1/ في تشريع الإفاضات الفكرية/ الثقافية:

لربما سيكون على الديموقراطيين المغاربة، غدا أو بعد غد، أن يُشرّعوا ضمن إفاضاتهم النظرية( على الأقل) ، في المرحلة الراهنة، ما مؤداه ولو بشكل مُختصر:

أ-إن مقاومة النزعة الإنفصالية بجميع السبل، هي واجب كل مغربي مؤمن باستقلالية بلاده وحريتها.

ب- إن الديموقراطية في المغرب تتطلب العدالة المتوازنة لكل فئات الشعب على قدم المساواة بغض النظر عن قانون الأكثرية والأقلية.

ج- إن مبرر الشرعية الوحيد هو الديموقراطية لكل الشعب المغربي دون تمييز أو تفريق ؟؟.

د- إن إشاعة أجواء الديموقراطية والحريات هو وحده الكفيل بإيجاد جبهة وطنية لمجابهة الإستبداد. فالديموقراطية هي الوسيلة الوحيدة لمنع استغلال الإستبداد( على تنوع أشكاله ) للتناقضات في صفوف الشعب،بل وهي السلاح الوحيد لمواجهة كل المخططات لضرب الوحدة الوطنية. الديموقراطية والوطنية وجهان لعملة واحدة هي: العملة الصعبة التي لا ثروة وطنية بدونها ؟؟.

2/المفترض في أجندة المثقفين؟؟:

وإذن وفي ضوء ما سبق.سيكون ضروريا ضم مهام أجندة المثقفين المغاربة(وليس الانتلجنسيا ) على سبيل المساهمة في النهوض الديموقراطي بالمغرب أن تعي ( وهذه ليست وصاية أو ماشابه، بقدر ما هي دعوة واستدعاء لمهام مفصلية؟؟).، طبيعة حرص السلطات الكومرادورية وهي تُعاني من الضعف في نقطتين:

أ-السيطرة على وسائل الإنتاج، وتشديد القبضة على السلطة ( هذا هدف أخنوش ومن وراءه حزب الأحرار كمظلة ليس إلا) ، وقد لخّصت ممارسة الدولة على الصعيد الإقتصادي والسياسي وحتى الدستوري الفضفاض، ما بقي من ثقل النفوذ الطبقي والمعياري لهذه البوجوازية وحليفها الملاكين العقاريين.

وإذ لم يتشكّل(في ذات السياق) أي نقل للهياكل الإرتكازية الإقتصادية من شركات ومعامل أجنبية إلى ملكية الدولة، فذلك عنى ويعني انتفاء أية أسس حقيقية للسياسة التنموية المرغوبة؟.

ب- هذا ما جعل البورجوازية المذكورة تتكلّس أكثر بنيويا، ما جعل طابعها الكومبرادوري يتكشّف في ممارسة اتخذت فيها البورجوازية أو حلقتها المسيطرة(ذكرنا هذا قبلا) دور الوسيط التجاري؟؟ وحلقة وصل بين الداخل والخارج.

ج- كان لابد من توضيح هذه الخلفية السياسية التي تؤطر الحراك السياسي المغربي، لتحديد(أو كذلك) الدور المُفترض للمثقفين الديموقراطيين به وضمنه ، عبر الوعي الدائم بأن قاع البورجوازية المذكورة(=الكومبرادورية ) إقطاعي وسقفها ربوي على أوضح ما يكون،وهذا يأذن بأفول سيطرتها وخروج تعبيراتها من حقول النشاط السياسي المُبتذل إلى بعض النشاطات المشروطة، إيديولوجيا وثقافيا، وهي أكثر ابتذالا.