
لماذا فقدنا جمال الصوت في رفع الأذان من مساجدنا
في مناسبتين منفصلتين وفي لقاء مع أنصاره وأعضاء الحزب،أكد السيد عبدالاله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على أن صيغة الأذان التركي أفضل من صيغة الأذان المغربي ربما لحسن أصوات المؤذنين الأتراك واحترامهم لمفردات الأذان و كلماته السامية بالإيقاع المتوازن المطلوب شرعا وعقلا،وأيضا لتكوينهم المسبق على كيفية الأذان الصحيح من قبل السلطات الدينية هناك
آراء أخرى
ولابد من التذكير مرة أخرى بأهمية إفراغ المساجد المغربية حتى الصغرى منها داخل الأحياء والعمارات السكنية من القيمين الدينيين الأميين وأشباه الأميين خاصة في ركن الأذان وتكليفهم بمهام أخرى ذات قيمة أيضا كعمليات التنظيف والصيانة والحراسة وفتح الأبواب وإغلاقها وما شابه ذلك لضمان أرزاقهم وأرزاق ذويهم وتعويضهم بأشخاص يتمتعون بتكوين شرعي رصين وبكفاءة لغوية مشهود لها وورع وتقوى وصوت حسن واضح ومسموع حتى يتمكنوا من أداء مهام سامية ذات بعد تواصلي جماهيري على مستوى شعيرة الأذان أو الإمامة أوالخطابة و الوعظ.فلا يعقل أن يستمر هؤلاء الأميون وأشباه الأميين مع احترامنا لإنسانيتهم و كينونتهم في تلويث الفضاء السمعي خاصة عبر التأذين بأصوات غير مقبولة للأذان و باعتداء غير مقصود على التركيبة اللغوية لكلمات وجمل الأذان ونحن قد دخلنا في جيل الألفية الثالثة وجيل التواصل الرقمي والفضائي الذي حول العالم كله إلى مجرد قرية صغيرة .فالمؤهلون أولى بمهام الإبلاغ والخطابة والإمامة والوعظ
في الحاجة إلى مؤذنين وخطباء مؤهلين
وما أكثر المتقاعدين والكهول والشبان من الذين يتوفرون على الشروط الواجبة للقيام بمثل هذه المهام الدينية السامية لو فتحت الأبواب أمامهم من أجل التباري حولها.وقد فعلت خيرا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لما استبدلت شهادة التزكية بشهادة التأهيل في إطار التنزيل السليم للمسطرة الجديدة لنيل شهادة التأهيل التي أعلنت عنها الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى سابقا من أجل ممارسة المهام الدينية، وقد نشرت فيما سبق توضيحا مهما بعدما روجت بعض الأوساط أكاذيب ومغالطات من جهات مجهولة باسم القيمين الدينيين،الهدف من ورائها التشويش على المسطرة الجديدة، كان قد جاء فيه
تنويرا للرأي العام توضح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن هذه المسطرة:لا تهم إلا المناصب الخاصة بالمساجد الجديدة أو التي أصبحت شاغرة بالمساجد القديمة لسبب من الأسباب وعددها محدود؛ تستبدل “شهادة التزكية” “بشهادة التأهيل” انسجاما مع مقتضيات المادة 25 من الظهير الشريف رقم 1.14.104 الصادر في 20 ماي 2014 في شأن تنظيم مهام القيمين الدينيين وتحديد وضعياتهم التي تنص على ضرورة التوفر على شهادة مسلمة من أحد المجالس العلمية تثبت أهلية القيم الديني لمزاولة المهمة؛ تنسخ قرار لجنة دراسة طلبات الترشيحات للقيام بالمهام الدينية التي كان يشرف عليها مناديب الشؤون الإسلامية؛ تكلف المجالس العلمية المحلية باختيار واختبار القيمين الدينيين لشغل المهام الدينية (الامامة والخطابة والأذان) طبقا للصلاحيات المخولة لها بمقتضى المادة 13 من الظهير الشريف رقم 1.03.300 الصادر في 22 أبريل 2004 بإعادة تنظيم المجالس العلمية؛
تبقي على مسطرة التباري لانتقاء القيمين الدينيين لشغل المهام الدينية الشاغرة بكامل الشفافية، واختيار المترشحين حسب الأفضلية من بين المتوفرين على المؤهلات العلمية والمتصفين بالورع والتقوى.
