يتواجد فوق ترابهما مشروع “طنجة تيك”.. مطالب برفع التهميش عن جماعتي “العوامة” و”سبت الزينات”
طالبت فعاليات جمعوية وحقوقية ومنتخبة محلية، بتنمية المنطقة القريبة من “مدينة محمد السادس طنجة تيك”، والاهتمام بها، وعدم تكرار تجربة إقليم الفحص أنجرة، التي تم إقصاء فيها شباب المنطقة من التشغيل والاندماج في المشاريع الكبرى وفي مقدمتها “ميناء طنجة المتوسط” و”مصنع رونو”.
وفي ذات السياق، دعت الفعاليات المشار إليها، في تصريحات لموقع “لكم”، بالعمل على تأهيل شباب المنطقة وإدماجهم في هذه المشاريع، ما دامت الساكنة ساهمت في هذه المشاريع بأغلى ما عندها وهو أراضيها.
وتعيش جماعتا “سبت الزينات” و”العوامة”، القرويتين المحسوبتين إداريا على عمالة طنجة أصيلة، والتي تتواجد فوق ترابهما مدينة محمد السادس، تنمية جد متأخر على مختلف المستويات سواء على مستوى البنيات التحتية أوالصحية أوالاجتماعية، وفق مجموعة من الجمعيات المحلية.
وتفتقد “سبت الزينات” و”العوامة”، لمجموعة من المرافق الاجتماعية والصحية، والتجهيزات الضرورية، خصوصا على مستوى الدواوير القريبة جغرافيا من موقع المدينة المنتظرة، والذين انتزعت منهم أراضيهم لإقامة المنطقة الصناعية، وهي أعز ما يملكون.
حملة رقمية
وتأتي هذه المطالب المشار إليها، في الوقت الذي أطلقت فيه العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بإقليم الفحص أنجرة المجاور لعمالة طنجة أصيلة، الأسبوع الماضي حملة رقمية تطالب فيها الجهات المسؤولة باتخاذ المتعين وتوفير فرص الشغل لأبناء المنطقة.
وفي تصريح لموقع “لكم”، أوضح عبد المغيث مرون رئيس فرع العصبة بالفحص أنجرة، أن الحملة تتماشى مع الفصل 31 من الدستور المغربي 2011، والذي جاء في مضمونه تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في الشغل والدعم من طرف السلطات العمومية في البحث عن منصب شغل، أو في التشغيل الذاتي.
وتأتي هذه الحملة الرقمية، حسب المتحدث، إثر عودة الإقصاء الممنهج لاقصاء تشغيل ساكنة وشباب المنطقة من التشغيل في ميناء طنجة المتوسط، معتبرا إياه انتهاك لحقوق الساكنة المحلية في التشغيل والعيش الكريم.
وحمل مرون، السلطات العمومية مسؤولية فتح المجال لتشغيل الشباب المحلي ورفع الإقصاء عنهم، مشيرا إلى أن العصبة ناضلت في السنوات الماضية وتدخلت السلطات العمومية وتم تمكين المئات من شباب المنطقة ومن طنجة من التشغيل ، إلا أن الأمر عاد لنقطة الصفر مؤخرا وبدأت تتمظهر سلوكات عنصرية إقصائية تعطي كل فرص العمل لكل من هو لا ينتمي للفحص آنجرة وطنجة وجهة طنجة عموما، وهو ما اعتبرته العصبة انتهاكا جسيما لحق شباب المنطقة في الشغل والحياة الكريمة، وهو ما جعل العصبة تطالب بتدخل الدولة لانصاف ساكنة الفحص آنجرة وضمان حق شبابها في الشغل.
واقع التنمية
بخصوص التنمية بالجماعتين، سجل محسن البقالي نائب رئيس رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين أنه وعلى الرغم من كل هذه المجهودات يظل واقع التنمية بهاتين الجماعتين جد متأخر على مختلف المستويات سواء على مستوى البنيات التحتية والصحية والاجتماعية.
