4 سنوات على مأساة محسن فكري: أيتها التراجيديا الريفية.. رجاء لا تتكاثري!
الشهيد محسن فكري لحظة سحقه داخل حاوية للنفايات
28 أكتوبر الأليم يوم فاصل بتاريخ الريف.. يوم صرخت فيه كرامتنا .. يوم صرخ بأعماقنا الإنسان واشتعلت بدواخلنا جذوة الرفض لسياسة مخزنية تعمدت سحقنا حد التلاشي .
آراء أخرى
كان حدث استشهاد محسن فكري قنبلة انفجرت بجسد كل واحد منا أحالتنا لشظايا فكان لزاما علينا أن نلملم بعناد شظايانا ونعيد رصها من جديد وفق منظور ومعطيات ريفية بحتة بشروط ذاتية وموضوعية تخص الريف شعبا وتاريخا وجغرافيا…
صرخة محسن أجبرتنا على الوقوف والنظر بمرايا واقعنا لنكتشف أننا مجرد أجسام مشوهة مخيفة تفوح منها رائحة الموت..
صرخة محسن فكري زلزلت مساحات الصمت الملغم بدواخلنا و فكت حبل الذل الذي كان يوثق زوارق ابحارنا و حركت الامواج لتعانق شطآن العزة و الكرامة ..
صرخة محسن عرت نوعية رغيف الخبز الذي كنا نتناوله ونطعمه أبناءنا جيلا بعد جيل لنكتشف انه رغيف معجون بالذل والهوان و اشبه ما يكون بالرغيف الذي تجود به بيوت أولي النعم على الشحاذين والمتسولين…
هذا النوع من الرغيف ربى فينا الانسان الخنوع والمستسلم والضائع والمتسول و عجل بظهور شرخ بجدار قيم وقناعات الانسان الريفي التي تربى عليها سياسيا اقتصاديا ثقافيا واجتماعيا لتطفو على سطح المجتمع مظاهر غريبة اصبحنا نتقبلها تدريجيا ونتعود على وجودها الشاذ بيننا. هذه المعطيات طمأنت الدولة المخزنية وجعلت اذرعها الضاربة باعماق الريف تعيش حالة انتشاء وتفتحت شهيتها للاستحواذ على خيرات الريف وقضم مزيد من المواقع الاستراتيجية بواسطة لوبيات العقار تمهيدا لتدشين مشاريع شكلية لن تعود على الساكنة الا بمزيد من التفقير والتهميش والتغريب ..
صرخة محسن فكري عرت المستور و غربلت معادن الانسان الريفي و هدمت أبراج اشباه المناضلين و باتوا في مرمى اشعة الشمس الني كشفت نواياهم و زيف شعاراتهم .
نهاية الشهيد محسن التراجيدية كانت بداية لصحوة ضمير تم تنويمه مغناطيسيا على مدى سنوات الاصلاح والمصالحة المزعومة لنكتشف اننا خدعنا مرتين واغرقنا مرتين وقتلنا مرتين بنفس السم ومن نفس الجحر .. مرة حين صدقناهم وركنا لسياسة الخداع التي ينهجها المخزن تجاهنا ومرة حين قبضنا الثمن وقلنا عفا الله عما سلف.
موت الشهيد خلخل القناعات وفتح نافذة لولادة فكر جديد وجيل جديد مؤمن بقدرات ابناء الشعب المهمشين ليشرق الامل رغم الالم بقلب كل واحد منا وتتغير نبرة اصواتنا و أسلوب حديثنا على كل المستويات صغارا و كبارا مثقفين وأميين .. تغير حديث الاطفال وتغيرت اهتماماتهم .. تغيرت احاديث المقاهي .. تغير حديث الامهات .. ثورة فكرية اجتاحت كل مناحي الحياة .. حتى السكارى بساعات الصباح الاولى لم يعودوا يلعنون آباءهم وأمهاتهم وانما صارت شتائمهم تنصب على من يمسكون بزمام الدولة وسلطات العليا.
