تأصيل مفهوم الهوية، وتحديد وظائف اللغات الوطنية على اختلافها من عربية وأمازيغية وسواهما ، كما أنه يروم وضع الدّين في المجتمع فى مكانه المعتدل دون استغلاله أوجعله مطية لتحقيق أغراض ساسية أونفعية ؛مع تدبير ومعالجة الخلافات التي قد تنشب حول هذا المفهوم أو ذاك بعقلية متفتحة تسمح بقبول الرأي الآخر بكل حرية ومرونة وبصدر رحب .
الهويّات والكيانات المُصطنعة
يدعو الاعلان إلى إعادة قراءة التاريخ قراءة تمحيصية نقدية تحليلية، علمية، تفنيدية دقيقة دون الركون الى الماضي او التشبث بهويّات وكيانات مصطنعة ذات ميول انفصالية أو عنصرية والعمل على تقوية أسس الحفاظ على مقوّمات الدولة التي تقوم على أسس الديمقراطية، وعلى المواطنة الحقّ،والحرص على درء كل غموض أو التباس فى العلاقات القائمة بين المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية والإجتماعية، والسياسية العادلة وبين المطالب الهوياتية المتطرفة التي تتوارى خلفها غايات مشبوهة ، وأهداف مشكوك فيها .
يلحّ الإعلان على ضرورة توفير التكافؤ والتساوي بين الثقافات المحلية، والجهوية، والعالمية والتفاعل معها،وعدم التبجّح بتبنيّ منطق التباهي ، والتعالي، والتفاخر بثقافة مّا على حساب ثقافةٍ أخرى، وتشجيع قبول عنصر التعدّد والتنوّع الثقافي بمختلف أشكاله . يذكّر الإعلان بالالحاح على تثبيت أسس مزايا تأصيل وتوسيع حوار الثقافات بتعبئة فاعلين في الحقول السياسية والثقافية والإعلامية واقرار صيغ تعتمد على القيام بمقاربات موضوعاتية انطلاقاً من تربية، وتكوين مهنيين، وإعداد بحوث أكاديمية والنهوض بثقافة الحوار فى المجال الثقافي على وجه الخصوص على أوسع نطاق من خلال التفاعل العملي مع البحوث الجامعية والاكاديمية؛ ويخلص الاعلان فى مراميه إلى ضرورة استئثار الصيغة الترافعية التي تتمثل في مناصرة ودعم ونشر المبادئ التي يتضمّنها وتأصيل إجراءاته لدى الحكومات والمؤسّسات الدولية. وذلك بإنجاز هيكلة وظيفية تخوّل له التحوّل من آلية نظرية إلى آلية عملية فعّالة اعتماداً على صيغة مرنة تضم مكتباً تنفيذياً يتألف من الأعضاء المساهمين في تأسيسه ، والإشراف على تفعيل وبلورة صيغ الأسس اللوجستيكية والمادية لتحقيق غاياته، وبلوغ أهدافه.
إشكاليات الهويّة والأقليّات
يقول أمين معلوف عن مسألة الهويّة والأقليّاّت إنّه وعائلته قد عانى من هذه الإشكالية الكثير،وهو ينحدر من أقليّات وكان لديه إحساس بأنّه خارج دائرة المجتمع الذي يعيش في كنفه في لبنان، ثمّ عندما رحل إلى فرنسا . ويشير أنّه حاول القول أنّه جزء من هذا البلد الجديد الذي هاجر إليه ،بل إنه يريد أن يكون طرفاً من هاتين الأمتين معاً ، إلاّ أنّ ذلك لا يحدث في الواقع إذ بالطريقة التي ينظر بها إليه الناس يتأكّد لهم أنّهم يعرفون أصوله وجذورَه، ويؤثّرّ ذلك على الطريقة التي يتحدّث بها إليهم،كما يؤثّرّ على مكانته في المجتمع، وعلى ما يمكنه قوله ،وما لا يمكنه البّوح به، وعلى ما يمكنه فعله، وما لا يمكنه القيام به،وهو يشعر أنه قد أصبح من الصعوبة بمكان الإندماج أوالإنتماء، أوالإنصهاربشكل كليّ في المجتمع،واستنتج من ذلك أنّ إشكالية الهويّات قد أصبحت تزداد تعقيداً كلّ يوم في مختلف أنحاء المعمور، وقد أمست هذه الظاهرة تدفعه إمّا إلي الإفصاح صراحة عن هويّته الحقيقية أو الصّمت.
