قالت نوال الزياني، شقيقة معتقلة “حراك الريف” سليمة الزياني المعروفة بـ”سيليا”، إن تسعة أشهر من الاحتجاجات جعلت شباب الريف يبتدع عفويا طرقا لتفادي التصادم، ذلك أن نصيحة قائد الحراك ناصر الزفزافي ظلت محفوظة في الوجدان والعقول. مؤكدة أن مسيرة 20 يوليوز التي حج إليها المغاربة من كل المدن والقرى، قمعت بفضاعة من قبل “المخزن” الذي استعمل شتى أنواع العنف لتفريق المسيرة وتشتيتها. 

وتساءلت نوال في رسالة وجهتها لأختها، “لماذا يجبُ أن ننتزعَ حقوقنا من بين مخالب الغول ونتعرض لكل أنواع التعسف؟”. 

وأضافت أخت “سيليا” متحسرة، “آه يا صغيرتي، فمنذ زيارتي الأولى في سجن عكاشة بالدار البيضاء، وأنا أحاول أن لا أنقل إليك ما يحزنك ويَغُم ذلك الحيز الصغير الذي منحوه لك بعدما سلبوا منك حريتك”. 

واستطردت نوال في رسالتها، “تلك الساعتين التي قضيناها معا كنتُ كمن يكتشف أخته لأول مرة، ما فتئتُ أمحو تلك الصورة التي أراك فيها مهما كبرتِ طفلتي الصغيرة، بدوتِ فعلا شجاعة وتحملين هما أكبر من عمرك”. 

ووصفت نوال وضعية أختها قائلة، “أستعيد ملامحك التي بدت شاحبة وهزيلة وعينيكِ الدامعتين اللتين قالتا الكثير من الأمور التي تخبئينها خوفا على والدينا العليلين”. وتابعت متحسرة ،”آه لرهافتك وأنتِ تراقبين بعين فاحصة أُمنا التي أوهنها السفر وزاد من مرض رجلَيْها. وكم كنتِ نبيلة وأنتِ تقبلينَ طلبهما بأن تأكلي أمامهما ليتأكدا أنك لم تضربي عن الطعام”.