حدث بهذا الحجم والذي تسلسلت على وقعه كل الاحداث السياسية وسقوط المزيد من الشهداء وضحايا من المعتقلين بالمئات ومحاكمات صورية أسقطت بالضربة القاضية شعار العدل اساس الملك ليحل محله الظلم أساس الملك لتسقط بالتالي مقومات “الدولة العصرية” المزعومة وركائزها تباعا وشعاراتها الزائفة التي كانت تتشدق بها ليل نهار..
صرخة محسن فكري دقت جدار الخزان وجسده الطاهر الذي سحقته آلة الطحن سيظل حنظلة الريف يراقب انهزامنا و يحاكم صمتنا، و يكتب تاريخا لن يرحم أحدا .. كان لزاما علينا ان لا نصرخ والشاحنة المشؤومة تطحن نبي الريف الشهيد محسن فكري..
كان لزاما علينا أن نعض بالنواجذ على الامنا وجراحنا وان لا نطالب بالمستشفى ..
كان علينا ان نرضى بان نرمي بفلذات اكبادنا للشوارع والبطالة لتلتهمهم امواج البحر في صمت وان لا نطالب بجامعة لتكون لدينا اجيالا متنورة قوية نجابه بها المستقبل.
كان علينا ان ننسى شهداء البنك الذي سلموا أرواحهم البريئة في ظروف ماتزال غامضة تطرح علينا ألف سؤال قبل أن يتم رميها للمحرقة ببرودة أعصاب ونصدق انهم عصابة اجرامية خططت للسرقة والسطو ذات ليلة احتجاج..
كان علينا ان نفتح معابرا للهجرة الداخلية والخارجية وننسى ان نطالب بمعامل وشركات فوق رقعة جغرافية الريف لنظل أسرى رغيف الخبز..
كان على اطفالنا الابرياء ان لا يبكوا عمادا الذي ظل اسير مستشفياتهم وهو جثة هامدة بدعوى انه لا يزال يتنفس.
كان على امهات الشهداء ان لا تلبس الحداد وان لا تبكي وان لا تصرخ.. وكان عليها ان لا تلقي النظرة الاخيرة على جثامين ابناءها كي لا يثرن فتنة..
كان علينا ان لا نشارك بجنازات من رحل من اباء المعتقلين واقرباءهم لنتركهم وحيدين امام فاجعة الموت وجحيم الاسر..
كان علينا ان نغمض اعيننا ونحن نرى اخوتنا يسقطون ويموتون تحت هراوات قوى القمع والا سنحاكم باثنتى عشر سجنا نافذة ..
كان علينا ان لا نستقبل جلول بعد ان قضى خمسة اعوام وشهرا في سجون العار ظلما وعدوانا .. وكان علينا ان نتركه وحيدا.. تائها .. ضائعا ليعانق الريح بعد مغادرته جدران المعتقل .
كان علينا ان نخشى السجون وان لا نعاند شوكة المخزن كي لا يرمى بخيرة ابناءنا في غياهب السجون على امتداد رقعة الوطن..
كان لزاما علينا ان نرضخ للذل .. للامراض.. للبطالة.. للضياع.. للنسيان.. كي تستمر المسرحية المخزنية بان الوطن بخير والشعب بخير وهناك يجود علينا بزيارات صيفية وبسهرات تذهب أحزاننا.
كان لزاما علينا ان لا نرفع الستارة لنعري عورة المخزن ونفضح جرائمه كي نظل خارج بؤرة المغضوب عليهم..
كان علينا ان لا نحمل الشموع والورود بمسيراتنا..
كان علينا ان لا نكون حضاريين اكثر من اللازم لاننا الموصوفون دوما بالفوضى والشغب وبالاوباش..