وأشار البقالي إلى أن جماعة “سبت الزينات” تفتقد لمجموعة من المرافق الاجتماعية بالدرجة الأولى خصوصا على مستوى المداشر المحيطة جغرافيا بموقع المنطقة الصناعية والذين نزعت منهم أراضيهم، نذكر على سبيل الحصر (مدشر الرويف ودار اللماعي والصفصافة وأولاد زيان) الذين لم تصلهم بعد التنمية ويفتقدون لأضعف شروط العيش الكريم، خصوصا مدشر الرويف ودار اللماعي الذين لا يملكون حتى مسلك طرقي معبد يربطهم بالطريق الإقليمية، نفس الأمر بالنسبة لمدشر الصفصافة الذي يبعد كيلومترات عديدة عن مركز الجماعة والذي لا تتوفر فيه أدنى ظروف الاستقرار الاجتماعي.
كما سجل المتحدث، غياب المرافق الرياضية حيث أن جماعة الزينات لا تتوفر على أي ملعب للقرب بالإضافة إلى أن بناية دار الشباب قد تم إغلاقها منذ سنوات…الخ.
أما على مستوى جماعة “العوامة” يضيف محسن البقالي، وخصوصا المداشر المحيطة جغرافيا بموقع المنطقة الصناعية، نذكر على سبيل الحصر (مدشر الشاوية والسلاويين وكوارث والمحارزة) فهي مداشر تعرف نموا ديمغرافيا متزايد في حين تفتقد لمجموعة من المرافق والتجهيزات الضرورية.
هشاشة اجتماعية وكثافة سكانية
وتعرف جماعة “العوامة” كثافة سكانية كبيرة، وتزايدا مستمرا في عدد الساكنة، وحسب الإحصائيات الرسمية لسنة 1994 فإن العدد وصل 10.286 نسمة، ليأخذ بعد ذلك هذا العدد منحى آخر بسبب الزحف الحضري لمدينة طنجة ليصل التعداد إلى 20.541 نسمة في إحصاء 2004 ثم 38.971 نسمة سنة 2013، وذلك بسبب الهجرة الكبيرة من القرى المجاورة وحتى من مدينة طنجة حسب ما وقف عليه موقع “لكم” من عين المكان.
في هذا الصدد، سجل أحمد بن مسعود رئيس “جمعية عين الدالية للتنمية المستدامة”، أن جماعة “العوامة”، تعرف هشاشة اجتماعية واوضاع اجتماعية لا تحسد عليها وذلك راجع الى ضعف الإمكانيات وقلت الموارد المالية للجماعة.
وأشار بن مسعود في تصريح لموقع “لكم”، إلى أن أبناء الجماعة يعانون في صمت خاصة وأن المورد الوحيد لجماعة “العوامة”، هو التعمير والبناء، وهي لا تتوفر على وثائق التعمير وهو ما يتسبب في ركوض اقتصادي مما يؤثر على الشغل والتشغيل.
أما بخصوص الجانب التعليمي، قال رئيس “جمعية عين الدالية للتنمية المستدامة”، أن ما يحسب على الجهات الرسمية، أنها وفرت التعليم الثانوي التأهيلي (مستوى الباكالوريا) وهدا الى العهد القريب كان غائبا وكم كانت المعاناة قبل ذلك.
كذلك من الأمور التي تحسب على جماعة العوامة هو توفرها على النقل المدرسي رغم عدم قدرته الإستعابية، مضيفا أنه وإلى عهد قريب لم تكن الجماعة تتوفر على النقل المدرسي، وخير دليل على ذلك ان رئيس جمعية عين الدالية الكبيرة للتنمية المستدامة كان يمشي على الاقدام مسافة ما يقارب 5 كلم ليصل الى الاعدادية المتواجدة في قلب الجماعة.
وحسب الجمعوي، فإن أكبر مشكلة تعاني منها بعض المؤسسات هو مشكلة الاكتظاظ خاصة دوار “عين الدالية الكبيرة” و”دوار المنبر”، بحيث لا يتوفرون على حجرات دراسية كافية، مما يخلف مشكل الأقسام المشتركة، وهو ما يؤدي إلى الهدر المدرسي.
أما من الناحية الصحية فقد أكد المتحدث، أن الوضع لا يبشر بخير، مبرزا أن الجماعة تعاني من قلة الأطر الطبية كما ان المستوصف بعيد على بعد الدواوير خاصة دوار عين الدالية الكبيرة، والطامة الكبرى هي ان الجماعة لا تتوفر حتى على سيارة الإسعاف، رغم أن الجمعية تؤكد عل هذا المطلب مرارا وتكرارا .
