” الحمد لله ، واكلينْ شاربينْ ” شعار تصدح بها حناجر مبحوحة ووجوه شاحبة يبدو عليها أنها تستبطن ما لا تبديه وأنها لو أخضعتها لأخصائي في التحليل النفسي لاستنتج أن ما تتوق إليه فعلا واقعا هو إشباع حاجاتها في الأكل والمشرب ، فلاغرابة إذن أن الكائنات الغريبة التي تتشكل منها هذه المليشيات تردد لمرات متعددة كالأسطوانة المشروخة شعارات لا معنى لها في أدمغتهم الجوفاء سوى المرق والتّغْماس.

لا  أشعر بأي حرج في تسمية هؤلاء الكائنات بالمليشيات ، ورغم أنني  أشفق لحالهم وأتقزز حتى لرؤيتهم  فهم في نظري أشخاص لا يفقهون ولا ذرة رمل في أسباب وكنه الاحتجاجات التي حُشدوا لنسفها،  تراهم كالذئاب الجائعة يطاردون المحتجين وكشْكوشتُهم خارجة من أفواه تلوك كل أنواع الكلام البذيء، وأيادي تتهافت لرجم المحتجين بالحجارة ، تراهم كالفيالق الرومانية مصطفون يتلهفون لإلصاق تهم التخوين في حقهم ، صياحهم ودخولهم وخروجهم في الهضْرة لدليل على أن قواهم العقلية قد شلت بقدرة مرق استمرقوا منه قبل شحنهم كالخرفان لمكان التجمعات أو بوعد مدفوع بعد انتهاء مهمتهم على أكمل وجه ، ومن يدري فقد تكون هناك بريمات وامتيازات لمن تفنن منهم في أنواع الشتم وابتداع ألفاظ التخوين واستعمال أنواع الركل والرجم بالحجارة.

تراهم في  كل التجمعات المناوئة للاحتجاجات من شرق البلاد الى غربها  ملتحفين بالعلم وهو في حقيقة الأمر نوع من الكاموفلاج لإخفاء نواياهم ،  كلمة السر التي تقدم لهم مع الأعلام والكاسكيطات الحمراء  هي : هادوكْ خونه بْغاوْ اقسْمُو بلادنا  اللّي العالم كولّو حاسْدنا عليها.

بعد هذا وذاك وما أن تبدو لهم الطلائع الأولى للمحتجين حتى يندفعوا في جذبة جماعية يفتتحونها بصياح وعويل جماعي : وا الخونه ! وا الخونه!  يليه الكلام المعهود القريب إلى قلوبهم وكروشهم التي من المؤكد أنهم يتحسسونها وهم يصدحون به : حْنا الحمد لله فالمغربْ واكلينْ شاربينْ ،  بْلادْنا زوينة فيها الخيرْ والمعيشة فيه رخيصة . إنه الموضوع الذي يقض مضجعهم ويؤلف بين قلوبهم وعضلاتهم فتراهم يتدافعون أمام الكاميرا الجاهزة لهذا الغرض : أيّيه بصّحْ واكلينْ شاربينْ! بلادنا زوينة ماخاصنا حتى خيرْ واكلينْ شاربينْ !

هم بطبيعة الحال فرع من فروع العياشة ، ومايميزهم عن الفروع الأخرى هو كون عقارب الساعة في أدمغتهم ومستوى إدراكهم لمجريات الأمور لا تتجاوز : واكلينْ ، شاربينْ ، وبالتالي أليس المرايقية أقرب للعقل من أي نعت آخر مادام ان غالبيتهم جيء بها وهي لاتعلم كنه الموضوع اللهم أن ادمغتهم شحنت بالأمس القريب كبطارية هاتف باكاذيب يعلم  من أشرف على شحنها أنها لاتتمتع بأي مصداقية ، أما أن يسائلوا أنفسهم ، علاش وكيفاش فذلك من سابع المستحيلات ذلك أنهم خضعوا لترويض متقن دعامته الفاقة والبطن الفارغ وانعدام الضمير طبعا .

لهؤلاء المرايقية أقول  إننا لا نكرهكم ولكن نشفق لحالكم ، فمتى ستدركون أن من يستأجركم  يتحمل هو وأمثاله وزر فساد أحوال وأمور بلادنا  ، وانه يستغل فاقتكم وعوزكم من أجل الحفاظ على امتيازاته وإدامة منابع النهب التي يستفيد منها ، ويدرك جيدا ان المسيرات والاحتجاجات السلمية تهدد كل مصالحه.