كان علينا ان ننسى تاريخنا.. ماضينا.. رايتنا.. هويتنا كي لا نوصف بالانفصاليين..
كان لزاما على الذين عبروا البحر ان ينسوا موطنهم وينسلخوا عن قضاياه، كان علينا ان ننسى محمد ابن عبد الكريم وهو المنفي حيا وميتا ونعتبره انفصاليا لانه اعطى دروسا للقوى الاستعمارية والمتحالفة معه وان لا نربط حاضرنا بماضينا وننسف ذاكرتنا كي نكسب رضا المخزن وان لا نثير شكوكه بانتماءنا..
كان علينا ان لا نضع شارة اعجاب على مناشير الصنديد ناصر الزفزافي..
كل شيء كان يسير وفق المخطط الذي رسمه “الكبار” في المركز على ضوء ما قدمه بعض أبناء المنطقة عن خارطة الطريق التي ستجعل من الريف منطقة خاضعة رغم تفاقم الأزمات التي تخنق الساكنة، و ما حدث بعد طحن الشهيد محسن فكري كان مفاجئا جعل الجميع يعيش ما يشبه صدمة حقيقية أحدثت ارتباكا تجلى في ردود الأفعال المتناقضة لدى كل المهتمين بعموم الوطن خارج الريف و كذلك داخله خاصة المناضلين القدامى الذين كانوا يعيشون حالة ركود فكري جعل الحراك يتجاوزهم لعدم صلاحية خطابهم الذي اكل عليه الدهر و شرب.
وأمام تسارع وتيرة الأحداث و انكسار حالة السكون و تفجر الصمت دفعة واحدة جعل هؤلاء يعيشون حالة ذهول لم يستوعبوا ما يحدث حولهم، فتارة و صفوا الحراكيين بالرعاع او الغوغائيين لأنهم تفاجئوا بشارع تبنى خطابا جديدا تمرد على الموروث و كل ما هو تقليدي، كسر القوالب اللغوية المعتمدة من طرفهم سابقا و التي كانوا يظنون انها من المسلمات و لا بديل لها ، و في هذا التقت آراءهم مع آراء المخزن الذي وصف الحراكيون بأنهم مجموعة من قطاع الطرق و الفوضويون الذين سيقودون البلاد الى نفس مصير الحراك السوري، و تارة اخرى يصفونهم بالأميين الذين لا يفقهون في أمور السياسة شيئا فقط لان الجيل الجديد لم يعد مقبلا على شراء منتوج افكارهم المحنط الذي لم يعد يواكب هموم المجتمع الريفي و هذا السبب لم يكن وحده من جعل هؤلاء يتملصون من دورهم التاريخي بل كان الخوف الشديد من تشكل وعي جماهيري جديد يتجاوز سقفهم النضالي يخلخل مواقعهم و يشوش على فضاءهم الراكد يطرح تساؤلات بخطاب جريء و مباشر لا يحتاج تأويلات من هنا و هناك سمى المسميات بأسماءها دون تغليفها بإيديولوجيات ثقافية او سياسية تخدم اجندات جهات مختلفة فتوارت أصواتهم و التزموا جحورهم إما خوفا أو تواطؤا ، حتى التعليق على الاحداث مع القنوات العالمية في ما يخص الاعتقالات و قصص التعذيب التي مورست على المعتقلين و ما تلا ذلك من المحاكمات الصورية الاجرامية كانت تتم عبر ابناء الداخل و فيهم من الانقياء من كانت تدخلاتهم قوية نصفت الريف و دافعت عن الحراك كما لم يفعل اهل البيت، على اعتبار اننا جزء منهم و هم جزء منا، ما كشف عن حالة فراغ مهولة نتيجة غياب اصوات النخبة الريفية و كأن جغرافية الريف ارض يباب لا يسمع فيها غير صوت الريح خصوصا بعد اختطاف الأحرار و كتم اصواتهم بقوة الحديد و النار . هذا الفراغ ترك فرصة للمواقع المشبوهة ان تتكاثر كالفطر و سمح للظواهر اللايفية التخوينية بكل ما تعج به من ضجيج و فوضى و انحدار اخلاقي و قذارة في الألفاظ ان تطفو على السطح و التي ابانت سفالة اصحابها، على النقيض تماما من المشهد الحراكي الذي كان نموذجا للرقي الأخلاقي و الالتزام و صَدّر صورة محترمة عرضت على أضخم القنوات العالمية حيث كان الواحد منا يحس بفخر و اعتزاز لانه ينتمي لهؤلاء الشرفاء.
