نبه مصطفى إبراهيمي رئيس الفريق النيابي لحزب “العدالة والتنمية” من العودة لنفس الأساليب والأدوات القديمة مع اقتراب موعد الانتخابات، وتغيير حزب بحزب آخر يوفر له كل الدعم ليتبوأ المرتبة الأولى في الانتخابات، والتحكم في الخريطة الانتخابية ضدا على الإرادة الشعبية الحرة.

وحذر  إبراهيمي في الجلسة التي عقدها مجلس النواب، اليوم الاثنين، لمناقشة حصيلة عمل الحكومة، من الجمع بين المال والسلطة والمصالح بعد الاصطفاف وراء قاسم انتخابي غير ديمقراطي لا مثيل له في العالم يعتمد المسجلين من الموتى والمهاجرين والغائبين والمقاطعين بدل المصوتين، حيث يعلم القاصي والداني أنه موجه ضد “العدالة والتنمية” للحد من شعبيته وتبرأ منه حتى من خاضوا المعارك المقدسة للتصويت عليه ومن بينهم اثنان من الأمناء العامين للأحزاب.

وأكد أن إلغاء العتبة والتراجع عن التصويت باللائحة إلى الفردي سيؤدي إلى بلقنة المؤسسات المنتخبة، حيث سيكون ما بين 16 إلى 20 حزب في المؤسسات المنتخبة، وأغلبهم بلا وزن شعبي، مما سيؤدي إلى الابتزاز في تشكيل الرئاسات والأجهزة المسيرة وعدم الاستقرار، والمحصلة ضياع مصالح المواطنين، وتدخل الإدارة الترابية لتسيير الجماعات الترابية بدل المنتخبين.

وأشار أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستكون بدون جدوى، وسيتم القضاء على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، موضحا أنه بالرغم من اعتماد ميثاق اللاتمركز الإداري وإذا كانت علاقات التعاون هي السائدة بين المنتخبين ومسؤولي الإدارة الترابية وهي علاقات طيبة ومتميزة وأعطت نتائج جد إيجابية في التنمية المجالية، فإنه مع الأسف كانت هناك عقليات أخرى تسير في الاتجاه المعاكس كما وقع في ولاية الراشيدية وإقليم الشاون.

وأضاف ” هذا يسائلنا جميعا مؤسسات وأحزابا ومجتمعا مدنيا حول مآل الاختيار الديمقراطي ببلادنا، وعن هذا التراجع والتردد في الانتقال الديمقراطي الذي لازال يراوح مكانه، وهو ما يؤسس لنوع من الانتظارية الهدامة وانصرافا تلقائيا عن التنمية المنشودة”.

وأكد إبراهيمي أن التحدي الأساسي هو العمل إلى جانب القوى الحية في الوطن من أجل تحصين وتمنيع الاختيار الديمقراطي وتعزيز مسار الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، ومواجهة مختلف التهديدات التي تنذر بتراجع ونكوص ديمقراطي.

وشدد على أن الحصيلة التي قدمها سعد الدين العثماني غنية ومفحمة، والمطلوب اليوم هو رد الاعتبار للمواطن القادر على التمييز بين ما لاسمه وعايشه وبين الخطابات الجوفاء التي لا تغني ولا تسمن من جوع، على حد وصفه.