كشف نشطاء في التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليه التعاقد عن نسب الاستجابة لإضرابهم الوطني الأسبوع الماضي، والذي تجاوز نسبة 90 في المائة، مما يدل على جدية مطالبنا ومصداقية ملفنا المشروع أساسه الإدماج وإسقاط التعاقد واسترداد المبالغ المالية المقتطعة المسروقة، بحسب تعبيرهم.

إضراب ناجح المقاييس

وقالت لطيفة المخلوفي، عضو المجلس الوطني للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، لموقع “لكم”، إن إضرابنا الوطني الأسبوع الماضي ناجح بكل المقاييس، والدليل على ذلك تشبت الأساتذة بتنسيقيتهم الوطنية والتفافهم حولها، ولن تخيف الدولة الأساتذة بالاقتطاعات التي تجاوزت 200 درهم ووصلت إلى 3000 درهم في عدد من المناطق، بل زادتهم تشبتا بنضالاتهم”.

وأوضحت المخلوفي، وهي المنسقة الجهوية للتنسيقية الوطنية للأاتذة الذين فرض عليهم التعاقد بجهة سوس ماسة، أن “الإضراب ليس ناجحا لوحده، بل مقاطعة المجالس التعليمية واللقاءات التربوية والانخراط الواسع الذي يعطي بعدا وعلاقة حسنة في علاقتنا بالمعركة، وهي ليست معركتنا لوحدنا، بل معركة المغاربة جميعهم”.

وأشارت المخلوفي إلى “أن الدولة استغلت وضع الحجر والطوارئ لتمرير عدد من القرارات، والقادم سيكون أقوى في علاقتنا بمطالبنا، ولن نتازل، ومعركتنا طويلة، فيها أخذ ورد، واستنهاض قوتنا الذاتية وحشد هممنا”.

وفي نفس الاتجاه، سارت هاجر صدوق، وهي المكلفة السابقة بالاعلام، بالتنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، ، قائلة: إضرابنا نجح بنسبة فاقت 90 في المائة، عززته الأشكال النضالية الميدانية في كل جهات المغرب على شكل وقفات احتجاج واعتصامات ومسيرات وندوات.

ومضت هاجر، وهي وأستاذة التعاقد بجهة الشمال، قائلة في تصريحها لموقع “لكم”: كما أن اختيار التوقيت وتميزه ردا على الاقتطاعات غير المشروعة من أجور الأساتاذة المضربين والتنديد بكل أشكال التضييقات والتعسفات في حق مناضلاتنا ومناضلينا، ليؤكد من جديد مواصلة معركتنا النضالية الرامية إلى إسقاط مخطط التعاقد وإدماج جميع الأستاذات والأساتذة في أسلاك الوظيفة العمومية.

وأكد الحسين أيت سفيان، ممثل لجنة الحوار السابق مع وزارة التربية الوطنية، لموقع “لكم”، أن محطة إضراب الأسبوع الأول من نونبر الجاري كانت ناجحة بكل المقاييس، وحتى نسب الاضراب كانت مشجعة، ودلالة على أن الفعل النضالي ما يزال مستمرا”.

وزاد موضحا: الاحتجاج يؤكد أن أمورا غير سليمة داخل المنظومة التربوية والفعل الاحتجاجي يقوي القناعات ويصل الذات النضالية في إطار تطوير الفعل النضالي الذي يفضي إلى تحقيق الادماج.

فشل جولات الحوار وأي أفق؟

وعن سؤال لموقع “لكم”، حول فشل جولات الحوار بين ممثلي التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد ونظرائهم بوزارة التربية الوطنية، اعتبر عضو لجنة الحوار السابق الحسين أيت سفيان أن “الحوار ليس متعثرا بل موصدا، لأنه ليس هناك محاور من داخل المنظومة التربوية أو من خارجها.

ومضى قائلا: الحل يتجاوز الجميع كما لمح إلى ذلك الوزير في إحدى جولات الحوار السابقة. وجهات تتحمل مسؤولية ذلك وزارة وحكومة والدولة برمتها عبر سياستها التي تستجيب لإملاءات صندوق النقد الدولي.

وفي نفس السياق، سجلت لطيفة المخلوفي، عضو المجلس الوطني ومنسقة سوس ماسة، أن “غياب إرادة حقيقة للحوار لحل مشكل الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، عبر الالتزام بخلاصات الجلسات وعدم تسقيف الحوار، ونحن قادمون من أجل الادماج، والدولة تتماطل، واستغلت الحوار لإطفاء غضب الشارع”.

وزادت المخلوفي موضحة: الحوار يفرض، وليس بمنطق الاستجداء والقوة والفرض.

ودعت هاجر صدوق الوزارة لأن تعيد قضايا الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد إلى طاولة الحوار، لأنها لم تف بالوعود السابقة، رغم حسن نيتنا، غير أنها في كل مرة تخلف الموعد، وفي كل مناسبة.

ومضت قائلة: هذا يتطلب شجاعة فقط لحلحلة الملف، شجاعة تنتصر لإرادة الشعب المغربي ولأهمية المدرسة والوظيفة العمومية بدل الانتصار للمؤسسات المالية الدولية.

ولن يتم ذلك، بحسب هاجر صدوق، إلا بـ”إدماج جميع الأستاذات والأساتذة في أسلاك الوظيفة العمومية، وبدون ذلك، سيبقى الوضع قائما ومحتفنا سنة بعد أخرى، بسبب تزايد عدد الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، ولن نتخلى عن ملفنا ولو استغرق الأمر عقودا، فنفسنا طويل وهممنا عالية ولله الحمد”.

مجلس الراشدية

ويراهن أساتذة التعاقد على عقد مجلسهم الوطني المقبل في الراشيدية، عاصمة أكاديمية جهة درعة تافيلالت لاتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات بعد محطة إضراب نونبر الجاري.

يقول الحسين أيت سفيان: المجلس الوطني للراشدية سيكون له ما بعده للخروج ببرنامج وطني حارق وأشكال نضالية غير مسبوقة.

ويأتي ذلك، بعد نجاح إضراب خمسة أيام الأولى من شهر نونبر الجاري، والذي اعتبره نشطاء التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد أنه “ناجح بكل المقاييس”.