ليس هناك أحد من أفراد عائلتها، لم يصف الراحلة زهرة الفاسي الفهري، بالمرأة الصامدة، التي تكبدت عناء تربية 5 أطفال، بعد وفاة رفيق دربها، الزعيم الاستقلالي علال الفاسي يوم 19 ماي 1974.

ازدادت الراحلة زهرة الفاسي بالعاصمة العلمية، فاس، وتزوجت بالراحل علال الفاسي وهو يبلغ من العمر 20 سنة، وأنجبت معه 5 أطفال، 3 بنات وولدين.

وشهد حدث تاريخي على صمود الراحلة زهرة الفاسي، يوم نفي زوجها الراحل علال الفاسي، سنة 1936 إلى الغابون، وترك ابنته البكر ليلى قيد الولادة.

بعدها، كان الراحل علال الفاسي قد راسل زوجته آنذاك من منفاه، باعثا لها رسالها فحواها أنها حرة، ويمكن أن تبني حياتها من جديد، نظرا لكونه لم يكن يعرف الفترة التي سيقضيها بالمنفى، إلا أن الراحلة رفضت مقترح زوجها، و صمدت إلى أن عاد علال الفاسي  ليجد ابنته البكر ليلى بلغت العشر سنوات.

وقال الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالشؤؤن العامة والحكامة، محمد الوفا باعتباره زوج إحدى بنات الراحلة، أن الفقيدة، رغم مشاركتها في تظاهرات، وخاصة المؤتمرات، إلا أنها كانت تفضل الاعتناء ببيتها وأبناءها الخمسة.

وشدد الوفا في اتصال هاتفي مع موقع “لكم”، على ان الراحلة زهرة الفاسي سهرت على تربية أبنائها وتدريسهم، إذ إن ابنتها البكر ليلى، خريجة كلية الآداب في الرباط، وابنتها أم البنين زوجة عباس الفاسي ، خريجة كلية آداب انجليزي، وابنتها عواطف زوجة الوزير محمد الوفا، خريجة كلية الحقوق، علوم سياسية.

أما في ما يخص أبناءها، فعبد الواحد الفاسي، طبيب، شغل منصب وزير الصحة سابقا، وابنها هاني المزداد في القاهرة، محامي، سبق ان كان عضوا في المجلس الدستوري.

وتجدر الإشارة أن الراحلة زهرة الفاسي، قد وافتها المنية صباح اليوم الخميس 24 مارس الجاري، عن سن يناهز 98 سنة.

ومن المنتظر أن يوارى جثمان الراحلة الثرى، بعد صلاة العصر، في الرباط.