فعلى القائمين على هذا الشأن الروحي للمغاربة زيادة الاهتمام بتكوين وتدريب أطفال وشباب وكهول مغاربة على طريقة الأذان الصحيح وعلى الإمامة و الخطابة والوعظ وعمارة المسجد لأنهم سيخلفون الأئمة والخطباء والوعاظ والمؤذنين مد الله في أعمارهم في وقت ما لا محالة
ومن جهة أخرى، فإن الأذان ينبغي أن يؤدى بصوت حسن مبشر غير منفر وبلغة سليمة مع احترام للنطق حسب مخارج الحروف،وهذه كلها وغيرها يمكن اكتسابها عبر حسن اختيار المؤهلين لهذه المهمة الدينية ذات البعد الجماهيري من خلال إعادة تكوين دقيقة للسادة المؤذنين وأئمة المساجد
لماذا فقدنا جمال الصوت في رفع الأذان من مساجدنا
يقول الشيخ بهاء الدين سلام في موضوع الأذان : لماذا فقدنا جمال الصوت في رفع الأذان من مساجدنا ؟ من منا لا يستمتع بصوت المؤذن وهو يتهادى مع النسمات في غروب أو فجر يوم جميل··؟! ومن منا لا يعيش في روحانية عالية إذا ما طرقت أذناه صوت جميل وندي صادر من رجل مؤمن أتقن عمله فصدح بنداء الصلاة بأسلوب ممتع وأداء راقٍ··؟! فالأذان ليس فقط شعيرة حفلت بها الشريعة الإسلامية الغراء، بل هو وسيلة إعلامية اشتملت على أركان العملية الإعلامية الناجحة بصورة تامة من مرسل وهو المؤذن ورسالة وهي الأذان ووسيلة وهي طريقة الأداء، وبالتالي واجب على المؤذن أن يقدم تلك العملية الإعلامية بأحسن الصور وأبهى هيئة وأجمل أداء
وكان الممثل الإيرلندي” ليام نيسون” قد عبر عن مدى احترامه لاعتناق الدين الإسلامي, شعور” ليام “العميق تجاه الإسلام انتابه خلال تصوير أحد أفلامه بمدينة اسطنبول ,حيث اندهش لصوت الآذان و جمالية المساجد بتركيا, إذ صرح لصحيفة “ذي صن “البريطانية بأن سماع صوت الأذان للأسبوع الأول خمس مرات في اليوم يصيبك بالجنون, لكن سرعان ما ينسل إلى داخلك روحك بعد ذلك ليعطيك شعورا جميلا “,و أضاف” يوجد 4000 مسجد بالمدينة و بعضها مذهلة و هذا يجعلني أفكر بجدية في اعتناق الإسلام”نجم سلسلة” تيكن” الشهيرة ذي 59 ربيعا, لم يخف بحثه و تفكيره الدائم في أسباب الوجود البشري, و المهمة التي وكلت للإنسان على هذه الأرض رغم كونه كاثوليكيا ,و هوما دفعه لقراءة العديد من الكتب حول وجود الله وأخرى عكس ذلك.شغف ليام لمعرفة الله’ يعود إلى خطب الزعيم و رجل الدين الايرلندي الشمالي ” يان بايسلي”, أحد قادة الحزب البروتستانتي الوحدوي و التي كان “نيسون” يتسلل إليها خلسة جمالية الأذان المعظم للذات الإلهية وللرسول الأعظم
إن الله جميل ، يحب الجمال في كل شيء
،فما أدرانا بصفاته العليا التي يجب أن تنطق وتبث على الوجه العذب المنساب كاللؤلؤ والمرجان والجميل والصحيح عبر موجات الأثير –فحتى بين قنواتنا الإذاعية والتلفزية ، هناك اختلاف في موسيقى ووزن كلمات الأذان بين مشرقي ومغربي – وعبر مكبرات الصوت والمايكروفون ..