لماذا تخلى مفتشو التوجيه التربوي عن هيئتهم؟
الهيئة بالطبع هي هيئة التوجيه والتخطيط التربوي التي اختفت هكذا ″فجأة″ من النظام الأساسي الجديد لوزارة التربية الوطنية.
آراء أخرى
وجواب العنوان أعلاه هو ببساطة وبالخشيبات ونقطتان مع رجوع إلى السطر لمن لا يزال لم يفهم بعد..
تخلى مفتشو التوجيه التربوي عن هيئتهم ليلتحقوا بركب المفتشين التربويين!
مرة ثانية..تخلى مفتشو التوجيه عن هيئتهم ليلتحقوا بركب المفتشين التربويين!
العبارة واضحة لا غموض فيها..أليس كذلك؟
ولماذا تحديدا المفتشين التربويين؟
دائما بالخشيبات ونقطتان مع رجوع إلى السطر لمن لا يزال لم يفهم بعد..
ليكون بمقدورهم أخيرا أن يفتشوا زملائهم من أطر التوجيه التربوي بعدما عجزوا عن القيام بهذه المهمة المقدسة والنبيلة جدا من داخل هيئة التوجيه والتخطيط التربوي.
مرة ثانية.. ليكون بمقدورهم أخيرا وأخيرا أن يفتشوا زملائهم من أطر التوجيه التربوي بعدما عجزوا عن القيام بهذه المهمة المقدسة والنبيلة جدا من داخل هيئة التوجيه والتخطيط التربوي.
أخيرا ثم أخيرا ابتعدوا عن ″المشاورية″ كما يلقبونهم..المشاورية الذين لا يُستشارون ولا هم يحزنون..غائبون دوما عن العمل ولا أحد يحاسبهم!
عماذا يا ترى تجب محاسبتهم؟
مثلا عن النسب المتدنية للتوجيه إلى الشعب العلمية لكي يكون بمقدور بلادنا أن ترسل الأقمار الاصطناعية إلى الكواكب البعيدة وليس المريخ فقط!
مثلا عن النسب الضئيلة للتوجيه إلى المدارس والمعاهد العليا والمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود لتعتلي البلاد الدرجات العلا في الازدهار والتقدم!
ومثلا كذلك التوجيه إلى معاهد التكوين المهني للنافس ألمانيا في مجال التكنولوجيا والصناعة!
ومثلا أيضا التوجيه إلى كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان لننافس بدورنا على جائزة نوبل للطب كغيرنا!
ومثلا التوجيه إلى المهن العسكرية وشبه العسكرية لنطرد ماما فرنسا من ديارنا التي عمرت فيها طويلا!
وهلم جرا!
وهذا يعني فيما يعني أن المستشارين لديهم عصا سليمان أو فانوس علاء الدين السحري ليوجهوا من شاؤوا إلى أين شاؤوا أنى شاؤوا ومتى شاؤوا! لكنهم طبعا مقصرون في التوجيه إلى الوجهات الصحيحة وبالتالي فهم المسؤولون الرئيسيون عن ضياع التلاميذ في متاهات النظام التعليمي.
هكذا يتم ربط المسؤولية بالمحاسبة وإلا فلا!
إبداع ما بعده إبداع هذا التفتيش في التوجيه التربوي!
لذا يجب على المهن الشبيهة الأخرى أن تحدو حدو مفتشي التوجيه التربوي العباقرة جدا!
مثلا مفتشو الطب ومفتشو المحاماة ومفتشو الهندسة…الخ جميع أنواع الاستشارات يجب أن تخضع للتفتيش..الاستشارات الطبية والقانونية والفلاحية والهندسية…الخ وهكذا نكون في مأمن من زلل أو زيغ المستشارين الذين قد تسول لهم أنفسهم شيئا ما! من يدري فعلا ماذا سيقع؟
مفتشو الاستشارات هم أكثر مصداقية من المستشارين أنفسهم الذين تبقى استشاراتهم قاصرة ولابد أن تمر بالضرورة عبر مصادقة مفتشي الاستشارات تحسبا لأي انفلات هنا أو هناك!
أنت مستشار..لكن لا يجب أن تستشار إلا بمعية وبحضور مفتشي التوجيه..مفتشي الاستشارات الذين لهم الرأي الأول والأخير حول استشاراتك! لابد من استشارتهم حول استشاراتك ليشيروا عليك باستشاراتهم حول مدى مصداقية استشاراتك!
أي أنك مستشار مع وقف التنفيذ..لا تعط الاستشارة إلا بعد أن تستشير وتأخذ الإذن من مفتشي الاستشارات..استشارة بعد المشورة وإلا فلا استشارة ولا مشورة!
مستشار بلا شارة ولا استشارة!
مثال آخر لما ستكون عليه زيارة مباغتة لأحد مفتشي الاستشارات لمستشار في التوجيه التربوي بأحد المؤسسات التعليمية..بالخشيبات ونقطتان ثم رجوع إلى السطر..
1 – يدخل مفتش الاستشارات إلى فضاء الإعلام والتوجيه مزهوا بنفسه كالطاووس متأبطا حقيبته السوداء.
2 – سيجد لا محالة المستشار في التوجيه منهمكا مع أحد التلاميذ في مسألة إعلامية أو استشارة نفسية أو تربوية أو مهنية.
3 – ولأنه مفتش استبطن لا شعوريا هيبة المفتشين التربويين يوم أن كان أستاذا يدرس بالفصول الدراسية، سيطلب بالتأكيد من المستشار الوثائق التالية :
– ″جذاذات″ الاستشارات.
– دفتر نصوص الاستشارات.
– استعمال زمن الاستشارات.
– الأطر المرجعية التي اعتمدها المستشار في الإجابة عن الاستشارات.
– الهندام التربوي الخاص بالاستشارات كالوزرة البيضاء مثلا.
– …كل ما له صلة مباشرة مع تدريس الاستشارات واللائحة تطول بالطبع.
4 – سيأخذ الكلمة ضرورة بعد حصة الاستشارة تلك ليثرثر بلا انقطاع ويدخل ويخرج في موضوع ديداكتيك الاستشارات والمشاورات.
5 – وبعد نهاية هذه الزيارة المفاجأة سيحرر تقريرا في الموضوع يرسله إلى المستشار مع النقطة التي يستحقها كالتلميذ حول استشاراته التي يقدمها للتلاميذ.
الخلاصة أن مفتش الاستشارات هذا يصر على أن يكون نسخة طبق الأصل للمفتش التربوي ولو انطبقت السماء على الأرض..ولو طارت معزة..بل ولو طارت ماعز الكرة الأرضية كلها!
هل يوجد استيلاب كهذا؟
هل وجد استغباء كهذا؟
أن يُحشر التوجيه قسرا في جبه التدريس لا لشيء إلا لكي يلبس مفتشو الاستشارات جبة المفتشين التربويين؟
ما هذا العبث؟
ما هذا الاحتقار للعقول؟
هنيئا لمفتشي الاستشارات بهذا الانجاز التاريخي الذي سيبقى محفورا في ذاكرة أطر التوجيه التربوي!
هنيئا لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إخراج هذه المهزلة المهنية إلى الوجود!
لكن وكما يقال إذا لم تستح فافعل ما شئت!
