قال الدكتور الحسين بوفتال أخصائي أمراض النساء والتوليد، و أستاذ التعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، إن التفاوت بين الجنسين من حيث نسبة الوفاة بسبب “كورونا”، سجلت أيضا في أوبئة الفيروسات التاجية السابقة مثل وباء “السارس”.

وأوضح الدكتور بوفتال، أن هناك عدة فرضيات حول هذا التفاوت منها، العامل الهرموني ودور “الأوستروجين” في المناعة، يضاف إليها أن أغلب الدراسات الوبائية الحالية تشير أن نسبة المدخنين أكبر من المدخنات، إلى جانب ارتفاع الضغط الدموي والسكري عند الرجال أكثر، لكن يبقى أن النساء الحوامل أكثر عرضة لأمراض الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي الحاد.

وأشار بوفتال خلال مشاركته في المؤتمر الرقمي الأول، الذي نظمته الجمعية المغربية للتواصل الصحي، اليوم السبت، أن المعدل العام للوفيات بفيروس “كورونا” في الصين كانت 2.8  في المائة عند الرجال، و 1.7 في المائة عند النساء، ونسبة الوفيات بالفيروس لدى الرجال في إيطاليا بلغت 7 في المائة لدى الرجال، و 4 في المائة لدى النساء.

وأكد بوفتال أن نفس الأعراض تظهر عند النساء والرجال وتكون متشابهة، لكن الدراسات السابقة الخاصة بالسارس كوف 1، أظهرت أنه يسبب عدة مضاعفات جنينية للمرأة الحامل قد تصل إلى إسقاط الجنين، أو ولادة قبل الآوان، إضافة إلى الأطفال الخدج وضعف الوزن.

وأبرز أنه في الدراسات التي نشرتها الصين أخيرا، والمتعلقة بفيروس “كوفيد 19″، لم تسجل أي مضاعفات على الجنين بالنسبة للأمهات الحاملات للفيروس، واللواتي أجريت عليهن الكشوفات عن طريق أخذ عينات من الحبل السري، فكانت النتيجة سلبية.

كما ليس هناك انتقال للعدوى من الأم إلى الجنين، كما لم تسجل أي حالة وفاة لنساء حوامل لحد الآن، لكن تم تسجيل حالة لوليد ببريطانيا انتقلت له العدوى أثناء الولادة أو داخل الرحم، من أمه الحاملة للفيروس.

لكن في اليومين الأخيرين فقط تم تسجيل حالة وفاة لطفل عمره ستة أسابيع فقط أصيب بالفيروس.

وأكد الدكتور بوفتال أنه يسمح للمرأة بالرضاعة إذا رغبت بذلك لأن الفيروس لا ينتقل عن طريق الحليب، لكن مع مراعاة شروط العدوى، واستعمال وتغيير الكمامات، وغسل اليدين نظافة الأمكنة.

وأشار بوفتال أن الانتقال العمودي للفيروس (أي من الآم للجنين أو أثناء المخاض) نادر جدا لكنه محتمل، كما لا يوجد دليل على أن الفيروس ماسخ أو يسبب تشوهات خلقية، وذلك لحد الآن على الأقل.

طريقة الولادة

وأوضح الدكتور بوفتال أن التجربة أظهرت أنه لا يبدو أن هناك فرق في طريقة الولادة عند الأم المصابة بالفيروس، إن كانت طبيعية أم قيصرية وتأثيراتها على المرض أو العدوى، لكن يجب احترام شروط تنظيمية في حالة الولادة الطبيعية كي لا تحدث العدوى.

تأثير علاج “الكلوروكين” على المرأة الحامل

وأكد بوفتال أت التجارب التي مورست على الحيوان أظهرت أنه يحدث أعطاب خلقية كبيرة، لكن عند الإنسان استعمال الكلوروكين مجرب منذ مدة طويلة سواء لعلاج حمى المستنقعات أو أمراض باطنية أخرى، وظهرت بعض حالات الإصابات في العين والأذن لدى الجنين بعد استعمال هذا الدواء من طرف النساء الحوامل، لكن تبقى احتمال نسبي في حدود 2 في المائة، مع جرعات أكثر عند استعماله لعلاج الأمراض الباطنية.

وبحسب الدكتور بوفتال، لم تسجل لحد الآن تشوهات خلقية عند استعمال جرعات علاج كوفيد19 من طرف النساء الحوامل، وهذه الحالات لم تلاحظ مع استعمال دواء “هيدروكسي الكلوركين” الحديث الاستعمال نسبيا لكن يتوجب الحذر لحداثة استعمال هذا الدواء ولقلة الدراسات.

وأكد نفس الدكتور أنه يمكن استعمال مادة “الكلوروكين” و “هيدروكسيكلوروكين” لعلاج كوفيد 19 لدى المرأة الحامل، خصوصا وأن جرعات الاستعمال أقل مما هو عليه في دواعي الاستعمال الأخرى.

وأبرز بوفتال أنه من غير المنطقي منع الرضاعة الطبيعية عند المرأة الحامل التي استعملت “هيدروكسيكلوروكين” أثناء الحمل.

وختم الدكتور بوفتال مداخلته بالتأكيد على أنه لا يبدو لحد الآن أن النساء الحوامل أكثر عرضة لعواقب الفيروس التاجي من عامة الناس، ولا يوجد دليل لحد الآن أن الفيروس يمكن أن ينتقل للجنين أثناء الحمل، ولا يوجد أيضا في الوقت الحالي دليل أن الفيروس يمكن أن يفرز في حليب الثدي.