فهناك من المؤذنين– غفر الله لهم –لأميتهم الأبجدية أو اللغوية أو الفقهية أو لكبر في السن ، رغم ما يتحملونه من مشاق قاسية خمس مرات في اليوم لإعمار المسجد،فهم قد يتلفظون بصيغة الأذان على وجه خاطئ ، كأن يقال الله أكبار أو آشهد أن لا إله إلا الله ، أي أأشهد أن لا إله إلا الله (تساؤل غير مشروع) أو أشهد أن محمدا رسول الله بفتح اللام في رسول ،،،وهكذا دواليك وبحشرجة صوتية مخلة بالمسموع، ناهيك عن ذبذبات الصوت غير المتوازنة ،تنخفض عند حالة الارتفاع وترتفع عند حالة الانخفاض في تضاد وتناقض عجيبين ،كل ذلك عبر مايكروفون وبوق قد يصبحا في ذروة التشويش و التداخل بين نبرات المؤذن والصوت المنبعث ،مما يحدث طنينا وأزيزا في آذان المستمعين وبالتالي تتبخر حالة الوجد والخشوع أو تنفر المرء كليا أو جزئيا من صلاة الجماعة أو من الصلاة نفسها ، وهو الحاصل عندنا في شوارعنا وأحيائنا وأزقتنا العامرة بالمساجد ،حيث تجد الشخص يسمع صوت المؤذن ولا يلين قلبه لأن ذلك الصوت لم يخالج وجدانه بجمالية وتحبيب وحسن أداء ،فعلى القائمين على شؤون القطاع من وزارة ونظارات ومجالس علمية أن يعقدوا دورات تدريبية وتكوينية متواصلة في كيفية الأذان الصحيح و في مخارج الحروف و في موسيقى الكلمات لتأهيل السادة المؤذنين والقيمين على المساجد وفق منظومة إلكترونية حديثة مواكبة لعصر الويفي و”الإتش دي” والجودة العالية في الصوت من خلال إدماج التحسينات الصوتية التي تزين وتلطف من الذبذبات المنبعثة من المايكروفون ومكبر الصوت …لقد سبق للسيد الوزير أحمد التوفيق أن طرح فكرة تعليق شاشات تلفزية بالمساجد لنقل دروس ومواعظ القناة السادسة،لكنها فشلت فشلا ذريعا، وأهدرت فيها أموال دون جدوى من هذه العملية التي عممت وقتها على كثير من المساجد
عود على بدء
وقد سبق لي أن أثرت هذا الموضوع بقوة قبل أكثر من عقدين من الزمن بأسبوعية “الوطن الآن” و بيومية “المنعطف” في العهد الورقي ،وهو الأمر الذي ينبغي أن يفتح فيه النقاش ،ونحن نعيش عصرا جديدا تتساكن فيه قيم الأصالة والمعاصرة وحرية التفكير والاعتقاد و ترسيخ مبادئ الانفتاح والتسامح واحترام قيم الاختلاف داخل المجتمع الواحد حقا، وبكل صدق وواقعية ،فمكبرات الصوت الصاخبة وشبه المهترئة لنقل الأذان وصلاة الجماعة والتي قد يرفع في منسوبها على الآخر، قد تؤذي المسامع وتذهب بالخشوع ولو ابتعدت عنها بمئات الأمتار، فلم يراع أحد
ممن هم خلف الفكرة ،استراحة رضيع ومرضعته ولامرض عجوز أو ذي حاجة ولا خلود عامل كادح للراحة في انتظار يوم جديد و مبكر للعمل المضني تحت لهيب أشعة الشمس أو شدة صقيع ويعجبني هنا بحث لأبي الحسن الغامدي أدرج بموقع ملتقى الحديث على شبكة الويب، وهو تحت عنوان : هل رفع الصوت بالمكبرات أثناء الصلاة عمل يرضي الله ورسوله ؟ ويمكن الاستئناس به لقيمته في الحجاج والتناظر مع من يدعون الى رفع الأصوات بالمكبرات دون الأذان داخل وخارج المساجد .وهو بحث مستفيض وجد مفيد
وقد يكون من أسباب انعدام الخشوع لدى البعض ، هو تلك الأصوات التي ترفع الأذان بطريقة فجة عبر مايكروفون و مكبر للصوت مهترئين أو قد يؤدي ذلك إلى السرقة من الصلاة مثل النظر في الجوال أثناء الصلاة وهو يرن بأصوات نانسي عجرم أو الجرة أو العيطة أو الدقة المراكشية أوحتى بأصوات من المديح النبوي أو الأذان وخلافه.
