بعد معاناة طويلة في قوارب الموت نحو جزر الكناري، لم يجد المهاجرون غير النظاميون المغاربة ما كانوا ينتظرونه بالجزر، ولم تفلح مساعيهم في الوصول إلى إسبانيا، حيث لا يزالون عالقين وممنوعين من المغادرة، في ظروف عيش مزرية، تدفع عددا منهم إلى التعبير عن رغبته في العودة إلى المغرب.

وأشارت وكالة “إيفي” الإسبانية، إلى جزء من المعاناة الصامتة التي يعيشها المهاجرون المغاربة، خاصة مع تزايد أعمال العنف ضدهم والعنصرية والكراهية، ووجود مجموعات منظمة تهددهم.

وتنضاف هذه المعاناة إلى أخرى، بعدما ترك المهاجرون وراءهم عائلات تنتظر إرسال المساعدات المالية، في الوقت الذي لا يزالون محاصرين في الجزر، دون أي عمل.

ونقل ذات المصدر عن هؤلاء المهاجرين المغاربة أنهم لم يأتوا إلى جزر الكناري للأكل والنوم، بل إن هدفهم هو الوصول إلى إسبانيا وإيجاد عمل، يمكنهم من مساعدة ذويهم بالمغرب، وما الجزر سوى محطة عبور.

وسجلت الوكالة أن مئات المهاجرين، معظمهم من المغاربة في مخيمات إنسانية، فقدوا صبرهم بسبب عدم السماح لهم بالمغادرة إلى إسبانيا منذ ما يزيد عن أربعة أشهر، ما جعل بعضهم يرغب في العودة لأسرته.

ومقابل ذلك يؤكد مهاجرون آخرون أنهم لم يقطعوا كل هذا المشوار، ولم يتكبدوا كل هذه المعاناة من أجل العودة للمغرب، وإنما هدفهم الذي لن يتراجعوا عنه هو الوصول إلى أوروبا، خاصة وأنهم دفعوا الكثير من المال للوصول إلى جزر الكناري.

ويعيش المهاجرون غير النظاميون، معاناة دائمة مع الخوف من أن تتم إعادتهم للمغرب، خاصة في ظل عدم السماح لهم بالمغادرة في الرحلات المتجهة نحو إسبانيا، بسبب القيود المفروضة على التنقل بسبب فيروس كورونا، وهي الحجة التي تسوقها السلطات الإسبانية.

إلا أن المنظمات غير الحكومية والمحامون المهتمون بقضايا المهاجرين، يؤكدون أن المهاجرين يمنعون من السفر والدخول إلى إسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي، حتى لو كان لديهم جواز سفر، ويتم احتجازهم بالمطار أو شغلهم إلى حين إقلاع طائراتهم.

وتعرف مخيمات المهاجرين مستويات عالية من البطالة والفقر والإقصاء الاجتماعي، حيث لا يتم استقبال والتعامل مع المهاجرين بشكل جيد من طرف السكان، بل يهاجمون المهاجرين ويرشقونهم بالحجارة.

ونقلت “إيفي” عن أحد المهاجرين المغاربة تعرضه بالفعل للعنف، ما جعله يخشى مغادرة المخيم، إذ إن هناك تصعيدا في العنصرية والكراهية، بلغت حد وجود مجموعات منظمة تهدد وتهاجم المهاجرين، وتعرضهم للضرب.

ويؤكد مهاجرون مغاربة أنهم لم يعودوا أحرارا في الخروج من المخيم بسبب الخوف، في الوقت الذي لا يطالبون فيه سوى بإيجاد حل لهم، وفتح الطريق أمامهم للانتقال إلى إسبانيا.