تسائل جاك أتالي، الخبير والاقتصادي، الذي اشتغل مستشارا سابقا للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، عن ما يمكن أن تؤدي إليه تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأخيرة، حول نزاع الصحراء والتي وصفها بـ”المحتلة”، وكذا رد المغرب السريع بحشد المتظاهرين ضده، معتبرا أن ”كلا الخطوتين لا تخدم مصالح شعوب المغرب العربي بصفة عامة، ولاسيما وأنها قد تؤدي للمزيد من التفرقة والهجرة واتساع رقعة الفقر”.  

وذكر جاك أتالي، في مقال على مدونته الشخصية “، ان تصريح بان كي مون، ليس ما ألفت دبلوماسية الأمم المتحدة استخدامه في مثل هذه الحالات، مضيفا أن ذلك سيرفع من العداء بين الجزائر والمغرب، خصوصا بعد مظاهرة الرباط الأخيرة، مشيرا ان ذلك يُعد انزلاقا خطيرا، قد يؤدي بالمنطقة إلى انعطافات خطيرة.

ووفق الخبير الفرنسي، ففي حال تدهور أوضاع المنطقة سيسعى الملايين من المهاجرين من إريتريا والسودان وإثيوبيا، وليبيا وتونس، للتدفق على إيطاليا عبر الطريق البحري، من خلال المغرب العربي ومضيق جبل طارق.

وأضاف اتالي، ان المنطقة ستصبح أرض خصبة لانتشار التنظيمات الإرهابية، وسيضطر الآلاف ممن يُعانون الفقر إلى الهجرة إلى البلدان الأوربية كلاجئين، موضحا الخبير الفرنسي،  خصوصا إذا ظل سعر النفط منخفضا على نحو مستدام، فإن الاقتصاد الجزائري سوف ينهار وسكان الجزائر أنفسهم قد يضطرون لعبور المغرب للوصول إلى اسبانيا.

وتساءل جاك أتالي، كيف سيكون رد فعلنا؟ هل ستكون طنجة الحاجز؟ إغلاق مضيق جبل طارق؟، هل سنطرح المسألة على الإسبان لمراقبة الحدود مع فرنسا ونحن نراقب الحدود مع بريطانيا؟ وكيف سيكون  حال هؤلاء الناس، والرجال والنساء والأطفال، الذين سيمتطون قوارب مؤقتة لعبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى  برشلونة، أو مرسيليا؟، مؤكدا أنه من الواضح أن هذا ليس في مصلحتنا وهذه ليست وحدة دول المغرب العرب التي نريد، حسب قول أتالي.

وأردف جاك أتالي تسائلا من نوع أخر، كيف سيكون الحال إذا كانت دول المغرب العربي متحدة اقتصاديا وعسكريا، وإذا كانت السوق الاقتصادية مشتركة، مشيرا في الوقت ذاته إنها يمكن أن تكون قوة حقيقية.

وأشار أتالي، ان ” عدد سكان هذه الدول بلغ أكثر من 90 مليون نسمة؛  وسوف يتجاوز الرقم في عام 2050 حيث سيصل إلى 150 مليون نسمة، وهي فرصة لإمكانية تنميتها بشكل كبير، مؤكدا انه يمكن أن تكون منطقة مزدهرة من كل الجوانب”.