قال الصحفي رشيد البلغيتي، إن رئيس التحرير الفعلي اليوم داخل هيئات التحرير في وسائل الإعلام المغربية هو “الخوف”.

وأوضح البلغيتي، الذي كان يتحدث يوم الخميس 16 يناير، في ندوة “حرية الرأي والتعبير بين المواثيق الدولية والتشريع المحلي وواقع الحال”، التي نظمتها “الهيئة المغربية لحقوق الإنسان”، بمقر هيئة المحامين في الرباط، إن مدراء التحرير ورؤساء التحرير اليوم في صالات التحرير هو “الخوف” أو على الأقل التوجس، بالنسبة للصحافيين الأكثر شجاعة.

وأضاف البلغيتي أن هناك انطباع كبير اليوم بأن الصحفيات والصحفيون مراقبون بشكل يومي فيما يكتبون، وإذا ما تجاوزت كتاباتهم ما يسمى بـ “الخطوط الحمراء” فإن المراقبة تنتقل إلى مستوى تفاصيل حياة الصحفية أو الصحفي اليومية “ماذا يفعل؟ ماذا يشرب؟ ماذا يأكل؟ بمن يلتقي؟”، في انتظار الهفوة الأولى أو الخطأ الأول، لإصطياده، على حد تعبيره.

وأوضح البلغيتي أن الصحافة المغربية تحولت اليوم إلى صحافة تواصلية هدفها هو الإعلانات، ماتت فيها الأجناس الصحفية الكبرى خاصة الربوتاج وصحافة التحقيق والتقصي.

وزاد البلغيتي أن وضع الصحافة اليوم في المغرب أدى بالكثير من الصحفيين إلى ثلاث أنواع من الهجرات، الهجرة خارج المغرب، أو هجرة المهنة نحو مهن أخرى، أو هجرة الضمير التي أدت، حسب قول البلغيتي، بصحفيين إلى “تغيير البندقية من كتف إلى أخرى” عندما تحولوا إلى “أبواق للسلطة”.

وخلص البلغيتي إلى أن الدعائم الأساسية التي أقام عليها “العهد الجديد” مشروعيته بداية الألفية، والمتمثلة، حسب رأيه، في تعديل “مدونة الأسرة”، وإنشاء “هيأة الإنصاف والمصالحة”، وإعداد “تقرير الخمسينية”، قامت السلطة نفسها بنسفها بتصرفاتها خلال السنوات الأخيرة.