قدم فريق بحث مغربي، الجمعة، النتائج الأولية للأبحاث الأثرية التي تجري بمحيط موقع شالة، خارج السور المريني، وذلك بهدف التعريف العلمي بالتراث الثقافي بشكل عام، حسب بلاغ للوزارة على منصتها على فيسبوك، 

وتجري العمليات الاستكشافية الأولية بمشاركة فرق مغربية من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث يرأسها عبدالجليل بوزوكار وعبد العزيز الخياري، ومكنت من “العثور على بقايا أثرية في غاية الأهمية بالمكان المعروف بعين أجنَّا، منها سور سميك يشكل جزءا من السور الذي كان يحيط بمدينة سلا المورية – الرومانية كما كُشِف غرب هذا السور الدفاعي عن أجزاء جدران متعددة لبنايات شيدت بعناية”.

وأضاف بلاغ وزارة الثقافة أن المنطقة الثانية داخل السور فقد تم الكشف عن جزء من حمام عمومي تم تشييده أيضا خلال القرن الثاني بعد الميلاد، وتمثال من المرمر يعود لسيدة لها مكانة كبيرة في الحياة الدينية لذلك العهد، أما خارج السور العتيق للمدينة فقد تم العثور على منطقة للدفن على شكل مقابر مشيدة يعود تاريخها الى القرن الثاني بعد الميلاد.

واعتبر البلاغ أن أبرز اكتشاف هو منطقة الميناء ليصبح موقع شالة أول مدينة مورية رومانية بالمغرب يتم التعرف على منطقتها المينائية وهو في حد ذاته انجاز علمي بالغ الأهمية لأنه يعطي للموقع بعدا آخر.

في ذات السياق عثر  الباحثون من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في المغرب، على المزيد من الأطلال القديمة التي يعتقدون أنها كانت مدينة مزدحمة قرب عاصمة المغرب في العصر الحديث.

ويعتبر موقع شالة موقع تراث عالمي لليونسكو، تبلغ مساحته 3.15 كيلومتر مربع.

وكان الموقع الأساسي للحفريات مغلقًا لأغراض التجديد منذ بداية الجائحة، وعمل علماء الآثار على توسيعه منذ مارس.

قال عبد العزيز الخياري، أستاذ أثريات العصور الجاهلية من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في المغرب، وفقا لوكالة أسوسياشد بريس، أن أهمية الموقع تنبع من موقعه على البحر، الأمر الذي جعله موقعًا تجاريًا مهمًا، حيث ساهم في تيسير تبادل المواد بما في ذلك استيراد الرخام الإيطالي وتصدير العاج الإفريقي”، مشيرا إلى أن الحفريات الجديدة تسلط الضوء على ثراء المدينة وتأمل في العثور على المزيد في الأشهر والسنوات القادمة.

ونقلت الوكالة عن الخياري قوله “لا زلنا لم نكتشف الميناء الفعلي”.

وأوضح الخياري وفريقه من علماء الآثار أن الاكتشافات الجديدة بعيدة عن وسط شالة لم تخضع لدراسة سابقة.

وقدم الباحثون في ندوة صحفية، الجمعة، تمثال امرأة تم اكتشافه مؤخرًا، وربما تكون إلهة أو إمبراطورة، مكسية بالثياب.

وأكد الباحثون أنه هو أول تمثال من هذا النوع يتم اكتشافه في المغرب منذ الستينيات. كما عرضوا أيضًا أحياء مبنية من الحجر الجيري والطوب الشمسي.