لجأت شركة “أمانديس” المكلفة بتدبير الماء والكهرباء بجهة طنجة تطوان الحسيمة، بداية الأسبوع الماضي، إلى قطع الإمدادات عن زبنائها بالجملة، بسبب التأخيرات في أداء مستحقات الفواتير من طرف بعض زبناء الشركة، ودون إشعار بالنسبة لكل من تراكمت عليه ديون ثلاث فواتير بدون أداء. 

واعتبرت جمعيات محلية في حديث مع “لكم”  قرار الشركة بغير المبرر، مما سيؤدي إلى توتير العلاقة بين الشركة وعموم المرتفقين، خاصة انه لم يسلم من ذلك حتى الزبناء المنتظمين في الأداء لمجرد تأخرهم في تسديد فاتورة الشهر الأخير”.

وحسب رابطة حقوقية فإن نزع العدادات يأتي في “ظرفية دقيقة يمر بها المتعاقدين بسبب تأثيرات عطلة الصيف واقتران عيد الأضحى بفترة الدخول المدرسي.. وهو ما شكل صدمة للعديد من الزبناء الذين قد يتضررون من هذه العملية بسبب غيابهم عن المنزل، وبسبب عدم التوصل بالإشعار”.

وقالت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين في بلاغ لها وصل “لكم” نسخة منه ان الحملة رافقها وقوع ازدحام في الوكالات التابعة للشركة وفي المحلات المرتبطة بخدمات جوار .

واعتبرت الرابطة أن من حق الشركة استخلاص مستحقاتها، ولكن وفق المساطر القانونية وبالشكل الذي يراعي طبيعة العلاقة مع الزبناء، والتي لا يجب أن تغيب الجانب الإنساني والأخلاقي في التعامل ولا أن يسمح باستعمال الشطط في تنفيذ هذا الإجراء من أجل فسح المجال لاستخلاص غرامة القطع عن طريق الغدر. 

وأوضحت الرابطة أنه وقبل إنجاز تلك المهمة يلزم إخبار الزبون بشكل واضح وإبلاغه عن طريق الإنذار الأول والثاني، مع منح التسهيلات الكافية للزبناء من أجل تلافي الوقوع في المشاكل. 

والأخطر من ذلك ـ يضيف البلاغ ـ هو لجوء الشركة إلى نزع العداد، مما يلزم المتعاقد بإعادة إدخال عداد جديد، وتحمل مصاريف إضافية، إضافة إلى غرامة قطع الإمداد وتسديد كل الديون.

وطالبت الرابطة من السلطة المفوضة إخضاع هذه العملية للمتابعة والمراقبة للحيلولة دون الوقوع في الأخطاء التي تلحق الضرر بالمتعاقدين مع الشركة.

من جهتها قالت زينب شودري المكلفة بالإعلام والتواصل بشركة “أمانديس” في تصريح لموقع “لكم”، ان اللجوء إلى تعليق الإمدادات يبقى كآخر خطوة تأتي بعد استنفاذ جميع الإجراءات المتعلقة بالإخبار والتذكير، معتبرة أن كل هذا يأتي في احترام تام لبنود دفتر التحملات للتدبير المفوض.

واعتبرت المتحدثة أنه “يمكن لأمانديس إيقاف تزويد الماء أو الكهرباء، في حالة عدم الأداء داخل أجل لا يتعدى 10 أيام تقويمية بعد إشعار الزبون”.

وبخصوص الجانب الانساني الذي تحدثت عنه مجموعة من الجمعيات في حديث مع “لكم”، خاصة ما يتعلق منه بتزامن القطع مع الدخول المدرسي، قالت المكلف بالتواصل لدى “أمانديس” لموقع “لكم”، انه من أجل مساعدة الزبناء الذين هم في وضعية صعبة، وبعد دراسة طلبهم، يمكن للشركة أن تمنحهم تسهيلات في الأداء، مشيرة أن هذه الإجراءات معمول بها طوال السنة.