تحتفل نساء العالم، كل سنة باليوم العالمي للمرأة، والذي خصص يوم 8 مارس كتاريخ له، نساء منهن من يعتبرن هذا اليوم يوما للاحتفال بالمرأة وتضحياتها، ومنهن من يرفض تخصيص يوم واحد للاحتفال بالمرأة، على اعتبار منهن، أن الاحتفال بالمرأة يجب أن يكون كل يوم من السنة، وأن قيمتها لا تختزل في يوم واحد، لتعدد الآراء و تختلف وجهات النظر.

موقع “لكم”، استقى آراء نساء، يعملن في مختلف المجالات، لتكون أجوبتهن حول حقوق المرأة في المغرب كالتالي

الرياضي: يوم 8 مارس هو يوم للتعبير عن الغضب و هناك تواطئ بين رجعية المخزن ورجعية الإسلاميين

كشفت الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي لموقع “لكم”، إن 8 مارس هو يوم للنضال والاحتجاج والتعبير على الغضب والأمل في مستقبل افضل للنساء، ويوم للتعبير عن الاستمرار في النضال من أجل المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة ويوم للتذكير بتضحيات النساء عبر التاريخ من أجل الكرامة الإنسانية والمساواة بين الجميع.

وأكدت الرياضي إن، في المغرب هناك تواطئ بين المخزن ورجعية الإسلاميين، ويوظف أحدهم عن الآخر ويعتمدون عن بعضهم البعض، لتمرير سياسات رجعية ضد المرأة وضد الرجل وضد الشعب المغربي على حد قولها.

واعتبرت الرياضي، أن كل التيارات الدينية التي تستغل الدين في السياسة هي تعادي حقوق المرأة ولا تعترف بالمساواة بين النساء والرجال.

وعن تقييمها للنضال النسائي في المغرب، قالت الرياضي، أن هناك تقدم ملحوظ، لم يعد مقتصرا على نخبة نسائية معينة رغم استمرار هذه النخبة في آداء دورها الذي اعتبره الرياضي “جيدا وفعال”.

سيطاييل: 8 مارس لا يعني لي شيئا وعلى الحكومة مناقشة المشاكل التي تعيشها المرأة المغربيةمن جهتها عبرت الإعلامية سميرة سيطاييل، في اتصال هاتفي مع موقع “لكم”، عن أمنيتها في أن تناقش الحكومة المشاكل التي تعيشها المرأة المغربية، مشددة إن المرأة “مربية الأجيال”، وأن الاحتفال بها يجب أن يكون طيلة السنة ولا يخصص في يوم واحد.

واعتبرت سيطاييل أن هناك تراجع ملموس في بعض الحقوق التي تهم المرأة، مشيرة لمشروعي قانونين العنف ضد النساء وتشغيل الخادمات.

وشددت سيطاييل أن نسبة 35 في المائة من النساء يشتغلن، كربات بيوت مما يبرز الدور الذي تلعبه المرأة وسط المجتمع، مركزة على ضرورة التفاؤل مستقبلا، وضرورة محاربة كل ما من شأنه التقليل من قيمة المرأة.

البوحسيني: الحكومة عادت إلى مقاربة إحسانية للنساء وليست مقاربة حقوقية

وفي نفس السياق، أكدت الناشطة النسائية، لطيفة البوحسيني خلال تعقيبها، عن يوم 8 مارس، أن الحكومة أصبحت تنهج مقاربة إحسانية تعتبر النساء مستفيدات وليست مقاربة حقوقية تعتبر النساء فاعلات حقوقيات، مشددة أن يوم 8 مارس ليس يوما للاحتفال بقدر ما هو يوم لوضع النقط على الحروف على حد قولها، ولتدارس الآفاق المستقبلية ورصد الأشياء التي لم يتم تحقيقها في هذا المجال.

وأكدت البوحسيني في اتصال هاتفي مع موقع “لكم”، أن خطاب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، قائم على ترسيخ الصور النمطية الحاطة بكرامة المرأة، مشددة أن هناك تراجع على مستوى جيل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

واعتبرت البوحسيني أن النضال النسائي، هو مسار لثلاثين من النضال، عرفت لحظات قوية، استطاعت من خلاله الجمعيات النسائية على حد تعبيرها أن تشكل فاعلا مدنيا متميزا، واستطاعت أن تفرض قضية المرأة لتصبح رهانا أساسيا لدى مختلف الفاعلين.

ميلودة حازب: الحزب المحافظ أساء لصورة المرأة في المغرب

من جهتها أكدت ميلودة حازب، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، أن ” يوم 8 مارس يعتبر محطة نقف عندها لاستحضار النضال الذي تخوضه المرأة، من أجل انتزاع الاعتراف بأدوارها في مختلف المجالات، وفرصة للوقوف على ما تحقق وما لم يتحقق خلال الولاية الحكومية”. وأضافت حازب، في اتصال خصت به موقع لكم “خلال العشرينية الأخيرة، حققت المرأة فقزة نوعية على مستوى التشريعي، وهو ما توجه دستور متقدم، أعطى للمرأة المغربية صلاحيات كبيرة، خاصة على مستوى مقاربة النوع”. وكشفت عضو المكتب السياسي لحزب ”البام”، أن ” قناعات حزب العدالة والتنمية لا تخدم القضية الوطنية (قضية المرأة) ، معتبرة “أن وجود البيجيدي في الحكومة سبب في تراجع التأخر الذي تعرفه مختلف التشريعات والقوانين التي تهم المرأة

“.وأشارت ذات المتحدثة إلى أن ” الحزب المحافظ كان له انعكاس سلبي على القضية الوطنية، خصوصا بعد تضمين تصريحات لأعضاء هذا الحزب تسيء لصورة المرأة المغربية”.