وفي اعتقادي الشخصي أن رفع الصوت أيضا في الأذان بجمالية وخشوع وحسن أداء – لا غيره – هو الذي ينطبق عليه الحديث النبوي : “إذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أدْبَرَ الشَّيْطانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حتَّى لا يَسْمَعَ التَّأذِينَ” رواه البخاري ومسلم. والضراط –شرف الله قدركم– كما هو معروف ،هو خروج الريح من فتحة الشرج مع صوت ورائحة كريهة،شرف الله قدركم
ويمكن بموقع صيد الفوائد ،الرجوع إلى البحث المعنون بتنبيهُ الأنامِ لما في الأذانِ من أخطاءَ وأوهامْ كَـتَـبَــهُ : أبُو هَمَّـامٍ السَّـعدِيِّ وراجـعـه : نخبة من المشايخ الفضلاء ، ففيه ما يغني عن السؤال
وأعود هنا لأذكر نفسي وغيري مرة أخرى، بضرورة العودة للكتاب القيم “رياض الصالحين على منهاج سيد المرسلين” للإمام الحافظ أبو زكريا يحيى بن شرف النووي رحمه الله، فهو قد يقوم كل اعوجاج في النفس والسلوك والمجتمع ، وهو ضالة المؤمن في تعامله مع ربه وأهله والناس أجمعين
الميكروفون لا يعبد
قبل حوالي عشر سنوات ،تحدث بأسلوب فيه “سكر زيادة” ، لكن بنوع من المنطق السليم عبر قناة “أزهري الفضائية ” الوسطية ، الفقيه الأزهري والإعلامي والمؤلف الإسلامي،المثير للجدل، خالد الجندي،عن مشكلة رفع صوت المايكروفون عند أذان الفجر، وشبه صوت بعض المؤذنين بأنكر الأصوات وقد جر عليه هذا الخروج غير المألوف جملة من الانتقادات من قبل الوهابيين حيث طالب بتخفيض صوت المايك لأنه يزعج النصارى والمرضى والمراجعين لدروسهم
وقال ما نصه ” أحلفلكوا بإيه إن فيه مرضى ، أحلفلكوا بإيه إن في ناس قاعده بتزاكر ، في ناس مسيحيين مالهمش زنب ، إنك أنت تقولو الساعة 4 الفجر (الصلاة خير من النوم) والراجل مسيحي له احترامه ، وله حقو في الوطن دا زيك زيه ، ربنا حيسألك عنه يوم القيامه ، حيسألك عن راحته وعن نومته يلي أنت عملتها فيه ، معقول الكلام ده ، يعني كفانا بقى ، وتسمع تداخل الأصوات والمصيبة يلي بتحصل دي ، ودا كلام إحنا حنتكلم عنه باستفاضة
السيد وزير الأوقاف لما قال توحيد الأذان، قاموا عليه، كأن الدين عند الله الميكروفون
وأردف قائلا” هو الحمار فقط هو لي صوتو عال، أو محدش يزعل من التشبيه. دا القرآن لي قال واغضض من صوتك .إن أنكر الأصوات لصوت الحمير في سورة لقمان وهو صوت الحمار لي عالي.. الصوت العالي بجيب مصايب أعلى ، الصوت العالي بيجيب كوارث أعلى ، الصوت العالي يبجيب نفورا أعلى.
تَنبِيهَاتٌ ومُستَحَباتٌ قبلَ الأذانِ
أن يكون المؤذن صيّتاً, وذا صوت جميل قال النبي عليه السلام عن أذان بلال “هو أندى صوتاً” وذلك أنَّه أبلغُ في الإعلامِ
يفضّل للمؤذن أن يختار مكانا مناسبا يسمع فيه الناس الأذان ذلك إن لم يكن ثمة ميكرفونات بل في الفيافي والصحاري والقفار أو لافتقار وجود مكبرات صوت, كذا مع وجودها فقد ثبت في الحديث “يغفر للمؤذن مدى صوته”
قال ابن قدامة رحمه الله في “المغني” :” الْمُسْتَحَبُّ لِلْمُؤَذِّنِ أَنْ يَكُونَ مُتَطَهِّرًا مِنْ الْحَدَثِ الْأَصْغَرِ وَالْجَنَابَةِ جَمِيعًا ” ويدخل المسجد ولو كان جنباً على القول الراجح
لا يجوز عقد إجارة للتأذين، بأن يستأجرَ شخصاً يؤذِّن أو يُقيم؛ لأنهما قُربة من القُرَب وعبادةٌ من العبادات، والعبادات لا يجوز أخذ الأجرة عليها. أما الجعَالة؛ بأن يقول: من أذَّن في هذا المسجد فله كذا وكذا دُونَ عقدٍ وإلزام فهذه جائزة؛ لأنَّه لا إلزام فيها، فهي كالمكافأة لمن أذَّن، ولا بأس بالمكافأة لمن أذَّن، وكذا الإقامة, لكن إن لم يوجد متطوعونَ فيحلَّ وضع مؤذّن بنفقةِ بيت المال
السنة أن يؤذن المؤذنُ قائماً، كما كان يفعل مؤذنو رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكما سار عليه المسلمون إلى يومنا هذا، وانعقد عليه إجماع الكافة، فإن أذن قاعدا أو مضجعا لغير عذر، صح أذانه مع الكراهة
يتأخر بعضهم عن الأذان إذا كان يوم صومٍ بشغله بأكل وشرب والناس تنتظر أذانه , فلا يحق له الأكل والشرب كثيراً بحيث يتأخر, أما إن كان يسيراً كشربة ماء, أو كان في الحيّ وحده فيؤخر الأذان ,فلا حرج في ذلك.
كاتب صحافي