البنية التحتية لجماعة “العوامة”، وصفها محدثنا بالكارثية، ضاربا المثل بدوار عين الدالية الكبيرة الذي يتوفر على طريق مهترئة جدا وكارثية بكل المقاييس، فهي لازالت على النمط التقليدي وكلها حفر ولا تغطي المدشر بشكل كامل، والى حد هذه اللحظة لم يتم إصلاح الطريق رغم كل الوعود التي نتلقاها من الجماعة وهذا له وقع كبير على مشكل المواصلات، خاصة وأن الساكنة تضطر إلى التنقل مسافة 5 كلم لتصل الى أقرب محطة لسيارات الأجرة.
في نفس السياق، قال أحمد بن مسعود، أن ما يعاب على جماعة العوامة أن دار الشباب لم يتم تفعيلها منذ أزيد من 10 سنوات، وهو ما أثر سلبا على شباب المنطقة، مشيرا إلى أن “جمعية عين الدالية الكبيرة للتنمية المستدامة”، حاولت مرارا وتكرارا أن تتواصل مع الجماعة لحل هذا المشكل كلما سمحت الفرصة الى ذلك، لكن لا جديد على هذا المستوى.
وخلص المتحدث، إلى أن ان جماعة “العوامة” بدأت تتحرر من العقليات القديمة، حيث بدأت في المدة الأخيرة بإشراك الساكنة المحلية في تقديم معاناتها وحلولها، مضيفا أن هناك هيئة استشارية تنتمي الى كل الدواوير، وتسمح لنا بإيصال مقترحاتنا ومعاناتنا إلى الجهات المسؤولة، ونحن دائما نتمنى الخير لجماعتنا رغم كل الاختلالات والمشاكل التي تعاني منها.
واقع مقلق
و إذا كانت جماعة “العوامة” تعرف تزايدا مستمرا ومثيرا في عدد الساكنة، فإن جماعة “سبت الزينات” المجاورة تشهد انخفاضا نتيجة تزايد وثيرة الهجرة سواء إلى مدينة طنجة أو إلى الديار الأوربية، ففي الوقت الذي كان يبلغ عدد سكان الجماعة سنة 1994 5.028 نسمة، فإنه انخفض إلى 4.895 نسمة سنة 2004 ثم 4.780 نسمة سنة 2013 .
حمزة الزواق رئيس “جمعية النماء للتنمية التشاركية بسبت الزينات”، اعتبر في حديث مع موقع “لكم”، أن هناك تحسنا في المدة الأخيرة، لا يمكن إنكاره، خاصة على مستوى بناء إعدادية، إصلاح الطرق، الكهرباء والماء، قبل أن يستدرك أنه لا يمكن القول أن هذا التحسن يرقى إلى مستوى تطلعات الساكنة.
وأبرز رئيس الجمعية، أن بناء المستوصف لم يرافقه تحسن في الخدمات الصحية المقدمة للساكنة، حيث يعاني من نقص حاد على مستوى الأطر الصحية وغياب للمراقبة وديمومة خلال أيام الأسبوع، ما حدث تغيير فقط في البناية، يقول حمزة الزواق، موضحا أن جمعية “النماء” هي من كانت وراء اقتراح تحويل الشطر الثاني من مشروع تربية الماعز الذي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى بناء المستوصف وهو ما استجابت له السلطات المنتخبة والولائية، وتم إنجازه.
تعليميا، يقول رئيس جمعية النماء، نحن من الجمعيات العاملة في قطاع النقل المدرسي ودروس الدعم المجانية للتلاميذ، وسبت الزينات تعرف تدنيا كبيرا على المستوى المعرفي للتلاميذ، وهذا أمر مقلق جدا، على الرغم من تعزيز البنية التحتية التعليمية للجماعة، اعدادية، إنشاء أقسام للتعليم الأولي بمختلف المؤسسات، لكن المستوى لا زال يطرح العديد من علامات الاستفهام .
