قال السياسي الاستقلالي عادل بنحمزة إنه من المفروض أن تكون لغات التدريس هي اللغات الوطنية، لأن نقاش لغات التدريس لا يمكن أن تجده في فرنسا أو في أي دولة أخرى، فالمسألة محسومة كل الدول تدرس بلغاتها الوطنية.

وأضاف عادل بنحمزة في في الندوة التي نظمها المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، مساء اليوم الجمعة، حول ” لغة التدريس في القانون الإطار: الخلفيات، الاختيارات والمآلات”، أن نقاش لغات التدريس لفته الكثير من المغالطات وصل لاتهام المدافعين عن العربية أن دفاعهم على العربية وراءه مبررات سياسية وإديولوج، وهذه ليس مذمة لأن الإديولوجيا في النهاية هي التي تحكم في الجميع.

وأكد بنحمزة أن مسألة اللغة هي شماعة يعلق عليها فشل المدرسة المغربية، علما أن هناك إشكالات عميقة في التعليم المغربي على مستوى المناهج والمقررات الدراسية والزمن المدرسي، وعمق ما يقدم إلى التلاميذ.

وأوضح بنحمزة أن ما يسمى بإصلاح التعليم هو عبارة عن مواجهات شهدها المغرب والجزائر وتونس أيضا بشكل متشابه، ومقدمة كتاب المفكر المغربي محمد عابد الجابري “أضواء على مشكل التعليم في المغرب تظهر ذلك”، بشكل يجعل الجابري وكأنه يتحدث عن الفترة الراهنة.

وأبرز بنحمزة أنه بدل تدارك التمييز الطبقي وأن يكون التعليم مصعدا للترقي الاجتماعي، ضرب هذا المكسب وأصبح التعليم لا يؤدي هذه الوظيفة، وهذا العطب خلف نوعا من التمييز داخل المجتمع المغربي.

وأشار نفس المتحدث أن المواجهة الأولى كانت في مرحلة الاستقلال وبناء الدولة الوطنية وفك الارتباط بالاستعمار الفرنسي، لكنها هذه اللحظة المتميزة بالتعريب لم تكتمل وأدت إلى نتائج عكسية، فالتعريب تصادف مع وضع سياسي تميز بصعود خطاب القومية العربية سواء مع حزب البعث أو الناصرية، الشيء الذي شكل خطرا على نظام بورقيبة في تونس ونظام الحسن الثاني في المغرب، لأن التعريب أفرز زبناء جدد للقومية العربية، مما دفع هذه الأنظمة إلى فرملة عملية التعريب.

والمواجهة الثانية حسب بنحمزة كانت بعد الثورة الإيرانية، فتصاعد المد الإسلامي دفع بالأنظمة إلى فرملة التعريب مجددا لكي لا يفرز زبناء للتيارات الإسلامية وهنا توقف التعريب وتمت العودة للفرنسة.

واليوم حسب بنحمزة نحن أمام سياق فيه مواجهة سياسية وأخرى اقتصادية واضحة وكل المواجهات حول لغات التدريس كانت لإعتبارات سياسية محضة لكن المشكل الآن أن التقنيين هم من يمسكون بملف التعليم، وهم من يقررون وليس السياسيين.

وختم السباسي الإستقلالي حديثه بالتأكيد على أن اللغة العربية شماعة علقت عليها مشاكل التعليم بالمغرب.