هذه رسالة مكتوبة بدم ودموع الفقراء

للحكومة للوزارة لأي واحد بال الكارة

بغيناكوم تحسو بينا تعرفونا بلي حنا صبارا

بالحق ملي غانثورو الثورة ديالنا حتى للمقبرة

كانت هذه الكلمات التي نطق بها مغني الراب “مسلم” عند صعوده لمنصة الختام بالمهرجان المتوسطي كفيلة بتحويل ساحة محمد السادس، وسط مدينة الحسيمة، الى شعلة ملتهبة وقودها شباب يافعين نزعوا أقمصتهم وصعدوا فوق سياج حديدي يرددون كلمات أغنية “رسالة” التي ترسم معالم الفقر والبطالة التي يعاني منها الشباب أمام حكام غاب ضميرهم بعدما أرسوا قانون الغاب، كما تقول أبيات الأغنية.

مغني الراب مسلم بعتلي منصة مهرجان الحسيمة

مسلم كان مطلب الشباب الذين حضروا للسهرة الختامية، مساء الأحد 16 غشت، حيث ظلوا يرددون اسمه أمام فقرات كل الفنانين الذين صعدوا للخشبة وفق برنامج الختام. المغنية كوثر البراني، التي ظهرت في مسابقات استوديو دوزيم لسنة 2012، كانت أكبر ضحايا إلحاح الجمهور الشاب الذي ظل يردد إسم مغني الراب بين كل فقرة من فقراتها. ورغم أن المغنية الشابة حاولت “إرشاء” الجمهور من خلال الحديث عن اعتزازها بمدينة الحسيمة وغنائها لعدد من الأغاني التراثية باللهجة الريفية إلا أن ذلك لم يشفع لها ما دفعها الى الدخول في مشادات كلامية مع الجمهور الشاب حيث توجهت لهم بالقول “أنا جالسة هنا على قلبكم”.

وكما كان متوقعا فقد خرجت الأمور عن السيطرة عندما هاج مجموعة من الشباب وتراشق بعضهم بسياج استعمل لتأمين المنصة ما دفع بعناصر الأمن الى تعزيز صفوفهم والتدخل  خاصة بعد تسلل أحد المعجبين الى المنصة وانتزاع الميكروفون من يد مسلم والبدء في ترديد مقاطع من “الرسالة” التي كانت عنوانا لحفل الاختتام بدون منازع.

يشار أن مدينة الحسيمة استضافت طيلة الأيام الثلاث الأخيرة مهرجانها المتوسطي في نسخته العاشرة. الدورة التي أسدلت الستار، مساء الأحد، عرفت تنظيم سهرات فنية وندوات فكرية ومعرضا موازيا للمنتوجات الفلاحية و الصناعة التقليدية تحت شعار “تواصل الشعوب.. حوار الحضارات”.