يَقَظَة نَحْو الوَطَن ومزيداً من المِصْدَاقِيَّة نَحْوَ المُوَاطِنين

عضو الأكاديمية الإسبانية – الأمريكية للآداب والعلوم - بوغوطا- (كولومبيا)
سبق أن نشرتُ من قبل فى عدّة منابر إعلامية، ومواقع صحافية مقالاتٍ تمّ تسليط الأضواء خلالها إبّانئذٍ على المهمّة التي يضطلع بها رجالُ الأمن فى بلادنا،حفاظاً على أمنها، ،كما تعرّضتْ هذه المقالات لبعض التصرّفات ، والتجاوزات ،والمعاملات التي يعامِل بها ( بعضُهم ) المواطنينَ ،والتي ينبغي لكبار المسؤولين على هذا القطاع الحيوي فى بلادنا الإطّلاع عليها، وإيلائها العناية ، والرّعاية ،وإلإهتمام الذي هي قمينةٌ، وجديرةٌ ،وحَرِيَّةٌ به . ونعود فى هذه العجالة لمعالجة هذا الموضوع الجادّ من زاوية أخرى، نظراً لأهميته القُصوى بالنسبة لأمن البلاد من جهة ،وصوناً وحفاظاً على سلامة ،وراحة، ورفاهية، وكرامة، ومصداقية المواطنين والمواطنات من جهة أخرى .
آراء أخرى
الأمن والأمان
غيرُ خافٍ على أحد أنّ بلادنا أصبحت تشهد بدون إنقطاع لقاءات ،ومنتديات، وندوات، وتجمّعات، ومناظرات ، ومؤتمرات دولية، وجهوية ،وإقليمية متوالية على إمتداد الحَوْل على مختلف الأصعدة السياسية، والإقتصادية، والتجارية، والإستثمارية ،والبرلمانية ،والجامعية، والثقافية ، والأدبية ، والعلمية، والإعلامية ، وفى العديد من المجالات الأخرى التي لا حصر ولا حدّ لها. ناهيك عن المهرجانات ، والتظاهرات ، والمباريات ،والمسابقات الغنائية، والموسيقية، والفنية، والسينمائية، والمسرحية ، والفكرية ،والشعرية، والسياحية، والفلكلورية ، والتراثية ، والصّوفية، والرياضية، والشبابية، وسواها من الأنشطة والملتقيات الوطنية والجهوية والدّولية العديدة الأخرى من كلّ ضَرْب، ومن كلّ نوع.
وِجْهَةٌ مأثُورة
والحالة هذه، ما بالك بهذه الأفواج الهائلة التي تتطاير، وتتقاطر، وتتسابق،وتتلاحق، وتتوافد، وتتهافت على بلادنا صيفاً ،وخريفاً، وشتاءً ،وربيعاً ..من الكتّاب والكاتبات ، والمغنييّن والمغنّيات، والمطربين والمطربات،والعازفين والعازفات ، والرّاقصين والرّاقصات، والممثّلين والممثّلات ، والمخرجين والمخرجات ، والفنّانين والفنّانات، والرسّامين والرسّامات،ومن المشاهير العالميين من الجنسين وهلمّ جرّا…بعضهم قدِم إليها بحثاً عن شمس المغرب الدافئة، ،والبعض الآخر جاء للتزلّج والتزحلق على ثلوجه النّاصعة فى آكامه العالية،وهضابه السّامقة، وقممه الشّاهقة فى أوكيمدن، وميشليفن، وتزاغارت، وجبل أزوركي، ومنطقة كتامة وسواها من منتجعات التزلّج فى بلدنا ، والبعض الآخر جاء لكرم الضيافة،وحسن الوفادة، التي يشتهر بها المغرب من أقصاه إلى أقصاه ، والبعض الآخر جاء للتسوّق، والتبضّع ، والتنزّه ،والتسرية والتسلّي… بيعا ً،وشراءً ،و تبادلاً، ومقايضة ً، والبعض الآخر قَدِم