انتهت قمة الجيش الملكي والرجاء الرياضي نهاية حزينة، بعد اندلاع أحداث شغب مؤسفة في محيط ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، أسفرت عن عشرات الجرحى والموقوفين بينهم قاصرون، بسبب اندلاع اشتباكات وتبادل التراشق بالحجارة بين جمهوري الرجاء الرياضي والفريق العسكري مباشرة بعد إسدال الستار على المواجهة بفوز الجيش الملكي بهدف دون رد.

ابن سينا يستقبل الجرحى

استقبل المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، عشرات الجرحى من صفوف الجمهور، حالاتهم متفاوتة الخطورة، بعدما اندلعت أعمال شغب وتخريب وتراشق بالحجارة بين الجمهورين، تسببت في تكسير زجاج عدة سيارات واعتقال عشرات المشتبه في تورطهم في الأحداث بينهم قاصرون.

وتوجهت أصابع الاتهام إلى السلطات الأمنية والمنظمين، بسبب خرقهم لنظام يجري عادة في لقاءات البطولة المغربية، بمنع الجمهور الضيف من الخروج من الملعب إلا بعد مرور ساعتين على نهاية المباراة، وتفريق جمهور الفريق المضيف، غير أنه في قمة الجيش والرجاء تم إخراج جمهوري الفريقين معا في توقيت واحد، الأمر الذي تسبب في اصطدام جمهوري الفريقين ونشوب مناوشات تطورت إلى عراك واشتباكات عنيفة.

بالمقابل نفى مصدر أمني رفيع المستوى في حديثه لموقع “لكم” ما تم تداوله في هذا الخصوص، وأكد بأن الأمن أغلق أبواب مدرج جمهور الرجاء، غير أن الأخير اقتحم البوابة وهاجم الحاجز الأمني وخرج بالقوة، الأمر الذي أدى إلى وقوع تصادم بين الجمهور.

التيمومي في العالي

بين المصابين وضحايا “الكلاسيكو” زميل مصور صحافي ليومية مغربية، أصيب خلال احتفالات جمهور الجيش بهدف الفوز، بعدما تلقى “شمرخا” طائشا على رأسه تسبب في جرحه، حينما كان يهم بتصوير احتفالات جمهور الجيش عبر عشرات الشماريخ النارية التي غطى دخانها أرجاء الملعب.

وأهدت جماهير الجيش الملكي، “تيفو” عملاق لأسطورة الجيش الملكي سابقا والكرة المغربية محمد تيمومي الذي يمر بفترة حرجة بإحدى مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، بعد خضوعه لجراحة على ركبته، تسببت في نزيف حاد، دخل على إثره غيبوبة لما يقارب الأسبوعين، قبل أن يصحو منها، غير أن حالته لم تستقر بعد، إذ كتبت الجماهير العسكرية على “التيفو” العملاق محمد التيمومي 10 الجوهرة السوداء”، مع صورة للاعب الذي حصل على الكرة الذهبية الأفريقية وهو يحمل قميص الجيش الملكي بعد قيادته فريقه للفوز بدوري أبطال أفريقيا في العام 1989 كأول نادي مغربي يحرز لقبا قاريا كما قاد المنتخب المغربي للدور الثاني من مونديال ميكسيكو 1986 كأول منتخب عربي أفريقي يصل لهذا الدور من كأس العالم.

السلامي يشتكي

اشتكى جمال السلامي، مدرب الرجاء، من تراكم المباريات وعياء اللاعبين وتوالي الإصابات في صفوف الفريق الذي ينافس على ثلاث واجهات محلية وقارية وعربية، وقال في الندوة الصحفية التي تلت المواجهة أن مباراة الجيش ضمن البطولة جاءت في ظرفية صعبة، وفي غمرة استعدادات النسور الخضر لذهاب نصف نهائي البطولة العربية أمام الإسماعيلي المصري.

