حصل موقع “لكم” على وثيقتين تشيران إلى أن محمد صديقي، عمدة مدينة الرباط، استفاد من التقاعد المبكر من شركة “ريضال” بدواعي صحية.

الوثيقة الأولى عبارة عن طلب خطي يحمل توقيع محمد صديقي، سبق أن تقدم به يوم 9 أبريل 2012، إلى المؤسسة التي كانت تشغله شركة “ريضال” لطلب الاستفادة من التقاعد المبكر بدعوى “أسباب صحية” ابتداء من فاتح يونيو 2012.

وفي وثيقة ثانية هي عبارة عن شهادة صادرة عن “اللجنة الطبية للتقاعد المبكر”، بتاريخ 23 ماي 2015، تحمل توقيعات ثلاثة أطباء بما فيهم الطبيب الخاص لمحمد صديقي، يشهدون بأنهم سلموا إلى شركة “ريضال” شهادة تبرر إحالة االمستخدم “أحمد صديقي” على التقاعد المبكر (la mise a la réforme). على الرغم من ان اسم عمدة الرباط، هو محمد صديقي، وليس أحمد صديقي، كما ورد في الشهادة التي يتوفر “لكم” على نسخة منها. 

يذكر أن الصديقي سبق له أن نفى لموقع “لكم” أن يكون قد “سبق له قط أن تسلم أي شهادة طبية عن صحته الذهنية العقلية”، مؤكدا بأنه :”طيلة 56 سنة من حياتي، لم يسبق لي أن زرت عيادة طبيب نفساني، او تسلمت شهاته بأي حال من الأحوال..”.

وذهب العمدة في تصريحاته للموقع إلى القول بأن لا علم له بهذه الشهادة متهما جهات لم يكشف عنها بـ”فبركتها”.

ومما قاله صديقي لـ”لكم”، فإن خروجه ووقف عمله المبكر مع شركة “فيوليا- ريضال” ، التي كان يشغل فيها منصب مهندس رئيس مديرية اللوجستيك والممتلكات، جاء عقب مبادرة فتحتها الشركة أمام كل الموظفين بمختلف مسؤولياتهم لـ”المغادرة الطوعية” (départ volontaire ).

وحاول موقع “لكم” الاتصال مرارا مع العمدة صديقي قبل نشر هاتين الوثيقتين، دون ان يتسنى ذلك. 

تحقـيـق: قصة “الخلل العقلي” لعمدة الرباط ما بين الحقيقة و”البولميك” السياسي