واعتبر الزواق، أن قرار إغلاق دار الشباب بسبت الزينات دون أن يكون هناك بديل، ترك فراغا تأطيريا كبيرا لدى فئة الأطفال والشباب، والنتيجة ما نعانيه اليوم من انتشار مختلف الظواهر السلبية، مشيرا إلى أنه ومنذ سنة 2017 ونحن نسمع عن إحداث ملعبين للقرب بالجماعة، ونحن في سنة 2022 ولا جديد على هذا المستوى.
أمنيا، يؤكد المتحدث أن الجماعة بدأت تعرف الكثير من الظواهر السلبية، مشيرا إلى أن جمعيته سبق وأن نادت بضرورة إحداث وحداث أمنية بالجماعة.
على مستوى البنية التحتية، أشار الزواق إلى أن هناك خصاص كبير، وبالأخص على مستوى المداشر، مشيرا إلى أن جمعيته سبق وأن قدمت مجموعة من المقترحات لرئاسة الجماعة، حيث عوض الاشتغال مع كل مدشر على حدة، يجب التفكير بربط الدواوير مع بعضها البعض بطريق واحد سهل الولوج، مثلا طريق تجمع بين مجموعة من المداشر، كبني مصور، وأولاد زيان، وصفصافة ومدشر الرويف ودار اللماعي والقدموري الصخرة… وهكذا.
محاولات لتجاوز الوضع
عبد الحميد العباسي باعتباره المسؤول الأول لجماعة “سبت الزينات”، فقد قال لموقع “لكم”، إنه يسعى جاهدا منذ توليه مسؤولية الإشراف على تسيير الجماعة سنة 2015 وبعد مرور حوالي 7 سنوات، يضيف المتحدث، أؤكد لكم أن الجماعة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي حققتا نموا وتصاعدا إيجابيين، والدليل على هذا مؤشرات التنمية المحققة، وهي في منحى تصاعدي، مستدركا، صحيح أنها تبقى ضعيفة لكن على الأقل نسجل وبارتياح أرقامها في تصاعد.
وأفاد رئيس الجماعة، أن نسبة تقارب 100 في المائة، من حيث تزويد الساكنة بالكهرباء و80 بالمائة من الماء الصالح للشرب، مضيفا، أننا شجعنا كذلك وبشكل مستمر في خلق وحدات صناعية صغيرة أو متوسطة لما لها من أهمية في خلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة وفي تنمية موارد الجماعة، التي عرفت هي الأخرى ولله الحمد تحسنا محمودا.
وزاد، أنه يعمل على الترافع وبشكل يومي بخصوص المشاكل الاجتماعية المعقولة للمواطنين، واقتراح حلول وبدائل من خلال تضمينها في ميزانية التسيير أو برمجتها في الفائض المحقق من ميزانية التجهيز.
وجوابا على سؤال حول أسباب إغلاق المجزرة الجماعية التي تعتبر بمثابة حبل سري لسوق “سبت الزينات” الأسبوعي، الأشهر من بين الأسواق الأسبوعية بضواحي طنجة، بناء على توصيات التصميم المديري الوطني للمجازر، قال عبد الحميد العباسي، أن الأمر سيؤثر لا محالة على جميع المرتفقين وعلى البنية الاجتماعية لبعض ساكنة المنطقة، لكن وفي ظل الوضعية غير الصحية للمجزرة وعدم مطابقتها ولو ب 10 بالمائة، من كناش تحملات المجازر، ونظرا كذلك لعدم أخذ الأمر بجدية من طرف المجالس السابقة، فقد أصبح لزاما علينا التدخل وبشكل آني لإصلاح الوضع بعدما أصبحت تهدد صحة وسلامة المرتفقين من جهة، والمستهلكين بصفة عامة، مؤكدا على أنه سيعمل على البحث عن شركاء وممولين جدد من أجل إعادة بناء مجزرة جماعية تستجيب لتطلعات الساكنة ولدفاتر تحملات نموذحية.