للإستمتاع بمعالمه ،ومآثره العمرانية والمعمارية التاريخية الباهرة ، والبعض الآخر جاء ليستمتع ببحاره ،وبحيراته ، وأنهاره ووديانه، وجداوله وجدائله ،وشلاّلاته، وسهوله، وسهوبه، وصحاريه وواحاته، وجباله ،ووهاده، وأخاديده، وتضاريسه، والبعض الآخر قدِم لمزاولة هواية القنص ( قنص الجوارح الكاسرة والطّائرة )، والطّرد ( مطاردة الحيوانات البريّة الضّارية)، والصّيد ( صيد الأسماك واللحوم الطريّة فى سَاحليْه الشاسعيْن المتوسّطي والأطلسي غَوْصاً ، وشباكاً، وصنانير..وو). والبعض الآخر حضر إلى بلادنا فاراًّ بجلده من لظىَ السّعير الملتهب ،وأوار الغضب الهادر المتأجّج ،والفتن التي هي أشدّ من القتل ،التي عمّت بعض البلدان التي أصبحت أعشاشاً وأوكاراً، وساحات وحلبات،ومسارحَ، ومراتعَ،ومرابع لمختلف ضروب الفنون والجنون .. وماخوراً لأصناف الطّرب، والغناء، والآهات، والتأوّهات…هناك حيث تشرق شمس الله وتسطعْ، وتجول وتصول وتطلعْ فى عنان السماء ، وقمم الجبال وآلآكام البعيدة، ثم تحطّ رحالَها أخيراً ،وتغيب فى مَهَل وسلام وراء الآفاق اللاّزوردية الشفقية القانية المُحمرّة على صفحة المحيط الأطلسي الهادر فى أقصى بلاد الله…كلّ هؤلاء وأولئك وسواهم وجدوا ضالتَهم فى ربوع هذه الأرض الفيحاء، حيث السّكينة والطمأنينة، والأمن والأمان…فالمهرجانات السينمائية والغنائية ، ودنيا الموضة والجمال، والتطرية، والدّلال، والتطرّي، كلّ ذلك أصبح الشّغل الشّاغل للعديد من الجمعيات، والبلديات، والمنتديات ، والمؤسّسات الرّسمية والخاصّة على حدّ سواء فى مختلف مدن وحواضر، وقرى، وِضيَع ْ، ومداشر، وأرباض هذا البلد الأمين. فها هي ذي طنجة تُزَاحم تطوانَ، والرّباط تُنافس سلا، والبيضاء تتبارى مع مراّكش،وفاس قبالة مكناس، والعرائش، والقصرالكبير، وأكادير، والصّويرة ، والناظور،والسّعيديّة ،والحسيمة،والشّاون، وأصيلا ، ومرتيل، ووجدة، وبركان، ووزّان، وآسفي، والجديدة، والعيون، والدّاخلة وسواها من مدن بلادنا المنتشرة والمنتثرة على خريطة ثراها الجميل ،كلّها تتصارع ،وتتنازع، وتتبارى،وتتنافس فيما بينها فى هَوَس، وفى سباقٍ ولحاقٍ محموميْن لجلْب الغواني الحِسَان، من ذوات الذّوات الفاتنة، والقوام الممشوق ، ومن هائفات الخصور ، وطويلات الأعناق والشّعور ، ومن ذوات العيون النُّجل، والحواجب المُزجّجة، والمشاعر الرقيقة، والأحاسيس المرهفة ، والحَيَوَات المُترفة ، والظفائر الغجريّة الفاحمة المجنونة المنسدلة المسافرة فى كلّ الدنيا ..! فما بالُ كلّ واحدة من هذه الحواضر، والمدن ما إنفكّت فى الآونة الأخيرة كالغَيْرَى تُنافس بعضها بعضاً ، وأحيانا تباريها، فى الحُسْن، والبهاء، والإعداد، والتزويق ،والتنميق،والتطرية والتلطّيخ ، والبهرجة ،والفُرْجة والتبرّج طوراً ، وأطواراً تباهيها .. !
