قال هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، في الإسلام أقرب إلى مفهوم الحرب العادلة في المسيحية.

وأضاف العلوي، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على فيسبوك، على هامش إلقاءه سلسلة ندوات فكرية في جامعة دايفيس حول مفهوم الجهاد في العلاقات الدولية، “عكس ما يتصوره الكثيرون في الغرب، الجهاد ليس حربا مقدسة، هذه الأخيرة متواجدة في التاريخ والفكر المسيحي ويعلن عنها البابا فقط لأنها تجسد ما يعتبرونه (مرور الرب في الأرض) وعلى الملوك الاستجابة الضرورية”.

وأوضح العلوي “الجهاد في الإسلام أقرب الى مفهوم الحرب العادلة في المسيحية، يتقاسمان الكثير، ومن ذلك ضرورة اللجوء الى العنف بطرق مختلفة لحماية جماعة من المؤمنين”.

وأشارالعلوي إلى أن الجهاد “في الفكر المسيحي هو مفهوم ديني محض، بينما في الإسلام يميل أكثر الى المبدأ العملي. ومن العلماء الذين فسروا هذا بدقة الفيلسوف والقاضي ابن رشد”.

وشرح العلوي أن الجهاد تاريخيا، في الإسلام، “لا يعلن سوى من طرف الخليفة وبعد مشاورات مع العلماء والفقهاء، وهو مثل الحرب العادلة يخضع لضوابط أهمها عدم تجريد الآخر من إنسانيته، فالآخر يبقى من مخلوقات الله سبحانه وتعالى”.

وزاد العلوي أن اتفاقية جنيف الخاصة بالحروب “استلهمت الكثير من مبادئها من الضوابط والقيود التي نص عليها مفهوم الحرب العادلة في المسيحية والجهاد والإسلام”.

وقال العلوي إن ظاهرة “انتقال الجهاد من المسؤولية الجماعية الى مبادرات فردية وشخصية لم يظهر سوى في العقود الأخيرة، يبدأ مع السيد قطب ويصل الى ذروته مع أسامة ابن لادن. بينما غالبية المسلمين تعتبر الجهاد الحقيقي هو جهاد النفس”.

وأوضح العلوي أن الاعتقاد يسود بأن “انتقال الغرب الى العلمانية قد يكون قطع مع مفهوم الحرب العادلة، ليس بالضرورة. ولنا مثال في الرئيس الأمريكي الابن جورج بوش، بعدما عجز عن تبرير الحرب ضد العراق بالقوانين العلمانية والدولية لجأ الى المفاهيم الدينية”، مضيفا بأن الرئيس الأمريكي السابق مبارك أوباما خلال تسلمه جائزة نوبل للسلام، برر الحرب بـ “المبادئ والقيم المستنبطة من مفهوم الحرب العادلة والتي تتجاوز القانون الدولي”، وحتم تدوينته بمثال آخر مختلف، حول مناهضة الحرب ضد الفيتنام ، قائلا إن “من ضمن المفاهيم التي اعتمدتها الحركة الأمريكية المناهضة للحرب ضد الفيتنام تناقضها مع قيم الحرب العادلة”.