أما بشأن الشق الاجتماعي، يقول رئيس الجماعة، فالأهم فيه هو مجانية سيارة الإسعاف 24/24 ساعة، و 7/7 أيام، ولأي مكان أو مدينة يرغب المريض في العلاج بها، مبرزا أنه على المستوى التعليمي، فقد تم ولله الحمد تعميم وحدات التعليم الأولي لجميع المداشر التابعة للجماعة بشراكة وبتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عمالة طنجة أصيلة، كذلك تم افتتاح اعدادية ونفكر في نواة لثانوية تأهيلية ان شاء الله، ويتم الآن بناء مدرسة جماعاتية، وقد تم الشروع في بنائها منذ شهرين، بالإضافة إلى أنه تم تعويض أكثر من 80 بالمائة من البناء المفكك لجميع المدارس الابتدائية.
على المستوى الثقافي، تأسف كثيرا رئيس الجماعة، على الإغلاق الذي طال دار الشباب التي كانت المأوى الوحيد للشباب ولجمعيات المجتمع المدني، مشيرا إلى أنه قدم عدة ملتمسات وأسئلة كتابية لوزير الشباب والتواصل، معبرا عن استعداده لعقد شراكات مع جميع المتدخلين خاصة والجماعة تتوفر على وعاء عقاري كاف لإقامتها.
وبخصوص البنية التحتية، أقر العباسي، بأن بعض دواوير الجماعة لا زالت تعاني من صعوبة في الولوج إليها لكن مقارنة مع ما سلف فقد تمت برمجة العديد من المسالك والطرق، وبالتالي تم فك العزلة عن أغلب الدواوير، مضيفا أن هناك بعض الطرق سيتم إنجازها في القريب ان شاء الله، بتعاون وشراكة مع باقي المتدخلين خاصة إذا علمنا أن القانون 113 ـ 14 جعلها من الاختصاصات المشتركة للجماعات الترابية.
بالنسبة لميزانية الجماعة، أكد عبد الحميد العباسي أن جماعة سبت الزينات حققت نموا ملحوظا على مستوى المداخيل، وهو ما دفع المجلس إلى اقتراح الإنارة العمومية لجميع الدواوير وكذا التكفل بجميع النفايات المنزلية سواء على مستوى المركز أوالدواوير المجاورة.
أما بخصوص إشكالية التعمير، فقد اعتبرها رئيس الجماعة أنها عبارة عن بؤرة تعاني منها جميع الجماعات الترابية حضرية كانت أم قروية، في ظل إلزامية الرأي للوكالة الحضرية، وتقليص صلاحيات المؤسسات المنتخبة، وصدور قوانين جد صعبة قد تصل إلى العزل، وإلى مخالفات مادية ثقيلة، أو إلى السجن، يختم العباسي.
الساكنة ساهمت بأغلى ما تملك
وفي هذا الإطار، قال محسن البقالي نائب رئيس رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، وهي هيئة مدنية تهتم بقضايا الشأن العام، لا يسعنا إلى أن نشيد بهذا الورش الصناعي الكبير الذي يجسد الإرادة الملكية التي تتوخى جعل المغرب مركزا أساسيا بين أوروبا وإفريقيا، إلا أنه وفي نفس السياق وجب تسجيل بعض الملاحظات من أجل الإسهام في تحقيق تنمية اقتصادية مندمجة ومستدامة.
وسجل البقالي، في تصريح لموقع “لكم”، أن هذا المشروع الكائن بجماعتي العوامة وسبت الزينات بعمالة طنجة أصيلة والممتد على مساحة إجمالية تبلغ 2167 هكتار، قد مر على أول قرار لنزع الملكية أكثر من 7 سنوات ولا زال سكان الجماعتين الذين حرموا من أراضيهم ينتظرون التعويض.
وأضاف الفاعل الجمعوي، وكخطوة استباقية قبل انطلاق العمل بالمنطقة الصناعية يجب إحداث وحدة للتكوين المهني تضمن تخصصات تتماشى مع طبيعة الاستثمارات التي ستحتضنها المنطقة وتكون مفتوحة في وجه شباب جماعة العوامة وسبت الزينات.
وفي ذات السياق، طالب المتحدث، بالعمل على تأهيل شباب المنطقة وإدماجهم في هذه المشاريع، ما دامت أن الساكنة ساهمت في هذه المشاريع بأغلى ما عندها وهو أراضيها، فلا بد من استفادة شبابها من الإدماج في هذه المشاريع الصناعية الكبرى، حتى لا تعاد تجربة إقليم الفحص أنجره والإقصاء الذي عرفه شباب الإقليم في مشاريع “رونو” و”الميناء المتوسطي”.
