أكد معهد ” ستراتفور” للدراسات الإستراتيجية والأمنية، أن المغرب يواجه تهديداً إرهابياً أقل بكثير من جيرانه في شمال إفريقيا، بصرف النظر عن كونه مصدراً أساسياً للجهاديين الذين يقاتلون تحت راية “داعش” والجماعات الجهادية الأخرى بالمنطقة.

ويتراوح عدد الجهاديين المغاربة بكل من سوريا والعراق بين 1200 و 1500، “وهذه ليست ظاهرة جديدة بأي حال من الأحوال” على حد تعبير المعهد الأمريكي، الذي أضاف: “لقد ترك عدد من المغاربة وطنهم ليقاتلوا باسم الجهاد في صراعات مختلفة مثل الحروب التي في أفغانستان والبوسنة والشيشان والعراق.. وفي بداية التسعينات عاد المقاتلون المغاربة من أفغانستان ليؤسسوا جماعة جهادية أطلقت على نفسها الجماعة المقاتلة المغربية وكان هدفهم بالأساس هو إقامة الخلافة الإسلامية”.

وأشار المعهد الأمريكي في مقال تحليلي تحت عنوان “حل لغز مفارقة الجماعات الجهادية في المغرب”، إلى أن المغاربة شاركوا في التنظيمات الجهادية العابرة للحدود مثل تنظيم القاعدة منذ نشأتها، واستطرد “لكن الجهاديين المغاربة لم يكونوا بنفس الخبرة والمهارة التي ظهرت عند جهاديين من بلدان مختلفة، على الرغم من أنهم غالبا ما تلقوا تداريبهم في نفس المعسكرات. وكنتيجة لذلك، لم يرتقي المقاتلون المغاربة إلى مستوى كفاءة الجماعات الجهادية في كل من مصر وليبيا”.

وأوضح كاتب المقال، سكوت ستيوارت المختص في تحليل قضايا الأمن والإرهاب لدى معهد “ستراتفور”، أن تسجيلات “سنجار”، وهي عبارة عن كنز من الملفات الشخصية التي عثرت عليها قوات الجيش الأمريكي في منزل آمن لتنظيم القاعدة في مدينة سنجار شمالي العراق،  كشفت أن المغاربة كانوا أكثر المتطوعين لتنفيذ العمليات الانتحارية التي كانت تندرج ضمن الواجبات الأولية لـ91 بالمائة من المقاتلين المغاربة. “ويعني هذا الميل نحو التفجير الانتحاري، أن عددا قليلا من المغاربة الذين لازالوا على قيد الحياة، سيذهبون إلى تطبيق المهارات التي اكتسبوها في العراق أثناء عودتهم للوطن” على حد تعبير ” ستراتفور”.

وأوضح المعهد الذي يتخذ من تكساس مقرا رئيسيا له، أنه من العوامل التي كبحت أنشطة الجهاديين المغاربة هو كفاءة الأجهزة الأمنية، المتمثلة في جهاز الاستخبارات  وقوات الأمن الوطني والمكتب المركزي للأبحاث القضائية (النسخة المغربية لمكتب التحقيقيات الفدرالية الأمريكي) التي تعمل على نحو مباشر مع نظرائها الأوروبيين والأمريكيين، وتتلقى تدريبا مكثفا ذي مستوى عال من الكفاءة.

نظرا للبيئة الأمنية المتماسكة في المغرب، يصعب على الجماعات الجهادية تنفيذ عملياتها في البلاد، بالرغم من تدفق عدد كبير من المسلحين عبر الحدود. يؤكد ذات المصدر، أن الجماعات الإسلامية تسعى جاهدة لنشر عناصر في المغرب لتنفيذ هجمات مثلما حدث في باريس و بروكسيل.

 “وبدلا من تنفيذ هجمات في المغرب مثل ما حدث بالفعل في أماكن أخرى من المنطقة، صدر تسجيل عن تنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة الساحل بقيادة عدنان أبو الوليد صحراوي، يدعو فيه إلى تنفيذ هجوم في المغرب.” وفقا للمعهد الذي اعتبر هذه الدعوة بمثابة اعتراف من قبل “داعش” على عدم قدرتها على تفنيد عملياتها في المغرب.

بالنظر إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها البلاد، وتبني عدد من المغاربة للفكر الجهادي المتطرف، وعودة آخرين من معاركهم في كل مكن سوريا والعراق، سيظل الخطر الجهادي ضعيفا بالنسبة للمغرب بالمقارنة مع التهديدات الذي تواجه كل من فرنسا وبلجيكا، حسب معهد “ستراتفور” الذي أضاف: ” لكن الضغط المتزايد على “داعش” والتراجع المستمر في قدرتها للوصول إلى العالم الخارجي، سوف يظطر “داعش” لمحاولة شن هجوم إرهابي استعراضي في المغرب”.