الرّياح العاتية التي هبّت كأتيٍّ منهمرٍ على العديد من البلدان المجاورة لنا، والنائية عنّا، وما سبّبته تلك التوابع والزوابع، والهزّات والرَجّات من الفِتَن، والمِحَن ، والأهوال، والمشاكل والقلاقل التي أحدثت بثوراً وتجاعيد، وهوّات عميقة، وإنشقاقات سحيقة فى تضاريس الخرائط السياسية، والإجتماعية فى هذه البلدان، والتي ما فتئت تبحث فى سديم الليل البهيم ،وهزيعه المعتم حائرةً، ملتاعةً، قلقةً، هلعةً، مروّعة عن بَوْصلة الإنقاذ والخلاص ترشدها إلى السبيل السويّ ، كما أنّها ما إنفكّت تعاني إلى اليوم الدّوارَ والبوارَ، و إنعدام الأمن والإستقرار.
رِفْقاً بالمواطنين والمواطنات
من المواضيع التي أصبحت تستأثر بإهتمام المواطنين فى بلدنا فى الآونة الأخيرة هي نقاط المراقبة الأمنيّة، وصُوَى الأسلاك الشائكة المدجّجة السميكة الموضوعة على جانبي الطُرق للتحرّي ، والتمعّن ، والتفتيش، التي يقيمها رجال الأمن عند مداخل معظم المدن المغربية ومخارجها ،وهو أمر حتمي ولا ريب ربّما تكون قد فرضته الظروف الدولية، والتهديدات المتوالية التي تلوّح بها الجماعات الإرهابية المتطرفة ،والمتزمّتة من كلّ جانب التي تغبط بلادنا على نعمة الأمن التي تتميّز بها،إلاّ أنّ هذه الإجراءات التفتيشية التي أصبحت روتينية، وإعتياديّة، ويومية،آلية ومتوالية تقدّم من جهة أخرى للزوّار، والسيّاح والوافدين والأجانب ، وللمواطنين، والمواطنات كذلك صورةً غير حقيقية ، وإنطباعاً غير دقيق عن واقع السّكينة التي ينعم بها المغرب ، الكثيرون منهم يتساءلون عن أسباب ودوافع هذه الإجراءات المتشدّدة التي توحي لهؤلاء الأجانب على وجه الخصوص بوضع لا يمتّ بصلة إلى الحقيقة التي تعيشها البلاد ، التي تبدو لهم من جرّاء ذلك وكأنها تعيش حالةَ ذعر، وهلع والعياذ بالله، فضلاً على أنّ هذه الإجراءات الأمنية المتواترة، والمتواصلة تعرقل السّير، فى هذه التواريخ الصيفية التي تكون فيها الطرقات مكتظة بالمسافرين، خاصة وهي تصادف فترة عودة مواطنينا فى الخارج إلى أرض الوطن، أو رجوعهم بكثافة منها إلى بلدان إقاماتهم ، وتسبّب فى غالب الأحيان فى إقامة طوابير طويلة لمختلف وسائل النقل والمواصلات نظراً ل” تبطيئ” السّير وليس” تخفيفه” – كما يشار فى العلامات،والصوّات الموضوعة على جانبي الطريق- فيغدو المرور من ثَمَّ يتمّ بتؤدة، وتأنّ، وبطء حتى يتسنّى لرجال الأمن التحديق فى وجوه السّائقين، والركّاب نهاراً، وإيقاد المصابيح اليدوية الكشّافة ليلاً وتسليطها على هؤلاء الذين يمتطون هذه الوسائل من السيارات الخاصّة ، وطاكسيات الأجرة الكبيرة منها والصّغيرة، والدرّاجات النارية، والهوائية، والشاحنات ، وحاملات البضائع، والسّلع، والمنتوجات الصناعية والغذائية،والفلاحية وسواها ، وحافلات المسافرين الكبرى الرابطة بين المدن والحواضر المغربية ،وغالباً ما يكون نصيب هذه الأخيرة أطول وأوفر حظّاُ فى البحث والتحرّي والتنقيب، والتأخير ، هذا ناهيك عن أنّ بعض رجال الأمن يمطّطون فى بعض الأحيان فى هذه الإجراءات من إلقاء أسئلة وإستفسارات على المسافرين ، وكأنّ الأمر يتعلّق بمحضر داخل مخفر، وليس عند نقاط مراقبة إعتيادية وروتينية فى الهواء الطّلق .
