انهمرت الدموع قبل الكلمات عندما جلست رجاء حمداوي لتحكي رحلتها الطويلة والمؤلمة من أجل إثبات نسب ابنتها من والدها البيولوجي الايطالي “جورجيو فابريزيو” الذي تنكر لعشرة طويلة وابنة جاءت ثمرة لهذه العشرة، كما تحكي رجاء.

أمام تنكر الأب اضطرت الأم إلى رفع دعوى قضائية أمام المحاكم الايطالية المختصة  من أجل إثبات النسب. كثرة مصاريف التنقل وتكاليف مكتب المحاماة الايطالي وغيرهما دفع رجاء إلى بيع أجهزة محل التجميل حتى تتغلب على تكاليف الذهاب و الإياب من و إلى الديار الايطالية.

لم تمشي سفن القضاء الايطالي بما تشتهيه رياح الأم المغربية فقد جاء الحكم لصالح “فابريزيو” محطما لأمال أم تبحث عن الاعتراف القانوني لابنتها.

ناضلت رجاء من أجل إجراء الخبرة الجينية بوصفها الدليل الدامغ والحجة المادية لإنهاء هذا السفر الطويل والتيه وسط ردهات المحاكم غير أن الترسانة القانونية بروما لا ترغم الآباء المفترضين بإجراء اختبار طبي من هذا النوع.

طرقت رجاء حمداوي باب أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج و شؤون الهجرة، طلبا للعون. راسل عبد الفتاح صاحبي، كاتب عام الوزارة، القنصل العام للمملكة بايطاليا من أجل مساعدة الأم في مسطرة الطعن بالاستئناف في الحكم الابتدائي ودعمها من أجل أن تتابع قضيتها من طرف مكتب محاماة آخر غير مكتب المحامية “آنا باروني”، مع إخبار القنصل العام بأن الوزارة ستتكلف بأتعاب مكتب المحاماة الجديد. بقيت رسالة الوزارة ورقة في حقيبة رجاء حمداوي و غابت مواكبة القنصلية المغربية ومال وزارة الجالية.

رجاء حمداوي تستعد للاعتصام أمام السفارة الايطالية بالرباط عل وقوفها هناك يكون فاتحة جديدة لملف أم تبحث لابنتها، ذات السبع سنوات، عن الإنصاف.