كشف “بيير فيرميران” الباحث الفرنسي والمؤرخ السياسي المهتم بشؤون المغرب، أن خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ثورة الملك والشعب، يحظى بأهمية كبيرة، باعتباره الخطاب الأول الذي يملك صدى حقيقي خارج البلاد.

وأضاف الباحث الفرنسي في حوار خص به مجلة “نوفل أوبس” الفرنسية، قائلا: “لطالما سمعنا إدانات للإرهاب من طرف العاهل المغربي، خصوصا بعد الاعتداءات التي طالت المغرب سنة 2003..والآن بعد الأعمال الإرهابية التي استهدفت فرنسا، يأخذا الخطاب الملكي بعدا آخر، حيث أن السلطة الدينية للملك تكتسي ثقلا في إدانتها للجهاد الثوري”.

 في تاريخ الإسلام، حسب “بيير فيرميران”، يملك ملك المغرب سلطة وشرعية قوية، مثل سلطة الخليفة، “وكان السلطان المغربي يتبوأ مكانة عالية عن الخليفة العثماني خلال عشرينيات القرن الماضي، بسبب نسبه الشريف.. بالتالي فهو يحظى بأهمية كبيرة في تاريخ الإسلام السياسي”.  

بعد مشاركة المواطنين الأوربيين ذوي الأصول المغربي في الأعمال الإرهابية التي استهدفت كل من باريس وبروكسيل، اختار العاهل المغربي مخاطبة هذه الفئة بشكل مباشر، “حيث أن المغرب مهتم بشكل أساسي بمواطنيه المقيمين بالخارج، ومن ضمنهم أولائك الذين التحقوا بصفوف الجهاديين..كما ذهبت أجهزة الأمن إلى تشديد المراقبة على أولئك الأكثر تطرفا” يضيف “بيير فيرميران”. 

وأكد ذات الباحث الفرنسي، أن الخطاب الملكي يحمل تاثيرا مهما، “لكن فقط بالنسبية لأولئك الذين يريدون الإصغاء إليه”، وأردف قائلا: “في الحقيقة، هذا الخطاب ليس له تأثير حقيقي على أولئك الذين انضموا للجهاد، وأتخذوا لأنفسهم موقعا ضمن رؤية إسلام الأمة، التي لا تقبل بمنطق الولاء للوطن”.