الهويّات القاتلة والهويّات النائمة
وعن إشكالية التسامح الواردة في كتابه”الهويّات القاتلة” يقول معلوف إنّه عندما قدّمه الرّوائي “خوسّيه ساراماغو” في مدريد كان كلّ منهما قد أعدّ ملاحظات لهذه الغاية، وكانت أولى النقاط التي سيتعرّض لها معلوف خلال هذا التقديم تشير إلى أنّ عدم التسامح هو ليس نقيض التسامح بل هو الإحترام، والغريب أنّ ساراماغو كان قد أعدّ هوالآخر نفس الملاحظة ،فالتسامح – في نظره- لا يكفي ولا يفي إذ هو موقف أو تصرّف يمارسه الغالب على المغلوب، والذي ينبغي لنا قوله هو ليس أنا أتسامح معك،بل أنا أحترمك،أن تحترم الآخر،هو أن تعرف الآخر،وأن تتعايش معه على قدم المساواة ، وأن تقيم نوعاً مغايراً من الصلة معه ومع ثقافته ،فمصطلح التسامح هذا كان مقبولاً ومستساغاً في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، أمّا الآن فانّه لم يعد يكفي، نحن مدعوّون بأن نعي بأنّنا نتقاسم نفس الكوكب الأرضي ،وأننا أناس نختلف في اللغات ،والدّين، واللون ،والوضع الاجتماعي ، وفي الجنسيات .الإشكالية الأساسية للقرن الواحد والعشرين وأن نعرف كيف يمكننا أن نعيش جميعاً في إنسجام فيما بيننا ،وقليل من البلدان تواجه هذه المسألة بالجديّة المطلوبة. ونحن نرى ما يجري في العالم من إنعدام الإحترام في أريزونا نحو المكسيكيين، وفي باريس نحو الرّومانيين،وفي اسبانيا وايطاليا مع الأفارقة ومختلف الأعراق والأجناس ، إنه من السذاجة بمكان التفكير أنّ طبع الكائن البشري هو قبول الآخر، بل إنّ موقفه التلقائى على إمتداد التاريخ كان عكس ذلك، أيّ إبعاد وإقصاء الآخر، وهذا أمر ينبغي دراسته وتمحيصه ، فقبول الآخرهو ليس بالأمر الهيّن اليسير، بل هو أمر صعب للغاية، ينبغي علينا مواجهته بإحترام مشاعر الآخرين .
إننا واجدون فى كتاب “الهويات القاتلة” لأمين معلوف من ترجمة د. نبيل محسن أنه يؤكد أنّ كبار المثقفيين يتّسمون بالقدرة على وضع مصطلحات جديدة فى بحوثهم ودراساتهم فإذا بالآخرين يلتقطونها ويستعملونها فى كتاباتهم بدون نسبتها إلى أصحابها ويتمّ تعميمها على أوسع نطاق وهكذا تصبح ملكا مشاعا للجميع. من بين هذه المفاهيم التي ظهرت قبل ربع قرن فقط مصطلح “الهويات القاتلة” الذي استعمله أمين معلوف فى كتابه المعروف. ويذكّرنا المترجم فى هذا القبيل بمصطلحيْ “الجهل المقدس” لأوليفييه رُوَا، و“الانغلاقات التراثية، أو السياجات الدوغمائية المغلقة” للفكر محمد أركون، ظهر كتاب أمين معلوف عام 1998 غداة التفجيرات الارهابية والمجازر الوحشية الرهيبة التي ارتُكبت ليس فقط في العالم الاسلامي بل في كل المناطق التي ظهرت فيها العصبيات القديمة كقنابل موقوتة. منها منطقة البلقان وبالأخصّ يوغسلافيا السابقة، وكذلك رواندا، وكمبوديا، الخ. فالعنف الأعمى ليس حكراً على الاسلام والمسلمين. وعلينا ان لا ننسى التقتيل الذي جرى بين البروتستانت والكاثوليك ، فهناك ” مذبحة سان برطولومي” الشهيرة.(التي سبق لي أن ترجمتُ دراسة مطوّلة عنها أإلى لغة الضّاد) إلاّ أنّ العالم الاسلامي هو الذي استقطب الأنظار أكثر من سواه بسبب استخدام دعاة التطرف والمغالاة للاسلام كسلاح فعّال للهجوم على الغرب
ويضرب لنا معلوف المثال التالي فى كتابه : لو سألت أحد البوسنيين في الثمانينات عن هويته لأجابك بكل ثقة ودون أدنى تردد أنا يوغسلافي ،ولكن لو طرحت عليه نفس السؤال في التسعينات أي بعد اندلاع الحرب الأهلية وتفكك البلاد لأجابك أنا مسلم بوسني. ثم بعد أن وضعت الحرب أوزارها وتفككت يوغسلافيا لأجابك أنا بوسني ثم مسلم. لماذا؟ لانه يتمنى أن تقبل بلاده في الاتحاد الاوروبي، ولذلك فلا يضع هويته الدينية في الواجهة خوفاً من الرفض. وليس فقط العنصر الديني هو الذي يشكل الهوية وانما يشكلها أيضا العنصر العرقي اللغوي. بل ان هذا الأخير هو الذي يتغلب على سواه في العصور الحديثة ففي الماضي كان الدين هو الذي يشكل العنصر الأوّل لتحديد الهوية. وأما في العصور الحديثة أصبحت اللغة أو القومية هي التي تشكل العنصر الحاسم. وينذر معلوف بما يسمىّ ب “الهويّات النائمة” التي أخذت تستيقظ في كل مكان كالقنابل الموقوتة.