واعتبر المتحدث، أن التنمية يجب أن تشمل كل الجوانب المحيطة حتى لا تفرز لنا هذه المنطقة تفاوتات مجالية وألا نجد أنفسنا أمام منطقة تعرف ارتقاء اجتماعي ومداشر مجاورة تعيش وتعاني من الهشاشة الاجتماعية، مؤكدا على ضرورة أن تتضمن هذه “المدينة الصناعية” ما هو منصوص عليه في التصميم الأولي من مناطق للخدمات ومجمعات سكنية وسياحية وترفيهية بالإضافة إلى المرافق العمومية اللازمة لضمان حسن تدبير شؤون المدينة، حتى يتسنى بلوغ الأهداف المنشودة من إحداثها.
فرصة كبيرة لشباب المنطقة
من جانبه، اعتبر أحمد بن مسعود رئيس “جمعية عين الدالية للتنمية المستدامة” أن تواجد مدينة محمد السادس بجماعة العوامة فرصة كبيرة لشباب المنطقة.
وأضاف في تصريح لموقع “لكم”، أن من الأمور الإيجابية لجماعة العوامة هو تواجد منطقة محمد السادس، هذه المدينة التي سوف يكون لها واقع كبير على أبناء الجماعة، وبالتالي الجمعية دائما تعطي مقترحاتها للجماعة وللجهات المسؤولة.
وأكد بن مسعود، على ضرورة تأهيل الشباب وأبناء جماعة العوامة، وتكوينهم وذلك من أجل إدماجهم في المنطقة الصناعية المرتقب إحداثها حتى لا تكون جماعة العوامة مثل باقي الجماعات القريبة التي لم تؤهل شبابها من اجل ادماجهم في المناطق الصناعية القريبة.
برنامج تكويني لفائدة أبناء المنطقة
أما حمزة الزواق رئيس جمعية النماء للتنمية التشاركية بسبت الزينات، فقد قال في تصريح لموقع “لكم، إن جمعيته سبق وأن نبهت، في الكثير من المناسبات على ضرورة تنفيذ برنامج موازي تكويني لفائدة أبناء المنطقة حتى يتمكنوا من ولوج سوق الشغل، بشكل سلس.
وأضاف الزواق، أننا نؤكد على هذا الموقف حتى لا يتكرر ما حدث في مناطق صناعية أخرى، حيث كانت هناك مجموعة من الاحتجاجات، كما حدث في منطقة ملوسة، خاصة وأن مدينة محمد السادس تتواجد على 70 بالمائة من تراب جماعة سبت الزينات، كما أن أغلب الٍأراضي المنزوعة تعود ملكيتها لساكنة الجماعة.
انخراط في المشروع
بدوره، أبرز عبد الحميد العباسي رئيس جماعة سبت الزينات، الأهمية الكبرى التي يحظى بها مشروع محمد السادس ـ طنجة تيك ـ من طرف كافة المتدخلين.
وأشار العباسي، إلى أن جماعة “سبت الزينات” بدورها منخرطة بشكل جدي وكلي في هذا الورش الملكي الكبير، والذي بالتأكيد ستكون له انعاكاسات إيجابية جدا على ساكنة الجماعة وعلى مواردها، مضيفا أن المشروع لا زال في بدايته متمنيا أن يعرف نجاحا، ويوفقنا لنكون من بين المساهمين في ذلك، وأن تعطى الأولوية في التشغيل لشباب ولشابات المنطقة كي يعود بالنفع على الجميع.
يشار إلى أنه تعذر أخد تصريح لحسن الفتوح رئيس جماعة “العوامة” المعنية أيضا بهذا الملف، بعد أن أصدرت وزارة الداخلية بتاريخ 9 دجنبر 2022، قرارا يقضي بتوقيفه ومنعه من ممارسة مهامه، إلى حين البت في طلب العزل من قبل المحكمة الإدارية بالرباط، كما أن رئاسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة فضلت عدم التفاعل مع أسئلة موقع “لكم” رغم تأكيد التوصل بها .