تحت تصفيقات ودعم من الاستقلاليين، استحضر حميد شباط، الأمين العام لحزب “الاستقلال”، في كلمة له في ذكرى أربعينية رحيل الزعيم الاستقلالي امحمد بوستة، أحداثا تاريخية معينة في تاريخ الفقيد امحمد بوستة، منها مواقفه الرافضة لما أسماه بـ”الانتخابات المخدومة”، ورفضه المشاركة في حكومة التناوب سنة 1993.

وأضاف شباط في كلمته بالقول “عندما نقف ونستحضر مناقب بوستة لا نتحدث عن شخص ولا عن حزب ولا عن توجه إيديولوجي بل عن جيل وتاريخ وأحداث، لأن امحمد من الرجال الذين سايروا مرحلة معينة وشاهدا على عصر المقاومة”.

لم يفوت زعيم حزب “الاستقلال”، الفرصة لتمرير رسائل سياسية، منها ما جاء في كلامه: “عندما كانت الجرائد تتعرض للمحاكمات، ومنها (العلم) كان بوستة مساندا لها في مختلف المحن”، مضيفا “بوستة رجل توافقات ومرن، لكنه في نفس الوقت كان صارما خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمبادئ التي تتعلق بأنصاف الحلول ولم يكن من المنتصرين للقطيعة سواء مع الدولة أو مع الأطراف السياسية”.

وأوضح شباط “أنه من سمات الفقيد الثبات على المبادئ وعلى مواقف الحزب، فقد كان ملتزما بقضايا الشعب، وكان في صف علال الفاسي عند الانسحاب من حكومة الستينات، ورفضه للحزب الأغلبي”، مشيرا إلى أن بوستة “كان من أشد المقربين إلى زعيم التحرير علال الفاسي، ومساندا لمواقفه الوطنية فِي السيادة على مختلف الأراضي الترابية وعلى سيادة الشعب في المؤسسات الديمقراطية”.

إلى ذلك، استحضر شباط مواقف بوستة مما كان يجري في الانتخابات في ظروف سياسية معينة، خصوصا وصفه لها بـ”الانتخابات المخدومة”، “إنها مدرسة بوستة” يضيف شباط.

وقال الأمين العام لحزب “الاستقلال”، إن “بوستة مدرسة قائمة الذات، رجل جمع كثيرا مما تفرق في غيره، رجل القانون والسياسية، محب الفلسفة وهو المحامي والنقيب الذي كانت مرافعته في قضايا الرأي والحريّة في تاريخ المحاكمات السياسة، كان حريصا على حرية التعبير ليس بصفته الحزبية فقط”.

وفِي ختام كلمته، استشهد شباط بأبيات شعرية لمؤسس حزب “الاستقلال”، علال الفاسي، وذلك في رسالة سياسية إلى خصومه داخل الحزب وخارجه، التي جاء فيها:

بني وطني ماذا دهاكم فصرتم
                  إلى فرقة مبغوضة وتطاحن
أعيدوا لهذا الشعب ماضي مجده
                 وكونوا لنصر الحق خير مثابن
ولا تدعوا الأعداء تعبث بيننا
                 وتخلق فينا موجبات التباين
فمغربنا في حاجة لاتحادنا
                لنكسب حقا ضائعا في التشاجن
ألسنا بني الإسلام والوطن الذي
                توحد بالإسلام بين الأماكن؟