حليمة العسالي: المرأة القروية تعيش وضعا مأساويا

وفي ذات السياق، طالبت حليمة عسالي القيادية في حزب الحركة الشعبية، الحكومة للالتفاف إلى قضية المرأة القروية، التي تعيش أوضاعا مزرية وهشة”. وأضافت العسالي في تصريح لموقع لكم، أن ” 8 مارس مناسبة لاستحضار ما تحقق في مسار الدفاع عن حقوق المرأة المغربية عامة، والقروية خاصة”، مشيرة إلى أن “الحكومة تعمل جاهدة على ضمان حقوق المرأة ، خاصة بعد تنزيل دستور متقدم”. وقالت العسالي في ذات التصريح ” أنا أنتمي إلى العالم القروي، وأعرف نساء لا يستفدن من التغطية الصحية، ولا يلجن إلى المراكز الاجتماعية، ويعشن هشاشة على كافة المستويات

فاطنة أفيد: هناك تراجعات خطيرة على مستوى حقوق النساء رغم الدستور الذي يؤكد على الحقوق والحرياتوفي نفس الصدد، أشارت النقابية والمنسقة الدينامية النسائية للمنتدى الاجتماعي المغربي، فاطنة أفيد، إن يوم 08 مارس هو استحضار لعدة تراجعات خطيرة على مستوى حقوق النساء في الوقت الذي جاء فيه دستور جديد يؤكد على الحقوق والحريات، واعتبرت فاطنة أفيد في حديثها لموقع “لكم”  أن وضعية المرأة المغربية تزداد نكوصا على مستوى التشغيل والولوج إلى الصحة والتعليم، كذلك العنف الممارس ضدها وتزويج القاصرات، وتم إغلاق مجموعة من الأوراش كانت مفتوحة منذ سنوات.

وفي ردهاعلى سؤال هل حكومة الإسلاميين تشكل خطر على حقوق المرأة في المغرب، قالت أن ذلك يتضح جليا من خلال جميع تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، معتبرة إياها تصريحات لا تمر دون أن يُعبر فيها عن فكر  وصفته بـ” “الرجعي” و “الذكوري”.

وأضافت  دائما تعامل ” بنكيران” مع النساء على المستوى اللغوي باحتقار دائم، تارة يعتبرهم ” تريات ” وعندما أقدموا على الإضراب وصفهم بـ” مشاو غير كيصبنوا في ديورهم “، وزادت في حديثها حول الحكومة “بالنسبة لي الحكومة يجب أن تكون حكومة جميع المغاربة ولكل المطالب” .

وفي تقييم لفاطنة أفيد للنضال النسائي المغربي، قالت أن النساء يُناضلون بدون إمكانيات، معتبرة أن الجمعيات النسائية ليس لديها أي مقرات ولا دعم، ووصفت ذلك بـ “كفاح 1940″ و بلا شيء،”  مؤكدة أن النساء المناضلات “يقضون أوقات طويلة في تكوين العاملات والتنظيم في الجمعيات، إضافة لخلق إمكانيات التشغيل الفردي للنساء المعطلات والنساء الذين يشتغلون في الاقتصاد التضامني والتعاونيات المجودة والنساء ضحايا العنف اللواتي يبيتون في العراء مع العمل على إيجاد لهم مأوى”.

نزهة الصقلي: نسبة وصول النساء إلى مناصب الرئاسة “محبطة”

وفي الختام، اشارت النائبة البرلمانية، عن حزب التقدم والاشتراكية، نزهة الصقلي ، أن اليوم العالمي للمرأة  هو تكريم للمرأة المغربية المناضلة وبداية الاحتفال بهذه المناسبة تبقى مهمة للوقوف على الانجازات النسائية ومناسبة مواتية لقياس حجم المجهودات التي بدلتها المراة المغربية المناضلة في التأكيد على مطالبها المشروعة.

وأكدت الصقلي، في تصريح خصت به موقع “لكم”، أن حكومة عبد الإله بنكيران لم تفعل الكثير، مشددة على أن نسبة وصول النساء إلى مناصب الرئاسة “محبطة” ولا تتعدى 1 في المائة.

وأردفت المتحدثة ، أنه بالنسبة لدستور 2011 ،فقد فتح تحقيق المناصفة والمساواة الفعلية بين الجنسين ، علاوة على حظر العنف ومناهضة كل أشكال التمييز ضد المراة مشددة أن هذه الحكومة لم تعرف تقدما واضحا على حد تعبيرها.