تفاعل المغاربة مع وباء كورونا بأسلوب إيجابي ومواطن، حيث ظهرت العديد من المبادرات المختلفة في سياق مواجهة تفشي الوباء.

وقام الشابان أيوب مفتاح الخير وإلياس المنتصر بإطلاق منصة Marocovid.com، والتي تهدف إلى محاربة الإشاعات المتعلقة بتطور الوباء وأعداد المصابين بالفيروس في المغرب.

وتعتمد المنصة في معطياتها على مصادر رسمية على رأسها وزارة الصحة.

وعرفت المنصة إقبالا ملحوظا منذ الإعلان عن أول إصابة بالمغرب، حيث سجلت أكثر من مليون زيارة، وفق ما كشف عنه أيوب مفتاح الخير عبر تدوينة له.

ومن المرتقب أن يتم تحديث واجهة المنصة وتزويدها بالوصلات التحسيسية التي تنشرها الجهات الرسمية بالإضافة للوصلات التي ينشرها منتجو المحتوى لكي تصل التوعية والرسائل الإيجابية لأكبر عدد ممكن من الجمهور.

من جهته، أعلن أحد المطاعم المشهورة بالدار البيضاء عن تخصيص وجبات مجانية لكل من رجال الشرطة والأطقم الطبية والأشخاص بدون مأوى.

وأوضح مدير المطعم في تصريح لموقع “لكم”، أن تفاعله اليوم مع الحالة التي تعيشها البلاد كان من منطلق المسؤولية لا غير، رافضا بشكل قاطع الافصاح عن اسمه أو اسم المطعم تجنبا للإشهار.

وقال المتحدث إنه لا يعلم لحد الساعة كم سيكلفه الأمر ماديا، لكنه أكد على أنه لن يتراجع عن الأمر إضافة إلى أنه سيركز عمله على التوصيل مع إقفال أبواب مطاعمه تنزيلا لقرار السلطات.

كما أعلن مجموعة من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي انخراطهم في العمل التوعوي والتحسيسي لمواجهة الوباء، الأمر الذي استحسنته القناة الثانية وأعلنت عبر موقعها الرسمي، إدراج إنتاجات المؤثرين التوعوية ضمن برمجتها اليومية.

وبشكل عفوي قام مواطنون بتنظيم أنفسهم عبر طوابير تراعي مسافة الأمان أمام الصيدليات والمراكز المصرفية، للحد من انتشار الوباء.

وقال مواطنون في تواصل مع موقع “لكم” أن الأمر جاء من منطلق الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي تعيش الوباء في مراحله المتقدمة، الأمر الذي دفعهم إلى الاحتراز ونقل التجارب بشكل استباقي.

كما ظهرت على منصة التواصل الاجتماعي تجمعات افتراضية هدفها توحيد جهود المتطوعين من أجل الحد من انتشار الوباء.

وقال الدكتور محمد بودن مدير مجموعة مواطن متطوع، في تصريح لموقع “لكم”، إن الفكرة جاءت في إطار دعم مجهودات الدولة في احتواء الوباء.

وأكد المتحدث أن مجهودات الدولة لا يمكنها أن تكون فعالة إلا بانخراط المواطنين فيها بشكل جدي ومسؤول.

وأوضح المتحدث أن أعضاء المجموعة وصل تعدادهم إلى 40 ألف شخص في حدود يومين، وأن التفاعل جد إجابي وغير مسبوق مما يدل عن مستوى وعي ومسؤولية لدى المواطنين.

من جانبهم، قام عدة أساتذة في شعب مختلفة علمية وأدبية بإعلان تقديمهم لحصص مجانية عن بعد خارج أوقات العمل لفائدة عموم الطلبة خاصة طلبة مستوى الباكالوريا.

كما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات يعلنون من خلالها استعدادهم لتقديم أي خدمة في سبيل حصار الوباء والقضاء عليه.

وأعلنت مؤسسات إعلامية عن متابعة العمل عن بعد إلى حين ضمان السيطرة على الوباء.

في السياق ذاته، فسر الخبير في علم النفس محسن بنزاكور حالة التضامن هذه بثلاث احتمالات، الأول يتعلق بالاثارة والشهرة حيث قام البعض بإعلان مبادرات تضامنية بدافع الشهرة بدليل أنهم تراجعوا بمجرد ما تأكد أن الأمر جدي.

أما عن الاحتمال الثاني يقول بنزاكور، يتعلق بدافع المواطنة وروح التضامن والتآزر المجتمعي، فيما يتلخص الاحتمال الثالث في هاجس الخوف حيث يحاول البعض تفريغ شحنة الخوف عن طريق الغناء والرقص كما شوهد في مواقع التواصل الاجتماعي.

ويستدرك بنزاكور قائلا، “إلا أنه يلزمنا أدلة ملموسة للحسم بين هذه الإحتمالات، مشيرا إلى تفاعل الدولة بشكل إيجابي مع المبادرات”، في تنبيه إلى أن الوسيلة الأسرع اليوم لاحتواء المبادرات هي وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار الخبير إلى ضرورة الانتباه إلى أن المجتمع ليس كتلة واحدة وإنما هو مزيج من عدة كتل مختلفة الطباع والأفكار مما يحتم علينا أن ندرسه باستحضار هذه العنصر.

ويعيش المغرب في الأيام الحالية استنفارا كبيرا لكل مكوناته الاجتماعية والحقوقية والاقتصادية والإعلامية وكذا السياسية، وذلك في سياق التجند المسؤول ضد الوباء والاستفادة من تجارب الدول التي تعرف تقدما خطيرا فيه.