هذه المواقع كانت تسوق خطابا مهزونا مغلفا براديكالية مزيفة كبديل لخطاب الحراك العقلاني الذي كان سقفه لا يتعدى مطالبا حقوقية استعجالية (تعليم، صحة و توفير فرص الشغل للشباب، رفع العسكرة..) يحتاجها المجتمع الريفي في الهنا و الآن لا تحتمل انتظارا أو تأجيلا و التي تعتبر مطالب عموم المجتمع المغربي و لا يختلف عليها اثنان و هذا ما خلق فزعا لدى النظام من امكانية تمدد الحراك الشعبي أفقيا و عموديا لذلك كان التحرك عبر هذه المواقع المشبوهة لجر الحراك نحو التطرف و استغلال مناخ الغضب الشعبي العارم الساخط و الناقم على الأوضاع المتردية، أولا لعزله وطنيا و ضرب أي محاولة ممكنة قد تمهد لحراكات ان صح التعبير بالمناطق الأخرى خصوصا المدن الكبرى التى تتوفر على ثقل سكاني يصعب التكهن بنتائجه و بالتالي محاصرة الهبة الشعبية بحدود منطقة الحسيمة و نواحيها، و ثانيا خلق شرخ بين ابناء الحراك بين فئة المتشبثين بالملف الحقوقي و بثوابت الحراك كما نادى الى ذلك قادته الميدانيين وبين من أصبح يرى في الملف مجرد خزعبلات لا ترقى لمستوى حجم التضحيات . و قد نجحت هذه المواقع التخوينية في تشتيت الجهود و إرهاق الأحرار وفي الوقت الذي كان فيه المخزن يقتحم البيوت الامنة ليلا يروع الاهالي و يعتقل الشباب كان هؤلاء يشتغلون بشكل موازي على النيل من الحراك باستهداف الارادات الحرة و كيل الاتهامات في ظل صمت للاحرار لانهم كانوا يرون ان القضية تستدعي ان نتغاضى عن مثل هذه التصرفات الصبيانية فاعتقدت هذه الشرذمة انها ستترك على عواهنها دون ان تلجم او تفضح و بالتالي تكشف حقيقة نواياها الحقيرة امام الرأي العام لتعلن افلاسها بعدما تبرأ منها الصنديد ناصر الزفزافي حين اعلن صراحة ان هؤلاء لا يمثلونه و لا يمثلون الحراك وتم سحب الشرعية الحراكية من تحت أوهامهم و ليس من تحت اقدامهم كما يقال لأن لا موطىء قدم يملكونه على أرض الحراك الشعبي تماما كما المثل الريفي (ساواثن بارا إونار).
هذه الشرذمة كالت من التهم ما تشمئز منه نفوسنا لذكرها او حصرها في هذا المقام، لم تترك احدا و لم يسلم منها احد وبلغت بها الوقاحة و السفالة ان هاجمت والد الشهيد محسن فكري في الوقت الذي كان الرجل يعيش ماساة وفاة ابنه التي لم تكن وفاة عادية وإنما كانت مأساة حقيقية دكت قلبه و سحقت مشاعره كإنسان و كأب ثم توالت حقارتهم و تسلسلت لتشمل عائلات المعتقلين رغم مصابهم الجلل و لم تراعي مشاعر الامهات و لا الابناء و لا الآباء ، لم تراعي الأخلاق و لا القيم.
