سرد المعتقل زين العابدين المسكيني، المعتقل بالسجن المحلي “رأس الماء” بمقتضى قانون الإرهاب والتطرف، تجربته وكيف تغير سلوكه من إنسان يتبنى أفكارا متطرفة إلى إنسان يتبنى أفكارا متزنة، قائلا: “بعد دخولي للسجن وعن طريق الدراسة بدأت في مراجعة نمط التفكير الذي أدى بي إلى الإقدام على أفعال متطرفة”. 

وأضاف المتحدث في تصريح لموقع “لكم”، اليوم الأربعاء 20 شتنبر الجاري، على هامش تأطيره لورشة داخل السجن المحلي “رأس الماء” بفاس تناولت موضوع “الحسبة  بين النظر الإسلامي والتطبيق العلمي” (أضاف) “فترة 14 سنة كانت كافية لمراجعة أفكاري وكل ما سبب في  المتاعب لي وللمجتمع الذي أنتمي له”، يقول المتحدث مردفا “فكان من الضروري إعادة إنتاج مفاهيم صحيحة، بخلاف المفاهيم التي كنت أعتقدها من قبل”.

وتابع السجين “مجموعة من العوامل جعلتني أتبنى الفكر المتطرف على رأسها” صغر السن وتشغيل العاطفة بدون إعمال العقل، وقلة الإرشاد ومن يوضح لك الصواب من الخطأ”.

وبخوص البرامج التي تتبانها المندوبية من أجل  تغيير سلوك السجناء من هذا النوع قال المتحدث “وفرت لي المندوبية كل الوسائل والإمكانيات من أجل التأمل، وأن أتدرج في السلك التعليمي إلى أن حصلت على  شهادات جامعية جعلتني أغير تفكيري، وأصبح إنسانا صالحا”. 

من بين المفاهيم التي يفهمها المقدمون على مثل هذه الأفعال  بشكل خاطئ، ومن بينهم أنا شخصيا، مفهوم “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، مشيرا إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له العديد من الشروط والضوابط التي تحصن الفرد وتحصن المجتمع ككل، “ليحصل للفرد بعد ذلك التقويم الذاتي لتعم الفائدة وتعم المصلحة العامة”.