عبر نشطاء  “فاسيبوكيون” عن غضبهم الشديد، مما أسموه “تغاضي وبرودة دم” رئيس الحكومة، عبد الإله  بنكيران في تعامله مع قضية “شهيد الحكرة”. ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه المغاربة، أن يتوجه بنكيران إلى بيت أسرة الشهيد لمؤازتهم من الناحية الإنسانية، تفاجأوا حسب تعبير العديد منهم من مكوثه في الرباط لاستكمال مشاوراته الحكومية.

وبعد أن تداعى عدة نشطاء على “الفيسبوك” إلى الخروج مساء الأحد في تظاهرات احتجاجية ضد “الحكرة”، خرج بنكيران بعد طول صمته ببلاغ لأتباعه ومتعاطفيه يدعوهم من خلاله إلى عدم النزول إلى الشارع للاحتجاج ضد “الحكرة”، مما أجج غضب العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

 بنكيران تنكر لصوت الشعب

وقال الصحفي المغربي، اسماعيل عزام، “كنت أنتظر من رئيس الحكومة أن يركب طيارته ويصل إلى الحسيمة لتقديم التعازي لأسرة محسن فكري.. فإذا به يصدر بلاغا رديئا يدعو أتباعه، بشكل مستفز لمشاعر المغاربة، بعدم الخروج، ويبقى بعدها في الرباط كي يتابع مفاوضات تشكيل حكومته.. تلك الحكومة لا تحكم إلّا في هوامش السلطة”.

وتابع عزام في تدوينته على “الفيسبوك”، “بنكيران وفي انبطاحه المستمر للسلطة، لا يهمه أن يتنكر لصوت الشعب، سبق أن تنكر لهذا الصوت عام 2011 حتى وهو يعترف بأنه لم يكن ليصل إلى منصبه لولا حراك 20 فبراير، وتنكر له عام 2013 عندما انتهى تحقيق تعنيف المتظاهرين على العفو عن دانيال دون نتيجة، وها هو اليوم يتنكر لألم شعب ملّ عمليات طحنه المستمرة.

وأضاف الصحفي المغربي مخاطبا رئيس الحكومة “لو تعاملت يا بنكيران مع محسن فكري كما تعاملت مع طالب في الفصيل الجامعي المقرّب من حزبك عندما قُتل داخل الجامعة، وتركت انشغالات حكومة الكرتون وتذهب كي تشارك عائلة تاجر السمك المحكور القليل من ألمها.. أن تذرف مع الأب المكلوم القليل من دمعك الذي انهمر من عيونك في مواسم “تسوّل” الأصوات الانتخابية.. أن تُقبّل رأس والدته وتقول لها افتخري لأنك صرتِ أمًا اليوم لآلاف من المغاربة ممّن بحتْ أصواتهم طلبًا لإنصاف ابنك.. لو.. لو.. لكنتُ احترمتك. لكنك فضلت أن تقف اليوم إلى جهة من طحنونا منذ عقود.. فتذكر أن مطحنتهم ستشملك ذات يوم”، يضيف عزام.

 بنكيران خرج بوجه بئيس

من جانبه كتب الصحفي المغربي أنس عياش: “بنكيران رئيس الحكومة كان يجب أن يطير قبل وزير الداخلية أمس إلى الحسيمة، ليقدم العزاء ويقف على التحقيق في القضية، مضيفا “لكن ﻷنه يحسب نفسه موظفا كالعادة فهو ينتظر التعليمات، التي تلقاها وزير الداخلية، ليضيف ليته فقط سكت، لكنه فضل الخروج بوجه بئيس ليوجه مناضلي حزبه بعدم الخروج للتظاهر. وتابع عياش “سيذكر لك التاريخ هذا الخزي يا موظفا لدى جلالة الملك”.

 أين هي دموع رئيس الحكومة؟

وفي ذات الصدد، تساءلت المدونة مايسة سلامة الناجي، في تدوينة لها عن دموع رئيس الحكومة قائلة: “فين الدميعات أ رئيس الحكومة؟”، لتضيف في تدوينة أخرى “في وقت كنا ننتظر تضامن بنكيران ووليداتو الذين هلكوا مسامعنا بشعارات محاربة الاستبداد.. خرج ببلاغ يأمر أتباعه بعدم المشاركة في المسيرات التي قررها المغاربة بعفوية احتجاجا على تجبر أصحاب السلطة وسياسة #طحن_مو .. خوفا على كراسيهم وعلى حكومة لم تتحالف بعد أن تسقط.. مع أن المسيرات لم تمنع إلى حد الساعة من أية جهة بل العكس”، وفق تعبير ذات المدونة.

وتجدر الإشارة إلى أن “شهيد الحكرة”، قد لقي حتفه داخل شاحنة أزبال، ليلة الجمعة 28 أكتوبر الجاري، بعد أن تم طحنه مع أسماكه، لتخرج قرابة 40 مدينة في مسيرات حاشدة مساء أمس الأحد 30 أكتوبر الجاري، للاحتجاج على موت محسن فكري، مطالبين بإنصافه ومحاسبة المتورطين في جريمة مقتله.