أصل الحكاية
أن يقوم رجال الأمن بحفظ الأمن، وضمان سلامة المواطنين ، والحفاظ على أمن البلاد لهو أمر محمود ومطلوب ولا مناص منه، فهذا يدخل فى صميم عملهم اليومي والليلي الشّاق، ولكن أن يتخلّل هذا العمل تجاوزات، ومماطلات، وضحك على الذقون على بعض المواطنين فهو أمر آخر قد لا يستسيغه ويتقبّله الناس ، ولا العقل، ولا القانون .
أعتقد جازماً أنّه ممّا لا ريب فيه أنّ بعض الأطر الأكفاء الذين يزاولون هذه المهمّة هم مؤهّلون للإضطلاع بها على خير ما يُرام، والتي تتطلّب منهم طول البال والباع،وقسطاً وافراً من الصّبر والجَلَد ، وهم لابدّ أنّهم يتوفّرون على هذه المزايا ،والسّجايا، وعلى تجارب ميدانية فى هذا القبيل، وعلى نضجٍ وافٍ سنّا، وعملاً ، وخبرةً ، وحنكةً، وخلقاً وإحتراماً لمهنتهم فى جوٍّ ينبغي أن يسوده الإخاء والمواطنة، والإحترام والتقدير نحو المواطنين . أمّا بعض العاملين فى هذا الميدان من حديثي العهد بالتخرّج من رجال الأمن الذين تُسند إليهم أو تُناط بهم مسؤولية مزاولة هذه المهامّ العسيرة المحفوفة بغير قليل من المخاطر والصّعاب ، فلابدّ لهم قبل كلّ شئ من التمتّع بخبرة وتجربة فى هذا المضمار من مراس، ومران فى فنّ القول ،وحُسن المعاملة، ودماثة السّؤال، والتحلّي بالصبر، وخِصْلة الأناة ، وَسِعَة الصّدر،وعليه فينبغي أن يتمّ إختيارهم بعناية فائقة، وإلاّ فإليكم نموذج لما يمكن أن يحدث ،وقد حدث بالفعل خلال شهر يوليو منذ ثلاث سنوات خلتْ فى إحدى نقاط المراقبة عند أحد مداخل مدينة الحسيمة ، فقد حكى لي أحدُ الأصدقاء الثقات ممّن تولّوا مسؤوليات سامية فى الدّولة سابقاً الواقعةَ التالية: أوقف أحد رجال الأمن (ممّن يحملون شارة الشرطة على عضد ذراعه اليمنى) سيارته الخاصّة التي لم يكن موجوداً بها فى تلك الآونة بل كان يسوقها نجله حيث طلب منه الشرطي أوراق السيارة – دون إرتكاب أيّ مخالفة – وبعد أخذٍ وردٍّ، وطبخٍ ونفخ ، وبعد أن تأكّد الشرطي أنّ جميع الوثائق، متوفّرة صحيحة، ومحيّنة بإستثناء وصل الفحص التقني الذي كانت شارته ملصقة على يمين الزّجاج الأمامي للسيارة – طبقاً لما ينصّ عليه قانون السّير،إلاّ أنّ الوصل كان فى محفظة صاحب السيارة، عندئذ قال الشرطي للسّائق اليافع إنّ ورقة الفحص التقني الملصقة بالزجاج الأمامي للسيارة لا تساوي شيئاً ولا تعني شيئاً ، وبلغة إستهزائية مبطّنة بغير قليل من السخرية قال له بأسلوب تهكّمي : عليك الآن أن تترك السيارة هنا، وأن تمتطي سيارة أجرة أو حافلة وتأتينا بالورقة ، وأضاف مستهزئاً : ولكن كيف ستفعل ذلك…؟ وأنت متعوّد على ركوب مثل هذه السيارات الكبرى الفارهة… ولقد تمّ حلّ هذا الإشكال عندما تحدّث صاحب السيارة مع أحد رجال الأمن الذي تتوفّر فيه روح المسؤولية والخلق الكريم، وأكّد له أن ورقة الوصل فى جيبه،وأنّ الشارة المحيّنة الملصقة بالزجاج هي دليل وجودها فعلاً، وأكّد له أنه عندما سيمرّ على نقطة المراقبة هذه سيُطلعُه عليها بكلّ سرور،وهذا ما تم ّ بالفعل حيث حُسِم هذا الأمر بطريقة ودية فى سلام .
