بعد إحرازه على لقب البطولة في السنة الماضية ، و لأول مرة في مسيرته الرياضية ، استهل فارس البوغاز منافساته الكروية الحالية بأداء فني، أقل ما يقال عنه بأنه مخيب لآمال جماهيره العريضة داخل و خارج أرض الوطن.

ولعل النقط الثلاث التي حصل عليها في ثلاث مقابلات، والارتباك والتسرع وعدم التحكم بزمام هذه اللقاءات، يفضي بنا إلى أن نعبر عن تخوفاتنا من مآل هذا النادي الذي نحبه إلى درجة كبيرة، بل إن تراجع عدد المساندين للاتحاد داخل ملعب ابن بطوطة دليل آخر على أنهم على  وعي واضح من مستواه الهزيل، وكان يفترض أن يلعب الأدوار الطلائعية ويستميت من أجل الدفاع عن اللقب، ويستعد لمواجهة الفرق الوطنية والإفريقية الكبرى في قادم المناسبات.

فماذا حدث كي يتحول فريق بطل من وضع رياضي متميز إلى وضع بالغ السوء ؟ أين الخلل ؟

في غالب الظن ستتجه الانتقادات إلى الطاقم التقني، كما تعودنا على ذلك في الساحة الرياضية المغربية، وقد يقصف المدرب السيد إدريس المرابط وينعت بالعجز التكتيكي، والاستعداد لإزاحته من مهامه، والمناداة على مدرب ” عبقري ” آخر لتحقيق المعجزات!

والحقيقة التي لا مجال للشك فيها أن مسؤولية هذه النتائج السلبية تعود بالدرجة الأولى إلى المكتب المسير للفريق، وعلى رأسه السيد عبد الحميد أبرشان، لقد عبر هذا المكتب ” المسير ” ومنذ مدة عن فشله في التدبير العقلاني والتعاطي الناضج  مع مستجدات نادي أرقى مدينة في المغرب!

أليس هذا المكتب الهاوي هو الذي أزاح الإطار الوطني المقتدر أمين بنهاشم عن الإدارة التقنية وهو الذي كان عاملا أساسيا في التحاقه بقسم الصفوة؟ وأبعد الإطار الجزائري الكفء السيد عبد الحق بنشيخة عن نفس الوظيفة وفي مرحلة زمنية بالغة الحساسية؟ أليس هذا المكتب هو الذي أغرق النادي في كم هائل من الانتدابات الجنونية وغير المدروسة…؟

في اعتقاد صاحب هذه السطور، حتى لو تمت المناداة على أفضل مدرب في الكون لن يتحقق أي تقدم إيجابي، وتوجه نحو النتائج المرضية إلا عبر مكتب إداري مسؤول يدرك أنه يقود فريق وراءه جماهير غفيرة مستعدة للتضحية من أجله، والوقوف إلى جانبه في السراء و الضراء.

إن الاتحاد الرياضي لطنجة لا يمكن أن تدبر أموره بغباء و استهتار، هل من العقل و المنطق أن نستقدم ثلاثة عشر لاعبا جديدا ونحن أحرزنا على لقب البطولة !؟ هل كان ضروريا أن ” يهرب ” فارس البوغاز  ليعسكر في  تركيا دون فائدة تذكر ؟ ألم يكن من الأجدى أن يظل في المدن المغربية المليئة بالفضاءات الرياضية الملائمة، و أن ينظم دوريا جادا نواجه فيه فرق وطنية و أجنبية محترمة ، استعدادا للاستحقاقات المنتظرة ؟