يعتبر رشيد عزوزي من أوائل اللاعبين المغاربة، الذين ترعرعوا في ألمانيا لكنه فضل حمل ألوان المنتخب المغربي، والدفاع عن بلده الأم الذي حضر معه في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية وبعدها فرنسا، متوسط ميدان أنيق ولاعب ترك بصماته واضحة في عرين أسود الأطلس، غير أن له يجد له مكانا للإشتغال بعد ذلك داخل الإدارة التقنية الوطنية، التي يشرف عليها الويلزي روبيرت أوشن، الذي تعاقد مع ثلة من الأجانب رافضا الإستفادة من الخبرة التي راكمها عزوزي لسنوات بألمانيا.

ثقة هنري ميشيل

وضع الراحل هنري ميشيل مدرب المنتخب المغربي السابق، اللاعب رشيد عزوزي ضمن العناصر التي لا غنى عنها ضمن تشكيلة أسود الأطلس، قبل ظهور إسم يوسف شيبو،وكان عزوزي الذي تلقى تكوينه في ألمانيا، مرادفا للأناقة والهدوء في اللعب، يزاوج بين المهام الدفاعية بمساندة الخط الخلفي، والهجومية بمساندة الخط الأمامي بكل ثقة في النفس، بالنظر لما كان يتوفر عليه من مؤهلات عالية.

يسجل التاريخ أن رشيد عزوزي من اللاعبين المغاربة القلائل الذين تشرف بالمشاركة في مونديالين سيما للاعب تربى ونشأ خارج المغرب، لكنه ظل دوما محبا لوطنه مدافعا عنه بكل إفتختار وثقة في النفس.

صرامة في الأداء

قليلة هي الأسماء المغربية، التي إحترفت في البطولة الألمانية ومثلت المنتخب المغربي، وفي بداية التسعينيات أطل عزوزي من ألمانيا، التي اشتهر منتخب ماكيناتها بالصرامة التكتيكية وفرقها بجودة اللعب، ليلتحق بمنتخب أسود الأطلس على عهد المدرب عبد الخالق اللوزاني.

سرعان ما أثبت رشيد عزوزي حضوره القوي داخل المنتخب المغربي، ليصبح قطعة أساسية في خط وسطه وليصطحبه الراحل عبد الله بليندة معه لمونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994، وهناك أكد علو كعبه رفقة منتخب مغربي قدم كرة راقية ولم تسعفه النتائج لسوء الحظ، بعدما أقصي من الدور الأول.

بعد هذه الفترة ارتبط المنتخب المغربي بالراحل هنري ميشيل، الذي أضاف لاعبا آخر من ألمانيا لتشكيل المنتخب المغربي وهو عبد الرحيم واكيلي،إلا أن رشيد عزوزي حافظ على مكانته، بل سيسجل له التاريخ أنه رفقة المبدع مصطفى حجي والسماحي التريكي، من القلة التي نشأت بأوروبا وشاركت في مونديالين على التوالي، بعدما اصطحبه المدرب هنري ميشيل لكأس العالم بفرنسا 1998 رفقة أقوى جيل ربما في تاريخ الكرة المغربية.

من لاعب لمدير رياضي

بعد أن أنهى مساره اللامع مع المنتخب المغربي وبالبطولة الألمانية، إذ لعب لفرق غرويستر فوت وكولن وفورتونا كولن وديسبورغ، وغيرها، تقلد منصب المدير الرياضي لناديه الأصلي غرويستر، وهناك عاش فصولا عنصرية عاد ليستحضرها مؤخرا.

وقال عزوزي، الذي يبلغ من العمر 49 سنة، خلال حوار صحفي بألمانيا، أنه كان يعاني من العنصرية في الملاعب الألمانية أثناء مسيرته الكروية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن التفوه بعبارات التمييز والعنصرية أصبح أكثر انتشارا في ألمانيا حسبما تابع خلال السنوات الأخيرة.

وتابع عزوزي “تعرضت للإهانة في فورت عندما كنت لاعبا، بعض المشجعين نعتوني براعي الإبل.. حينها، أحجمت عن الذهاب صوب المدرجات لتحية المشجعين لمدة عام كامل”.

وأكمل: “العنصرية لاحقتني كلاعب في حياتي كلها، فحتى في السفر غالبا ما تكون ذلك الشخص، الذي يتم إخضاعه بالصدفة للتفتيش أكثر من غيره”.

غير مرغوب بالجامعة

قبل أشهر عرض رشيد عزوزي خبرته على الكرة المغربية، بعدما أعلن المدير التقني أوشن روبيرتس عن عقده لإجتماعات مع مدربين وشخصيات على درجة عالية من التكوين، لضمهم للعمل معه داخل الإدارة التقنية المغربية.

وقدم رشيد عزوزي سيرته التي تضمنت حصوله على أعلى دبلوم تدريب “يوفا برو” الذي يخول له التدريب في أوروبا، وأعلن رغبته في العودة للمغرب ليساعد قدر الإمكان المنتخبات السنية،بعد التجارب المحترمة التي راكمها في ألمانيا.

إلا أن أوشن روبيرتس تعامل معه بنوع من الاستهتار ولم يقدر قيمته، فما كان من عزوزي إلا أن عاد ليواصل مهامه داخل ناديه الألماني الحالي، لتستفيد الكرة الألمانية من شخص على مستوى عال من التحصيل العلمي والرياضي،والذي حرص على المزاوجة طيلة مسيرته بين كرة القدم والتحصيل العلمي،غير أن المستديرة نالت حصة الأسد من وقته وجعلته يركز كثيرا على مساره الكروي، الطي كان يطمح أن يواصل رفقة جامعة الكرة المغربية التي لن تعره أي إهتمام.