وبعدما جفت البركة الآسنة التي تحفظ وجودهم كالطحالب و صاروا في خبر كان سارع بعض المحسوبين على النخبة المثقفة لضخ الحياة بأجسادها الميتة كي تمنحها شرعية قد تعيدها للمشهد ثانية لتواصل دورها الاستفزازي لأطول مدة ممكنة و ذلك بالظهور على تلك المواقع ، و مثل هذه الأفعال توضح بما لا يدع مجالا للشك الإفلاس النخبوي على صيغة “تهافت التهافت” و افتضاح تواطئهم و صمتهم المريب في ما مضى، ايام كان الحراك الشعبي في أوجه.
قد يتساءل أي عاقل ماذا ستضيف هذه المواقع التي امتهنت الكلام السوقي و قاموس ما تحت الحزام لمثل هؤلاء ؟
كنا نتمنى ان يظلوا صامتين على ان ينحدروا لهذا المستنقع الذي سيجعل نظرياتهم السياسية مجرد فتاوى غبية تمنح هؤلاء شرعية مفقودة لكن هيهات ففاقد الشيء لا يعطيه كغريق يستنجد بغريق.
بالمقابل ثمة رسالة يجب أن توجه للنظام وشيزوفرينيته ولغطرسته الفاقدة لكل شرعية ، في تعاطيه ومعالجته للاحداث والازمات التي تنهال عليه من كل صوب.
هل لازال هذا النظام المستبد العنصري العتيق يظن نفسه ان الشعب جاهل خنوع وراض بما يحاك له؟ ام انه لا زال في برجه العاجي ويعتبر نفسه فوق الجميع؟ الزمن تغير والشعب استيقظ من غيبوبته الاجتماعية والاقتصادية التي دفنته فيها لعقود ايها السياساتك الرعناء، الشعب اصبح مدركا تمام الادراك لما له وما عليه وتجاوز المخاوف و المكائد وتيقن انه لاعودة الا بالانتصار.
كيف يتسنى أن نتناسى ان الشعوب سلطة وقوة لاتقهر، لماذا عندما طحن الشهيد محسن فكري في حاوية الازبال ظلما لم تثر الزوابع من اجل اعتقال المتورطين المجرمين في طحنه؟
لماذا لم تقام الدنيا وتقعد عندما رمي عماد العتابي برصاصة في راسه التي اوقعته صريعا لتوه، ام ان ابناء الشعب الريف ارواحهم ودماؤهم رخيصة، ولا تقيم الدنيا وتقعدها الا عندما تمس وتهدد مصالحكم وازلامكم والفناء للباقي.
هذه السياسات والمقاربات عمرها قصير مهما تجبرت وتمادت، ولا يمكن ان تثمر وتنتج سوى عن المزيد من الحقد والكراهية للمنطقة، ولا يجب ان ننسى ما ارتكتب في حق ابناءنا من تعذيب واغتصابات لن يمر مرور الكرام حتى وان تم تقديم قرابين الدنيا للمصالحات فلن ينسى الريفيون الأحرار ما ارتكبته و ترتكبه في حقهم، فهم شعب يعي جيدا كيف يحافظ على موروثاتهم، وذاكرتهم الجماعية موشومة بالمحن والمآسي، وما يتعرضون له حاضرا موروث جرح اعماقهم و حفر في ذاكراتهم لن يستطيعوا نسيانه وتمريره مرور الكرام فلا تستبلدوهم وتستغبوهم، جرائمكم لن يمحيها الزمان وستظل خالدة فيهم وفي خلفهم.
أيها الظالمون الغاصبون، ألم يحن الوقت بعد، كي ترحلوا، وترحلوا، وترحلوا.. و للأبد.
أيتها التراجيديا الريفية..! رجاء لا تتكاثري..