وقال السلامي: ” كان صعبا علينا جدا أن نتأقلم مع هذا الوضع ، خاصة مع تراكم الاصابات وعياء ظهر على اللاعبين، نعتبر أن نصف نهائي البطولة العربية، أولوية حاليا ففضلنا إراحة مجموعة من اللاعبين تحسبا لهذه المباراة المهمة وأعطينا فرصة لعدد من لاعبي فئة شباب النادي”.

وأشاد السلامي، الذي توج كمدرب رفقة المنتخب المغربي بآخر نسخة من بطولة أفريقيا للمحليين، بلاعبيه الشباب الذين أقحمهم في هذه المباراة الصعبة، واعتبر أن الهزيمة لن تخفي العرض الجيد الذي قدموه رغم قلة التجربة.

وزاد: “مباراة الجيش كانت بمثابة فرصة للاعبين الشباب لكسب تجربة مهمة بالمشاركة في مباراة من هذا الحجم، والتي كنا قريبين من الخروج منها بتعادل على الأقل، لأننا ضيعنا فرص وسجل علينا هدف كان كافيا لحسم النتيجة ضدنا”.

وتمنى السلامي أن يكون فريقه جاهزا يوم الأحد سيما مع أن لاعبان جديدان انضافا لقائمة المصابين ويتعلق الأمر بكل من محمد الدويك وأنس جبرون، رافضا في الوقت ذاته التفريط في لقب البطولة المغربية، إذ قال أنه اضطر للعب بالشبان لان مباراة الإسماعيلي تبدو أهم في الظرفية الحالية، حيث لعب فقط بأربع لاعبين أساسيين في مباراة الجيش وهم عبد الرحيم الشاكير، الذي يمكنه شغل أكثر من مركز، ومحمد الدويك، ونغوما ورحيمي، مذكرا أن الموسم الماضي كان يحتل الرجاء الرياضي الترتيب ذاته بالبطولة في فبراير من العام الماضي.

وأضاف “عانينا هذا الأسبوع من تداخل المنافسات بين محلية وعربية وأفريقية، وقررنا التركيز على الأهم فالأقل أهمية، لان مباراة نصف نهائي البطولة العربية، أهم من مباراة في البطولة تساوي ثلاثة نقاط، وأنا من اختار وأتحمل مسؤولية اختياراتي”..

طاليب منشرح

من جانبه بدا عبد الرحيم طاليب مدرب الجيش الملكي منشرحا، بعد تحقيقه للفوز على خصم ثقيل بحجم الرجاء الرياضي، وقال في الندوة الصحفية إنه لم يكن أمامه غير الفوز في حضور جمهور كبير خلق الاحتفالية بالملعب، وساند فريقه المكون من لاعبين شباب قادمين من دوري الهواة ودوري الدرجة الثانية ، مضيفا أن بلوغه لرصيد 25 نقطة مع انتهاء مرحلة الذهاب، فاق كل توقعاته وأهدافه التي سطرها مع إدارة الفريق.

واعتبر طاليب أن الأهم ثلاثة نقاط هي الدفعة المعنوية والشحنة للزيادة في الثقة بالنفس لدى لاعبيه، الذين يعانون نوعا من “الرهاب” كلما لعبوا في ملعب الفريق بالرباط في حضور جمهور حماسي وعريض لم يعتادوا عليه، موضحا: “اللاعبون قادمون من أندية صغيرة في الدرجة الثانية، ولم يعتادوا مقارعة كبار الأندية المغربية، كما لم يعتادوا ايضا على ان يطالبهم الجمهور بإعادة أمجاد فريق الجيش الذي سيطر في مراحل سابقة على الكرة المغربية”.

وأوضح المدرب السابق للدفاع الجديدي ونهضة بركان وإتحاد طنجة، أن فريقه فاز في مباريات صعبة خارج ميدانه على أولمبيك خريبكة وعلى الفتح ونهضة الزمامرة ومولودية وجدة، مضيفا أن اللاعبين في المقابل يشعرون بالضغط في ملعبهم، ومتمنيا أيضا أن يساهم الفوز على الرجاء في تخلصهم من هذا العائق.