قال البروفيسور “عبد العظيم بابا خويا” الإخصائي في طب الأطفال في مستشفى “محمد السادس بوجدة، والأستاذ المبرز في كلية الطب والصيدلة بنفس المدينة، إن الأطفال أقل الفئات العمرية عرضة للإصابة بفيروس “كوفيد 19”.

وأوضح البروفيسور “بابا خويا”، خلال مشاركته في المؤتمر الافتراضي الأول، الذي نظمته الجمعية المغربية للتواصل الصحي، اليوم السبت، أن من يصاب من الأطفال بفيروس “كورونا” تكون أعراضهم خفيفة، ولا توجد بينهم حالات خطيرة.

وأكد نفس البروفيسور أن “كورونا” عند الأطفال اكتشاف طبي صعب، وبذلك يتحولون إلى وسيلة سهلة لنقل العدوى إلى آبائهم وأجدادهم.

وشدد “بابا خويا” على أن قرار وقف التدريس كان مسألة جد جيدة، وممتازة واستباقية.

وأشار أن نسبة الإصابة بفيروس كورونا التي تم إحصاؤها في الصين لدى الفئات العمرية التي لا تتجاوز 19 سنة بالكاد تصل إلى 2 في المائة.

وأوضح البروفيسور “بابا خويا” أن انتشار العدوى خلال عطلة العام الصيني الجديد، دفع كافة الأقاليم الصينية للاستمرار في تعطيل المدارس، وساهم بعدم تعرض الأطفال للفيروس بالقدر الذي تعرض له البالغون.

وأبرز أنه بالمقابل ألمانيا اعتمدت طريقة الفحص الشامل، وهذه التقنية كشفت عدة ملاحظات هامة، هي أن الفيروس ينتشر في صفوف الأطفال أقل من سنة ايضا، وهذا ما حصل أيضا في كوريا الجنوبية.

أعراض كورونا عند الأطفال

وأوضح البروفيسور “باباخويا” أن أعراض الإصابة بفيروس “كورونا” عند الأطفال تبدأ في أغلب الحالات بعد يومين من التقاط العدوى، وتستمر مدة 10 أيام أو أكثر.

ومن أهم أعراض الفيروس عند الأطفال، ارتفاع درجة الحرارة، كحة مزعجة، آلام حادة في الحلق، سيلان الأنف، ضيق التنفس، الصداع الحاد، والالتهاب الرئوي الذي قد يحدث في بعض الحالات الخاصة عند الأطفال الصغار، وعن عند المصابين منهم بمرض القلب والصدر، أو الذين يعانون من ضعف المناعة.

وقال نفس البروفيسور إنه حسب الدراسات الصينية كل هذه الأعراض تكون معتدلة وبسيطة عند 90 في المائة من الأطفال في حالة الإصابة، فمثل السعال يظهر عند 68 في المائة من البالغين المصابين، و44 في المائة فقط عند الأطفال المصابين، والحرارة ترتفع عند 88 في المائة عند البالغين، و 64 في المائة فقط عند الأطفال.

وأوضح البروفيسور “بابا خويا” أن هناك افتراضات عديدة حول عدم خطورة مرض “كورونا” عند الأطفال ومن ضمنها، أن المستقبلات أو البروتينات في الخلايا البشرية التي ترتبط بها الجسميات الفيروسية، قد لا تكون متطورة لدى الأطفال مقارنة بالبالغين، أو قد يكون لها شكل مختلف، الأمر الذي قد يجعل الأمر صعب بالنسبة للفيروسات للدخول إلى الخلايا والتكاثر بها.

كيفية العلاج

وأشار البروفيسور أن كيفية العلاج بالنسبة للأطفال الذين لا تتطلب حالتهم الدخول إلى المستشفى بسيطة، وهي مضادات الحرارة في حالة حمى أكثر من 38.5 درجة مئوية، وبارسيتامول من حجم 15 ملغ تأخذ كل ست ساعات، ويقتصر العلاج على معالجة الأعراض، وعدم وصف الأدوية المضادة للاتهابات غير “الستروئيدية”، أو “الأسبرين” أو “الكورتيكوستيرويدات”، مع أخذ الحيطة من التفاقم الثانوي ما بين اليوم الثامن والعاشر.

وبالنسبة للحالات التي تتطلب دخول المستشفى خارج العناية المركزة، فينبغي فيها عزل الطفل المريض، والقيام بالتحاليل الأولية، وقياس نسبة السكر في الدم، وتحاليل الكلي والكبد، وتصوير الكبد بالأشعة الصينية، وتخطيط القلب، والمسح الضوئي للصدر.

أما الحالات المرضية الحرجة التي تستدعي دخول المستشفى فإن العلاج بالأوكسجين هو أفضل طريقة للرعاية، ويتم ذلك وفقا لتشبع الأكوسجين في الجلد.

وختم البروفيسور مداخلته بالتأكيد أن فيروس “كورونا” يستغل الأطفال للانتقال للبالغين بطريقة غريبة.