الذي يعنينا فى المقام الأوّل هو مقدار المعاناة التي يعانيها بعض المواطنين الآخرين فى حالات مشابهة للحالة الآنفة الذكر، كيف يمكن أن تنعدم الثقة لدى بعض رجال الأمن لهذه الدرجة، إذا كان المواطن فعلاً قد نسي ورقة أو وثيقة فى محفظته أو فى منزله الذي لا يبعد عن مكان الرقابة سوى بضع أمتار، فليسجّلوا رقم لوحة السيارة وليخلوا سبيله ليأتي بهذه الورقة ، أمّا الذي يحدث مع الأسف فهو العكس إذ ينبغي عليه ترك السيارة رهينة، وحجز رُخصة السياقة، وعلى المواطن أن يبحث عن وسيلة للتنقل لإستقدام هذه الوثيقة أو سواها أيّان كان يقطن .
لابدّ أنّ كبار المسؤولين من رجال الأمن فى بلادنا الذين يضعون ثقتهم فى أفراد الشرطة لأداء مهمتهم بنزاهة ومسؤولية، ومعاملة المواطنين بلطف، وأدب، وإحترام ،وليس السّخرية منهم والتهكّم عليهم ، يعلو محيّاهم – عند قراءتهم لمثل هذه الواقعة أو سواها- العُجْب والإنبهار من هذا التصرّف غير اللائق ، وهم لابدّ أنّهم مؤمنون ومقتنعون بدون أدنى شكّ أنّ رجل الشرطة – الذي هو مجنّد لخدمة الوطن والمواطنين – ينبغي عليه ان يتحلّى بالصّفات الحميدة ليشيع الإحترامَ والثقة َ بينهم، وليحظى بالتالي هو الآخر بإحترامهم،وتقديرهم، وتعاطفهم ، وليس العكس نظراً للمهمّة الشاقّة والعسيرة المنوطة بهم .
شُرْطَةُ الشُّرْطَة..
ونظراً لمثل هذه التجاوزات التي قد تحدث هنا، وهناك ، وهنالك بين الفينة والأخرى، وللحدّ منها كان المواطنون والواطنات قد إستبشروا عند إحداث منذ بضع سنوات قليلة فى بلادنا شرطة مختصّة تُعرف ب”شرطة الشرطة” تراقب بشكل خاص عناصر الشرطة العاملة على الطرقات ، بترصّد أخطائها ، والتصدّي لكلّ أنواع هذه التجاوزات من أيّ نوع ، وتقوم هذه الفرقة وهي – على شاكلة شرطة الشرطة التي توجد فى مختلف المدن الأوربية ، وسواها من مدن العالم – بدوريات متوالية،وجولات مباغتة ومفاجئة على مجموع التراب الوطني، دون إشعار للشرطة التي تكون تزاول مهامها على الميدان، أو عند نقاط المراقبة الطرقية عند مداخل المدن ومخارجها، وتوفر الأدلة الدامغة لمعاقبة المخالفين بإلتقاط صور لهم في حالة تلبّس أو غير ذلك. ويستفاد أنّ ” شرطة الشرطة” المغربية منذ إنشائها أنجزت خلال السنوات الأخيرة العديد من التقارير والمحاضر فى هذا القبيل ،ممّا ذهبنا إليه فى هذا القبيل، بالإضافة إلى جمعها للإثباتات الكافية، وضعت أمام أنظار كبار المسؤولين الأمنيين فى البلاد للبتّ فيها . وتتنوّع أو تتراوح أشكال العقوبات التي قد تلحق ببعض هؤلاء الذين إرتكبوا بعض التجاوزات بين التوبيخ، والزّجر، والتنقيل، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الفصل، وقد لقيت هذه العملية،التي تدخل في إطار محاربة الفساد، والقضاء على الرشوة، وتوخّي النزاهة ،والمصداقية ، وحسن المعاملة إستحساناً وترحاباً واسعين في أوساط المواطنين . ونختم هذه العجالة ولسان حالنا يقول .. مزيداً من اليقظة نحو الوطن..ومزيداً من المصداقية نحو المواطنين .