كشفت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أن عدد التلاميذ المسجلين بالمسالك الدولية لا تتعدى 35 في المائة بالثانوي الاعدادي، و24 في المائة بالثانوي التأهيلي في خيار فرنسية، وأقل من 1 في المائة في خيار انجليزية بنفس السلك، فيما لا يتعدى عدد تلاميذ السلك الثانوي التأهيلي خيار انجليزية 101 تلميذة وتلميذا على المستوى الوطني.

وبرأي مراقبين تحدثوا لموقع “لكم”، فإنه على الرغم من إقرار الوزارة لهذا التوجه منذ عهد الوزير السابق رشيد بلمختار بن عبد الله، فإن الوزير الحالي سعيد أمزازي لم يستطع كسب الرهان، وبلوغ هدف التعميم، بالنظر للإكراهات التي يواجهها تنفيذ المسالك الدولية في الثانوي بسلكيه، ولعدم قدره الوزارة على تأهيل الموارد البشرية والرفع من قدراتها، فضلا عن الصعوبات البيداغوجية التي يتحملها الأساتذة والتلاميذ في هذا النمط من الخيارات البيداغوجية.

وأوضح المصدر ذاته، نقلا عن مفتشين تفقدوا فصول الدراسة بالمسالك الدولية بسلكيه، أن الأساتذة يجدون صعوبة في التدريس باللغة الفرنسية، بالنظر لكون جل من أسندت لهم مهمة التدريس بالفصول الدراسية مارسوا التدريس باللغة العربية في مواد علوم الحياة والأرض والعلوم الفيزيائية والرياضيات، كما ان التلاميذ أنفسهم تلقوا دروسهم البيداغوجية وتجاربهم الصفية باللغة غير لغة التدريس الجديدة.

وأضاف هؤلاء أن تسرع بعض الأكاديميات وتهافت مسؤولين على تنفيذ توصيات الوزارة وتوجهاتها بعد انطلاق التجربة قبل أربع سنوات، لم يكن مخططا بشكل منظم، ولم توازيه حملة تواصلية وتوجيهية موازية لإنجاح التنزيل وكسب رهان التعميم الذي أطلقته الوزارة منذ مدة، مما ضيع ثلاث سنوات بعد التجريب، وصار التلميذ منفصما في لغة التدريس بين العربية والفرنسية والانجليزية، وبين تلاميذ مايزالون يدرسون العربية وآخرون بلغة أخرى، يجمعهم سقف واحد داخل المؤسسة التعليمية.

وبالعودة إلى حافظة مشاريع تنزيل لقانون الإطار17-51، فإن المشروع المحتضن لتدريس العلوم باللغة الأجنية هو مشروع “تطوير النموذج البيداغوجي” الذي لا يضع جدولة زمنية لتعميم تدريس العلوم باللغة الأجنبية، وإنما يتحدث عن “توسيع المسارات الدولية الإعدادية والمسالك الدولية للبكالوريا المغربية داخل نفس الثانويات وعلى مستوى ثانويات جديدة”، فيما الوزير أمزازي قال إن الرهان هو “تعميم المسارات الدولية الإعدادية والمسالك الدولية للباكلوريا المغربية”. فمن تصدق الأسر وأبناؤها الوزير أم أوراق مشاريع تنزيل أحكام القانون الاطار؟

يشار إلى أن تلاميذ حصلوا على شهادة الباكلوريا خيار إنجليزية سبق وأن احتجوا، في وقت سابق، بمعية أسرهم بسبب غياب الأفق بعد معاناتهم لسنوات، وتحمل الخيار الجديد ومغامرتهم على حد تعبيرهم، من دون أن يجدوا جوابا لدى السلطات التربوية حول مستقبلهم الجامعي.