المشهد كان عاديا.. عربات “الطرامواي” تزحف إلى العاصمة بتثاقل شديد، وحافلات “ستاريو” تقف للحظات ثم تختفي بسرعة “جنونية”، غير مبالية بالجموع البشرية التي كانت ترابط أمام باب شالة بالرباط، احتفالا باليوم العالمي للشغل، فبينما كان جامع المعتصم، نائب الكاتب العام “للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب”، يدعو أعضاء نقابته إلى وحدة الصف، وعدم التأثر بإعفاء عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، كانت أطراف نقابية أخرى تأخذ حصتها من “السلفيات”، وهي تتزيّن بأعلام فلسطينية وأخرى ثورية، هكذا بدا المشهد في عيد “الكادحين” بالعاصمة هذا الصباح.

حضَر النقابيون.. وغاب الوزراء

على عكس مسيرات الدار البيضاء التي شارك فيها المئات من العمال والنقابيين (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل- والاتحاد المغربي للشغل- والكونفدرالية العامة للشغل- والاتحاد الوطني للشغل) إلى جانب وزراء في حكومة العثماني، ويتعلق الأمر بكل من الحسين الوردي، وزير الصحة، الذي كان حاضرا في احتفالات الاتحاد المغربي للشغل بالبيضاء، ومصطفى الخلفي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع، الذي شارك إلى جانب نقابة حزبه بالقنيطرة، شهدت مسيرات “العاصمة” غياب وزراء حكومة العثماني في احتفالات العمال، باستثناء حضور نزهة الوافي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والقيادية بحزب “العدالة والتنمية”، في مهرجان خطابي “باهت”، ترأسه جامع المعتصم، مدير ديوان سعد الدين العثماني.

 benkirane” out …cdt”بالرغم من مرور أكثر من شهر على إعفائه، ظل اسم عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، حاضرا بشكل قوي في معظم الشعارات التي رفعتها الهيئات النقابية وسط العاصمة الرباط، حيث رفع المحتجون شعارات مناوئة لحكومته، متهمين إياها بتحطيم القدرة الشرائية وخنق الحريات النقابية.

نادية سبات، عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، قالت إن الحكومة الحالية التي يقودها العثماني لا يمكنها إلا أن تسمع لمطالب الشغيلة لتجاوز الوضع الحالي الذي وصفته بـ’الكارثي”، مشيرة إلى أن “الحكومة الحالية اختارت الاستمرار في سياسة التقشف وضرب القدرة الشرائية، مطالبة إياها بمراجعة مدونة الشغل التي يتم انتهاكها في مجموعة من المقاولات التي تطرد العمال لأسباب نقابية”.

ودعت سبات التي تترأس النقابة الوطنية للأشغال العمومية المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لموقع “لكم” الحكومة إلى “فتح حوار جدي يشمل كل الحساسيات النقابية، محذرة من انفجار الوضع الاجتماعي خصوصا بعد اتباع الحكومة الحالية لنفس مخططات حكومة بنكيران”.

حكومة العثماني فاقدة للمشروعية

بدورها، دعت الكونفدرالية العامة للشغل، الحكومة إلى إظهار حسن نيتها من خلال تفعيل ما تبقى من التزامات اتفاق 26 أبريل 2011، وعدم مراجعة مدونة الشغل، محذرة العثماني من تفاقم الأوضاع الاجتماعية لدى المغاربة.

وقال عبد العالي كميرة، الكاتب العام للكونفدرالية في تصريح لموقع “لكم”، إن “حكومة العثماني لن تغير شيئا من الوضع الحالي”، مشيرا بالقول: “لن ننتظر من هذه الحكومة شيئا لأنها لا تملك برنامجا واضحا وأغلبيتها تفتقد للانسجام والوضوح”.

فلسطين…حاضرة في عيد “العمال”

وشارك في المسيرات التي جابت شوارع العاصمة، إلى جانب عدد من الوجوه النقابية والحزبية خاصة المحسوبة على اليسار، فعاليات حقوقية معروفة بمساندتها للقضية الفلسطينية، إذ عبر عبد الحميد أمين، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن رفضه لمشاريع قوانين التطبّع مع الكيان الصهيوني، داعيا الأطراف الحقوقية إلى الوقوف إلى جانب الأسرى الفلسطينيين الذين دخلوا معركة “البطون الفارغة” منذ أسبوعين.

التعليم…زيرو !

ورفعت الجامعة الوطنية للتعليم في ذات المسيرة شعارات ولافتات تدعو الحكومة الجديدة إلى إنقاذ التعليم العمومي وفتح حوار جدي مع النقابات التعليمية، إذ قال عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام الوطني للجامعة في تصريحات لموقع “لكم” إن “التعليم يجب أن يكون من أولويات الحكومة الجديدة”.

في مقابل ذلك، عبّر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عن رفضه تفويت المقر التاريخي لـ”أوطم”، داعيا العثماني إلى الحوار الجدي والمسؤول، والإنصات إلى مشاكل الطلبة وعموم الفئات المسحوقة، إذ رفع أعضاء من “أوطم” شعارت تطالب بتعليم ديمقراطي ونزيه ومتساوٍ.