إننا عندما نتحدّث عن العالم العربي- الأمازيغي، فإنّ كثيراً من الأشخاص في الغرب يبدو وكأنهم مقتنعون أنّ هذا العالم كانا دائماً موسوماً بالتأخّر، والتقهقر، ويتّسم بالتطرّف والعنف،إلاّ أنّ الحقيقة عكس ذلك –حسب معلوف- إذ ينبغي أن لا ننسى أنّ هذا العالم الذي عاش تحت ظلاله العرب والأمازيغ قد عرف قروناً وعهوداً من النقاش، والحوار، والبحوث العلمية، والتطوّر، والنماء، والفلسفة، والترجمة ،وهذا يعني أنّه ليس من الضروري أنّ ما نراه اليوم هو من نتاج تلك الثقافة، والأهمّ من ذلك أن نعرف أنّ ما نراه فيها اليوم، من الحيف والخطأ والشطط نسبته إليها، أو القول إنه من صميم طينتها أو عنصرها، بل إنّ ما نراه اليوم هو نتيجة ظروف تاريخية معيّنة، فكلّ مجتمع ينتج أشياء مختلفة في فترات متباينة من تاريخه ، وإذا كان هناك مجتمع مفتوح فيما مضى يقبل بتعدّد الآراء، فليس أمراً مستحيلاً أن تنطبق عليه هذه الخاصّية اليوم. وينبّهنا معلوف أنّنا نسير نحو مُنحدرٍ سحيق ليس في مجال التطوّر التكنولوجي أو العلمي، بل فى التراجع الأخلاقي في مختلف أصقاع العالم، وأننا نسير نحوعالم يطبعه النزاعات، والمشاكسات،عالم مشحون بالمرارة والتظلّم، والحروب، كل ذلك قد يقودنا إلى مزيد من الفقر، والفاقة، والعوز، والخصاص.
اللغة والدّين
ويرى معلوف أيضاً أنّ هناك عنصريْن أساسييْن فى تشكيل الهوية هما اللغة والدين. واذا اجتمع هاذان العنصران فإنّ هذه الهوية تزداد قوة وتماسكاً. وانّ الدين وحده غير كافٍ لتشكيل الهوية فالعرب، والأتراك، والأكراد، والايرانيون ينتمون في غالبيتهم الى دين واحد إلاّ أنّ النزاعات القومية واللغوية تباعد بينهم . كما أنّ اللغة وحدها لا تكفي لتشكيل الهوية، ففي البوسنة يتحث الجميع نفس اللغة سواء أكانوا صرباً أرثوذكس، أم كروات كاثوليك، أم مسلمين. ولكنهم لا يشعرون بأنهم يشكلون أمة واحدة، لأنّ الدين يفرّق بينهم، نفس الشيء ينطبق على العرب بدرجة أخفّ نسبيا. فجميعهم يتحدثون العربية ويحبونها كلغة أم. ولكن المشاكل الدينية أو المذهبية تفرق بينهم، بل وقد تسببت أحياناً فى نشوب حروب أهلية حامية بينهم. فعلى الرّغم أنهم ينتمون جميعاً الى نفس اللغة والدين إلاّ أنّ خلافاتهم المذهبية تحول بينهم وبين تشكيل وحدة وطنية فيما بينهم . يخبرنا الدكتور نبيل محسن أن أمين معلوف يرى من جهة أخرى أن الانسان قد يكون صاحب هوية مركبة. ويضرب لذلك مثلا بنفسه ، فهو ينحدر من عائلة عربية عريقة جاءت من الجزيرة العربية واستقرت في لبنان. وهي عائلة مسيحية منذ القرن الثاني أو الثالث للميلاد أي قبل ظهور الاسلام بكثير بل وحتى قبل أن يعتنق الغرب المسيحية. وكونه مسيحياً ولغته الأم هي العربية أي اللغة المقدسة لاكثر من مليار مسلم فإن ذلك يشكل احدى التناقضات الكبرى لحياته وهويته. وهو يشير أن علاقته بمليار مسلم هي اللغة العربية، وصلته بملياريْ مسيحي هي الدين المسيحي. وبالتالي فهو صاحب هوية مركبة ومعقدة. وبعد هجرته الى فرنسا عام 1976 أصبح يكتب بالفرنسية بعد أن كان يكتب بالعربية. وبالتالي فقد أضاف الى شخصيته هوية لغوية جديدة.
عضو الأكاديميّة الإسبانيّة – الأمريكيّة للآداب والعلوم – بوغوطا- كولومبيا.